سنة النشر :
2011
عدد الصفحات :
306
تقييم الكتاب
ثورة المليون شهيد" قد يكون هذا العنوان هو أقصى ما يعرفه الكثير وربما أغلبية العرب اليوم، عن تلك الحقبة من الاستعمار الفرنسي للجزائر التي امتدت زهاء مئة وثلاثين عاماً (1830 – 1962). هذه البلاد التي لم يبق في ذاكرة معظم العرب عنها سوى أنها خاضت مقاومة باهظة الكلفة لنيل استقلالها، ولم تحفظ الغالبية منها سوى بعض أسمائها ورموزها؛ ويظل نمط الحياة التي عاشها الشعب الجزائري (وأيضاً المجتمعات الاستيطانية أو الاستعمارية الفرنسية) على امتداد هذا الاستعمار الطويل مبهمًا وغامضًا؛ هذه التجربة الإنسانية الغنية ومتعددة المستويات والتقلبات والمراحل على ضفتي المستعِمر والمستعمَر، التي لم يؤرخها بهذا العمق والاتساع والشمولية سوى هذا العمل الروائي، الملحمة الضخمة للكاتب الفرنسي جول روا، "خيول الشمس"، راصداً من خلالها شبكة العلاقات الشائكة والمعيش اليومي والتحولات النفسية على مدى أجيال، لتنتهي بالإطاحة بالاستعمار مع الكثير من الأثمان، وهي أثمان لم يدفعها فقط الشعب الجزائري بل والمستعمرون أيضاً الذين عاشوا وهما طويلا لبناء حياة حسبوها مستقرة ومديدة في بلاد بديلة. و"عشقوا" الأرض التي استعمروها، فهي التجربة والتي حسب روا (كما جاء في مقدمة عمله) "ضخت عروق فرنسا بدم لم يتوقف عن الغليان، لأنه لم يكن في وسع أي امرئ يطأ أرض الجزائر ألا يقع في عشق هذه البلاد. حلم لم يفارق الذاكرة. من يعلم؟ سراب. ملحمة ذات ارتجاعات غير منتظرة، ضمن عائلة تشبه تماماً عائلات أخرى بالعواصف والإرهاصات والمحن التي عاشتها لأكثر من قرن، أسطورة يمكن لكل شيء فيها أن يكون حقيقياً أكثر من الواقع". فالكاتب الفرنسي جول روا الذي ولد في الجزائر وكان واحداً من أولئك الذين سموا بـ"الأقدام السود" وهم الفرنسيون والأوروبيون الذين عاشوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار، كان لصيقاً بهذه التجربة بكل ما فيها، وعاش حتى تجربتها العسكرية، ولكن انتهى الأمر به ليكون واحداً من أشدّ مناهضي الاستعمار ومن مؤيدي الشعب الجزائري في معركة استقلاله وحريته
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك