وصف الكتاب
يوميات صعلوك : جان دمو في الجبهة
تأليف :
حسين علي يونسالناشر :
رأس الخيمة : دار نون للنشر والتوزيعاستخدم كاميرا هاتفك لفتح هذه الصفحة عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة (QR).
ملخص
ظهر في الغلاف ما يكاد يكون شبحا لصورة الشاعر العراقي جان دمو الذي حاكى المؤلف ظروف حياته وأطراف من سيرته الإبداعية، رغم حضوره في الرواية كشخصية افتراضية، لذلك الرجل الذي ذهب إلى جبهة القتال في فترة من فترات حياته وأمضى هناك ما يقارب الشهرين أو الثلاثة، ليستوحي المؤلف عنوانه الفرعي من وحي الواقعة التي مر بها جان دمو، حين كانَ حسين علي يونس جندي مشاة في الجيش العراقي ضمن الخدمة الإلزامية واستثمر وجوده في الجبهة في بناء هذا الكتاب الذي ينتمي إلى لغة الشعر أكثر مما ينتمي إلى لغة السرد على الرغم من أنه رواية محضة، ليتناول فيه طبيعة علاقته الشخصية بجان ديمو الذي عانى من عدم اعتراف الأوساط فيه، وتهميش مقصود من المؤسسات الإعلامية الرسمية العراقية آن ذاك، منذ منتصف الثمانينات وحتى خروجه إلى الأردن وإلى استراليا التي مات فيها. تبدو «يوميات صعلوك» بناء روائيا من وجهة نظر شاعر فكّر بكتابة رواية، ومحاولة تجريدية في كتابة السرد، ينقلُ جنساً من الرواية يمكن تسميته بـ»الرواية الارتيابية» – إذا جاز التوصيف - وتتعدد فيه الخطابات السردية كما تتداخل فيه الأجناس الأدبية، فضلا عن أنها عمل ذو طبيعة حالمة، فيه من القسوة والرقة الشيء الكثير، سُحب فيه الماضي السحيق إلى أطراف الحاضر ودفعَ بالحاضر إلى كبد الماضي.أما على صعيد الأسلوب، فإن الرواية مكتوبة بأسلوب نادرا ما كُتبت به الرواية العراقية والعربية بشكلٍ عام يسمى «الشذرية» التي تعتمد على مقاطع أغلبها قصيرة ومكثفة ترسم صوراً موجزة معبرة، إذ تنساب الكلمات كماء رقراق دون أن تعكر الإيقاع بتلوثٍ يجعل القارئ يشيح بنظراته عنه، فتنطلق لغته الشعرية لتحتضن العبارات وتجعلها مثل مزاج رائق عفوي وبدون أدنى اهتمام بخطوط الرقابة الحمراء، بل إنه قتل الرقيب داخله وترك لنفسه حرية البوح بكل ما يخالجه من شعور وكل ما يتراكم في رأسه من ذكريات وحكايات، تلك الحكايات التي يمكنها أن تجتذب القارئ ليكون حاضراً بوعيه فيدرك الإشارات الرمزية.
يحفل العمل، الذي كُتبَ قبل خمسة عشر عاماً ظلَّ خلالها رهين الأدراج والمراجعات الدائمة ليخرجَ على هذا النحو موجزا بشدة، ومحملا بعناوين فرعية تحمل في معظمها دلالاتٍ رمزية تخص المؤلف وعلاقته بجان دمو مثل (جلجامش وأنكيدو والمعلم)، مستثمراً تلك العلاقة التي امتدت لسنوات لم تخل من الغرابة والصدق والسخرية والمتعة لتُخرجَ عملاً متقناً متمازج الأجناس