المسنون في دولة الإمارات العربية المتحدة


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 83

الوسوم - إجتماع

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تناولت مجال رعاية المسنين فى دولة الامارات لما لهذه القضية من أبعاد اجتماعية وأخلاقية وانسانية تنعكس فى مجملها على واقع المجتمع الاماراتى الذى أولى هذا المجال اهتماما كبيرا، وسخر كافة الامكانيات المادية والبشرية لتلبية احتياجات هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع. ويؤكد مركز زايد للتنسيق والمتابعة فى هذه الدراسة أنه انطلاقا من البعد المجتمعى والدينى لقضية المسنين فقد سعى الى إعداد هذه الدراسة والتى ألقى من خلالها الضوء على بعض جوانب قضية المسنين من خلال التعريف بمفهوم المسنين وأهمية رعايتهم ومشكلاتهم وواقع قضية المسنين فى الاسلام والمواثيق الدولية الى جانب القوانين الوضعية فى دولة الامارات والتعريف ببعض أشكال الرعاية المقدمة لهذه الفئة فى كافة المجالات. وتوضح الدراسة مفهوم الشيخوخة من الناحية البيولوجية التى تعتبر اخر مرحلة من مراحل النمو للانسان وأكدت أن أهمية رعاية المسنين تعد ضرورة تفرضها طبيعة العصر الحديث الذى يتميز بارتقاء متوسط الاعمار نتيجة التقدم الصحى مما أدى الى تميز هذا القرن بظاهرة تزايد فئة المسنين بين سكان المجتمعات حيث اصبح قطاع المسنين يمثل قطاعا هاما فى المجتمعات المدنية والانتقالية كمجتمعات الخليج العربى. وتتطرق الدراسة بالبحث والتحليل مشكلات المسنين وأسبابها من النواحى الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية مشيرة الى أن المشكلات الصحية للمسنين ترتبط بالضعف الصحى العام والضعف الجسمى وضعف الحواس وأن الحالة الصحية لكبار السن تتوقف على العديد من العوامل الاجتماعية والوراثية والمهنية والغذائية. وتشير ايضا الى أن المشكلات النفسية ترتبط بمشكلات عدم التكيف مع الوضع الجديد للمسنين وتتضح الاثار النفسية والاخلاقية فى ظل زيادة وقت الفراغ فى مرحلة الشيخوخة والشعور الذاتى بعدم القيمة وعدم الجدوى فى الحياة وكذلك الشعور بالعزلة والوحدة النفسية. وتتناول الدراسة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية للمسنين وتنبه على أن نسبة المسنين الذين يتقدمون بطلب المساعدات الاقتصادية فى تزايد مستمر بسبب معاناة المسن من نقص الموارد المالية نتيجة التقاعد الاجبارى وتقول ان ما يزيد من حدة المشكلات الاجتماعية شعور المسن بالوحدة والعزلة عن حياة المجتمع بدءا من الشعور بحياة الحرمان من العلاقات العائلية التى كانت تولف جزءا كبيرا من نشاط المسن واهتماماته اليومية. وتشرح الدراسة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمسنين حيث ان الحاجات النفسية هى التى يحتاجها الفرد ليعيش فى أمان مع نفسه والاخرين متحررا من كل الضغوط النفسية وأن الحاجات الاجتماعية هى التى يحتاجها الفرد ليكون علاقات اجتماعية سوية مع الافراد ليعيش متوافقا مع المجتمع بقيمه ونظمه ومؤسساته. وتؤكد الدراسة أن الدين الاسلامى الحنيف قد حمى الاسرة والمجتمع العربى والاسلامى وأن المباديء الاسلامية السامية التى جاء بها الاسلام ومن نظرته الانسانية انطلقت من نظم الرعاية الاجتماعية وتطورت فى معناها ونظمها وبرامجها وفلسفتها بحيث تغطي حاجات الانسان فى حالات الشيخوخة والعجز والمرض من الرجال والنساء تحقيقا لكرامة الانسان المسن وتحقيقا لشروط الكفاية المعيشية للمسنين طبقا لميزان العدالة والانصاف. وفى تناولها لقضية رعاية المسنين فى دولة الامارات العربية المتحدة تقول الدراسة انه انطلاقا من النظرة الانسانية الى كبار السن فقد أطلقت الدولة قانون الرعاية الاجتماعية للمسنين بهدف توفير الحياة الاسرية الكريمة لهم بحيث يحس المسن بالسعادة والاطمئنان بين أبنائه وأهله مشيرة الى ان المادة «15» من دستور دولة الامارات تنص على أن الاسرة أساس المجتمع وقوامها الدين والاخلاق وحب الوطن ويكفل القانون كيانها ويصونها ويحميها من الانحراف كما نصت المادة «16» على أن يشمل المجتمع رعاية الطفولة والامومة ويحمى القصر وغيرهم من الاشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الاسباب كالمرض أو العجز أو الشيخوخة أو البطالة الاجبارية. وتضيف الدراسة أن رعاية المسنين فى دولة الامارات لم تكن مهمة تختص بها وزارة العمل والشئون الاجتماعية والمؤسسات التابعة لها فحسب بل ان هذه المهمة تدخل ضمن اهتمام العديد من الجهات الاخرى وخاصة وزارة الصحة والجمعيات ذات النفع العام والجمعيات النسائية فى الدولة وأوضحت بالجداول والارقام ملامح الوضع الديموغرافى للمسنين فى دولة الامارات وتوزيعهم فى الدولة حسب فئات العمر والنوع وموقع المسنين فى قوة العمل فى كل امارة. وتشير بهذا الصدد الى أن نسبة المسنين ستشهد تصاعدا ملحوظا فى الاعوام المقبلة حيث سترتفع نسبتهم بين السكان المواطنين الى 2،16 فى المئة فى العام 2010 والى 4ر19 فى المئة العام 2025 بسبب تقديرات الامم المتحدة وقالت ان تحسن الظروف الصحية المعيشية وظروف العمل أدى الى زيادة نسبة معدلات البقاء على الحياة لكبار السن حتى أصبح متوسط العمر الاماراتى من أعلى المعدلات فى العالم إذ بلغ 4،74 سنة فى عام 1995 وأن هذا المعدل يتجاوز متوسط العمر فى بعض البلدان الصناعية بموجب تقرير الامم المتحدة عن التنمية البشرية لعام 1998. وتتناول الدراسة كذلك الجهود والبرامج والخدمات التى تقدمها دولة الامارات لرعاية المسنين فى مجال الرعاية الاجتماعية والاسرية والمؤسسية حيث اهتمت دولة الامارات بتوفير الخدمة المؤسسية الحكومية او شبه الحكومية لرعاية المسنين وتوفير كافة الخدمات التى تلبى احتياجاتهم. وتوضح الدراسة بالجداول والارقام الطاقة الاستيعابية لمؤسسات رعاية المسنين بدولة الامارات وعلى رأسها دار رعاية المسنين باعتبارها مؤسسة اجتماعية لرعاية كبار السن والترفيه عنهم وشغل أوقات فراغهم وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم وهم فى أسرهم الطبيعية لاشعارهم بالراحة والطمأنينة والامان فى مرحلة الشيخوخة. كما تشير الى اهتمام دولة الامارات بالضمان الاجتماعى للمسنين باصدارها القانون الاتحادى رقم «6» لسنة 1977 الخاص بالضمان الاجتماعى الذى نص فى مادته الثالثة على أن يستحق المسنون الذين جاوز سنهم الستين عاما اعانة اجتماعية ووثقت بالارقام تطور توزيع الاعانات حسب المبالغ التى تحصل عليها كل فئة. وتشدد الدراسة على أهمية دور المدرسة فى احترام وتقدير ورعاية المسنين فى المجتمع وتقول أن التربية بعملياتها وأهدافها ومؤسساتها المختلفة لها دور بارز فى الاهتمام بالمسنين وطرق رعايتهم وتحقيق كافة متطلباتهم وأن التسليم بأهمية موضوع الشيخوخة كحقيقة يوجب على التربية العمل على تهيئة دورها واعادة تخطيطها وصياغتها لتكون أكثر ارتباطا بواقع حياة المسنين ومشكلاتهم ومتطلباتهم. وتوضح دراسة مركز زايد للتنسيق والمتابعة بضرورة وضع استراتيجية لرعاية المسنين يراعى فيها البعد المستقبلى فى التخطيط والتطوير وتلتزم خلالها بالاهتمام بتربية النشء على احترام كبار السن وحسن معاملتهم والتأكيد على دور الاسرة فى رعاية كبار السن والعمل على تشجيع الاستفادة منهم وتوفير الخدمات المعاونة لهم عند الكبر واعطائهم فرصا للعمل فى أى مجال لهم القدرة على القيام به. وتوصى بضرورة اهتمام وسائل الاعلام وخاصة المسموعة والمرئية بتقديم برامج تهدف الى التوعية بمشاكل وهموم المسنين وكيفية توفير متطلباتهم.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-08-25-1.1236333



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


المسنون في دولة الإمارات العربية المتحدة
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33329
المؤلفون
18461
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة