اللاجئون بين القيود والحقوق


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 68

الوسوم - سياسة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تصدرت الدراسة كلمة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - بمناسبة احتفالات المفوضية السامية للامم المتحدة بالذكرى الخمسين لانشائها والتى تعد نبراسا يضيء مسيرة المدافعين عن حقوق اللاجئين حيث قال سموه «نحن فى دولة الامارات لا ندعى شرفا أو نروم مجدا وسمعة عندما تحركنا الى جانب عدد كبير من المنظمات والمؤسسات الدولية والشعبية العالمية لمد يد المساعدة والعون للاجئين فى مناطق كثيرة فى أنحاء المعمورة منطلقين فى ذلك من تعاليم ديننا الاسلامى الحنيف الذى يحث على نصرة المظلوم وأغاثة الملهوف ورعاية الايتام وتخفيف معاناة الشعوب والامم ونشر الخير والسلام والامان». واوضح سموه الجهود الخيرية التى تقوم بها دولة الامارات لمساعدة اللاجئين فى العالم بقوله «تجسيدا لعاداتنا وتقاليدنا العربية الاصيلة فى أكرام الضيف لاجئا كان أو سواه ومد يد العون والمساعدة لاخواننا فى الانسانية والوصول اليهم أيا كان موقعهم فى العالم فقد عملنا على أن يكون العمل الانسانى الشعبى رافدا أساسيا مكملا لدور حكومتنا فى مد يد المساعدة للاجئين فى مختلف جهات العالم. فكان للجمعيات الخيرية على اختلاف مسمياتها ومختلف مواقعها فى بلادنا دورا رائدا ومهما جدا من أجل تخفيف الام اللاجئين فى العالم. حيث أصبحت قوافل المساعدات الانسانية التى تقدمها الامارات حكومة وجمعيات خيرية معروفة على المستوى العالمى. وكان لنا فى هذا الاطار تواجد فى المناطق المتفجرة فى العالم الى جانب أصدقاء كثيرين لنا فى أنحاء المعمورة وكانت مخيماتنا التى أنشأناها نموذجا يضرب فيه المثل سواء من قبل اللاجئين الذين كان لنا شرف استضافتهم فيها أو من جانب المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة». ويؤكد صاحب السمو رئيس الدولة «أن بأمكان المجتمع الدولى أن يفعل الكثير لوقف الحروب والازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى هى المصدر الاساسى لتهجير الانسان من أرضه ووطنه وذلك بالعمل على وضع حد للنزاعات والخلافات الدولية والاقليمية على أساس احترام حقوق جميع شعوب العالم فى العيش الحر الكريم فوق أرضها ووقف التدخلات فى شئون الاخرين والاحتكام الى القوانين والشرائع الدولية لفض النزاعات بين دول العالم». ومن أجل ذلك طالب سموه بضرورة «تفعيل دور هيئة الامم المتحدة وأجهزتها بروية واستراتيجية جديدة وأيجاد آلية تمكن المفوضية السامية لشئون اللاجئين القيام بدورها الكامل وأن تصبح مرجعية أساسية لجميع المنظمات والمؤسسات العالمية الانسانية فى تنفيذ برامج الاعانة والاغاثة وزيادة التنسيق والتعاون بينها لكى لا تتشتت الجهود وتضيع الاهداف». كما اكد سموه «أننا فى دولة الامارات العربية المتحدة سنستمر فى بذل كل ما من شأنه أن يعزز الامن والسلام بين شعوب العالم ويخفف المعاناة التى تواجهها الفئات المنكوبة فى المجتمعات الانسانية كما أن دولة الامارات لن تتأخر كذلك فى دعم جهود المفوضية السامية لشئون اللاجئين والوقوف الى جانبها سعيا لتحقيق أعلى درجات الاستقرار فى المجتمع الدولي. من جانبه قال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتنسيق والمتابعة فى تقديم سموه للاصدار الجديد للمركز أن الدور الذى لعبته دولة الامارات فى مجال الدفاع عن قضايا اللاجئين فى العالم وفى مقدمتهم اللاجئون الفلسطينيون يعتبر دورا رياديا وذلك من منطلق دعوات صاحب السمو الشيخ زايد ابن سلطان آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - المتكررة الى خدمة القضايا الانسانية وأشاعة السلم والخير بين مختلف شعوب العالم. وفيما يلى كلمة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان فى تقديم الاصدار.. «إن العالم إذ يودع قرنه العشرين ويفتح صفحة جديدة.. لبداية قرن جديد.. فأنه بالتأكيد سيعود بنظره الى الوراء.. فى محاولة لاستجلاء صورة الانجاز الانسانى فى قرن اعتبر فلتة التاريخ ومحطة حاسمة فى رحلة الوجود الانسانى بكامله. لا تختلف نخب العالم.. فى أن الانسان.. حقق مكاسب عظيمة خلال النصف الثانى من القرن العشرين.. مكاسب على صعيد احترام انسانيته وتحقيق ممارسة حقوقه.. والارتقاء بوجوده.. ألا أن الوجه الاخر لهذه الحقيقة.. هو وجود متاعب أخرى مؤلمة وجارحة فى المشهد الانسانى موضوع الحديث. ولعل أزمة اللاجئين فى مختلف نقاط العالم.. ولاسباب مختلفة الى حد التناقض أحيانا.. سواء أكان ذلك بفعل كوارث الطبيعة أو كوارث الانسان.. فأن هذه الازمة والتى يكتوي بنيران مخلفاتها 22 مليون نسمة موزعين عبر العالم.. تهدد صورة البريق المتدفق فى الانجاز الحضارى لنهاية القرن العشرين. لم يعد هناك اختلاف بين مجموع النخب السياسية والفكرية العالمية حول حقيقة الفشل المعلن أو غير المعلن فى كيفية التعامل الى أزمة اللاجئين فى عالم اليوم رغم تلك الجهود التى بذلت على أكثر من جبهة واحدة وبأكثر من كيفية واحدة ومن طرف أكثر من منظمة أنسانية أيضا.. ألا أن المسافة بين الذى كان يؤمل أن يتحقق واقعيا والذى تحقق عمليا.. ظلت بعيدة على أن تنجح فى معالجة واحدة من أعقد الازمات فى القرن العشرين.. خاصة بالنظر ألى خصوصيتها الانسانية وعلاقتها المباشرة بالكيان البشرى. لقد أفرزت مرحلة ما بعد الحرب العالمية صورا جديدة فى عالم ما بعد الحرب.. أنسانيا وسياسيا.. وهو واقع جديد اصطدم به العالم وحاول التكيف معه بداية ثم معالجة سلبياته ثانيا.. ومع ذلك ظلت أزمة اللاجئين الازمة المتكررة مع كل حقبة وتاريخ وكل تحول انسانى.. فى العالم الحديث. وباختلاف نوعية وظروف وأسباب وخلفيات لجوء الاف.. بل ملايين المدنيين من مختلف دول العالم الى خيار اللجوء ألا أن اللجوء ظل دائما فى حقيقته الباطنة قرار اجبارى.. فى حياة الشعوب المغلوبة على أمرها والعالم يواجه أزمة حقيقية فى صورة اللاجئين الفلسطينيين.. وهى صورة تعتبر متفردة الطبيعة والخصوصية.. لان الفلسطينيين هجروا من ديارهم ظلما وعدوانا.. من طرف أعداء اغتصبوا الارض والمسكن وحاولوا حتى اغتصاب التاريخ.. من هنا تأتى خصوصية اللجوء الفلسطينى وهو لجوء لا يهم معه معيار الزمن طال أم قصر.. لانه لجوء فى جوهره خصوصية الوضع الموقت فى انتظار اقرار العودة الى الوطن الام والى السكن الاول ولذلك ليس غريبا أن يحمل الانسان الفلسطينى وحتى هذه اللحظة مفتاح بيته داخل الاراضى المحتلة ليقدمه دليلا للتاريخ وإرثا بين الاجيال. وهنا يأتى الذكر على ذلك الدور الريادى الذى لعبته دولة الامارات من منطلق دعوات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة فى خدمة القضايا الانسانية واشاعة السلم والخير بين مختلف شعوب العالم.. والموقف الاماراتى من خلال جمعية الهلال الاحمر والمساعى المتنوعة والمتعددة وفى نقاط مختلفة من العالم وفى مقدمتها ما تقوم به تجاه الاشقاء الفلسطينيين هى التأكيد على هذا الخيار المبدئى فى معالجة هذه المسائل الانسانية الشديدة الخصوصية والمعاناة. ومركز زايد للتنسيق والمتابعة فضل الوقوف عند هذه الازمة الانسانية المعقدة التركيب وأكثر من ذلك لفت الانظار الى هذه القضية الانسانية الخصوصية والمركبة العناصر والتفاصيل بصورة تهز الضمير الانسانى الذى لا يمكن له وفى جميع حالاته أن يتعامل الى هذه القضية بأى شكل من أشكال الحياد. ان مركز زايد يسعى بجهده هذا الى التأكيد على أن اللاجيء بظروفه ومعاناته وبكل تأكيد يستحق وضعا أنسانيا أفضل من الذى انتهى اليه واقعه الحالى وفى أية نقطة من نقاط العالم تواجد ويتواجد فيها ... ولعل صورة اللاجئين الافغان اليوم.. صورة تضع العالم أمام مسئولية أنسانية خالصة أمام تلك المعاناة والمأساة لملايين الافغانيين الذين يواجهون قدرهم المحتوم فى ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تتناسب حتى مع الحد الادنى لشروط الكرامة الآدمية. وقد تطرقت دراسة «اللاجئون بين القيود والحقوق» الى أنماط النزوح وتأريخ النزوح وحاولت معالجة الموضوع من جوانبه الهامة. وقالت إن ظاهرة النزوح الجماعى فى العصر الحديث تعود الى سنوات الحرب العالمية الثانية حيث اضطر ملايين الناس الى هجر أوطانهم فرارا من جحيم الحرب على أن ما تعرض له الشعب الفلسطينى من تشريد وصنوف التنكيل والتعذيب لارغامه على ترك وطنه يعد مأساة أنسانية حقيقية لم يعرف التاريخ المعاصر مثيلا لها. وأوضحت أن ظاهرة اللجوء قد تفاقمت حدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتى واستفراد الولايات المتحدة الامريكية بدور القطب الاوحد فى العالم فيما تطالعنا أجهزة الاعلام كل يوم بمشاهد وصور من النازحين والمهاجرين من ديارهم لاسباب شتى منها ما هو بسبب الحروب الاهلية الدائرة فى بعض الدول ومنها ما هو بفعل الاضطهاد السياسى أو الدينى أو الفئوى الذى يتعرض له النازحون فى بلادهم أو لدوافع اقتصادية محضة أو بسبب الكوارث الطبيعية. ونظرا للزيادة الهائلة فى أعداد المهاجرين أو طالبى اللجوء فقد اضطرت بعض الدول الغربية والتى يقصدها هولاء المهاجرين الى انتهاج سياسات جديدة تفرض قيودا شديدة على دخول المهاجرين اليها فى محاولة منها للحد من هذه الظاهرة. وتؤكد الدراسة أن القوانين وحدها لا يمكن لها أن تعالج أوضاعا أفرزتها ظروف شائكة ومعقدة وأن أسباب الصراعات العرقية ليست وليدة ظروف محلية خاصة بالدولة التى تعانى من حرب أهلية فحسب بل تعزى أيضا للمستعمر الاوروبى الذى عمل على تأجج الفتنة الطائفية تطبيقا لسياسة تأجيج نار فرق تسد التى انتهجها. وحول رد فعل المجتمع الدولى عند بروز ظاهرة اللجوء الى حيز الوجود أشارت الدراسة الى أن انشاء المفوضية السامية للامم المتحدة لشئون اللاجئين قد جاء تجسيدا لاهتمام المجتمع الدولى بقضية اللاجئين ولعل ما بذلته المفوضية ومكاتبها المنتشرة فى كافة أرجاء العالم كان سببا رئيسيا فى تخفيف معاناة اللاجئين ولولاها لكان لظاهرة اللجوء تداعيات أعظم وأخطر بكثير مما هى عليه الان.. لكن حجم المشكلة يتطلب تضافر جهود كل الدول أذا كان العالم ينشد حياة امنة مستقرة ويتطلع الى مستقبل أكثر أشراقا بحق. وتقول الدراسة أن ما تبذله بعض الدول من جهود لدعم دور المفوضية لهو جهد صادق. فلدولة الامارات العربية المتحدة رغم صغر حجمها من حيث المساحة وتعداد السكان دور بارز فى مجال أغاثة اللاجئين ويكفى أنها خامس دولة من حيث الترتيب فى مساعدة اللاجئين وأغاثتهم. ويجيء توقيع المفوضية السامية للامم المتحدة لشئون اللاجئين لاتفاق تعاون مع جامعة الدول العربية أدراكا وتقديرا للدور الذى يمكن أن تلعبه الدول العربية فى هذا المجال. وتوضح الدراسة أن مجموع من نزحوا من أوطانهم قسرا يصل الى ما يقارب 23 مليون نسمة حسب أحصائيات مفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين أى ما يعادل تعداد سكان السويد والدانمارك والنرويج وفنلندا مجتمعة. ومما يزيد الوضع مأساوية أن 80 بالمئة من هؤلاء اللاجئين هم من الاطفال والنساء وأن مئات الالاف منهم يبيتون على الطوى كل ليلة.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-06-21-1.1202251



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


اللاجئون بين القيود والحقوق

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37227
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة