سنة النشر :
2001
عدد الصفحات :
74
تقييم الكتاب
تذكر الدراسة أن اهتماما عربيا وافريقيا بدأ يتبلور لبحث هذا الموضوع واعادة توطيد العلاقات العربية الافريقية وهو ما خلصت اليه قرارات القمة الافريقية الاستثنائية الخامسة المنعقدة فى سرت بالجماهيرية الليبية فى مارس 2001م. فالواقع أن عددا كبيرا من دول العالم العربى يقع فى القارة الافريقية ويتضمن ذلك مصر والسودان والصومال وجيبوتى وجزر القمر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. والواقع أيضا أن العلاقات العربية الافريقية كانت عميقة جدا على مدى التاريخ. فمنذ فجر التاريخ تدفقت الهجرات من الجزيرة العربية الى داخل القارة الافريقية. ومع ظهور الاسلام صبغت هذه الهجرات العربية شرق ووسط وغرب القارة الافريقية بالصبغة العربية الاسلامية. وتؤكد الدراسة أنه كان من أهداف الحركة الاستعمارية الحديثة تقويض أركان العلاقات العربية الافريقية0 وقد ساعد الاستعمار على تحقيق بعض أهدافه مع بزوغ حركة النهضة الاوروبية والكشوف الجغرافية والثورة الصناعية التى أدت الى تفوق أوروبا الغربية ومحاولتها السيطرة على مقدرات العالم. وتقول الدراسة ان البعد الافريقى فى السياسات العربية ما زال بعيدا عن مكانته الحقيقية واللائقة بمركزه الحضارى والتاريخى وذلك بالنظر الى تلك الروابط الحميمة والعميقة التى جمعت العرب فى حقب تاريخية مختلفة بشعوب القارة السمراء وهى الروابط التى ساهمت فى ايجاد تاريخ مشترك كما أوجدت أيضا ذاكرة مشتركة بين شعوب القارة الافريقية وبقية الشعوب العربية. وتضيف الدراسة أن ما يزيد من ضرورة الايمان والاجتهاد فى سبيل تكريس تعاون أفريقى عربى هو وجود عشر دول عربية على الخارطة الافريقية اضافة الى عدد اخر من الدول الافريقية الاعضاء فى منظمة المؤتمر الاسلامى وهو امتداد جغرافى وديموغرافى واقتصادى يشكل وبكل تأكيد اضافة نوعية للرؤية العربية فى كيفية مد جسور اتصالها وتواصلها مع أفريقيا وبقية العالم. وتشير الدراسة التى أصدرها مركز زايد الى أنه بصرف النظر عن الارث التاريخى المشترك بين العرب والافارقة وبصرف النظر عن الذاكرة المشتركة أيضا فى مواجهة موجات الاحتلال المتتابعة التى لحقت بهما فى تاريخهما الحديث فان متطلبات المستقبل واليات التحولات العالمية الجديدة تحتم النظر الى هذه العلاقات من زاوية تزاوج وبشكل ذكى بين روح الماضى ومتطلبات المستقبل لان التحولات العالمية لم تعد تحتمل التعامل بالرؤى الضيقة الافق ولا المحدودة الامتدادات أنما هناك ضرورة للتعامل مع النظرات شمولية الابعاد فى الافاق والمساحات وهذا المعطى المتعزز فى سياق السياسات العالمية الحديثة يقضى بأنه بات من مصلحة العرب كقوة اقتصادية وجغرافية فاعلة ومؤثرة فى السياسة العالمية وكهوية حضارية ومن مصلحة الافارقة أيضا كقوة ديموغرافية ومخزون طبيعى هائل البحث عن اليات للتقارب والتعاون احياء ودعما لفكرة الحوار بين الشمال والجنوب ودعما لطموحات تحقيق نظام عالمى جديد يحترم حقوق الجنوب ويحد من طغيان الشمال الاستهلاكى والاستغلالى. ويهدف مركز زايد من وراء هذا الاصدار الجديد «المؤامرات الاستعمارية على العلاقات العربية الافريقية» الى تقديم الذاكرة المشرقة فى التقارب العربى الافريقى وفتح الاعين على مجالات حركة واسعة متاحة أمام دول الجنوب فى سبيل توحيد صفوفها وتنويع خياراتها فى ظل سيادة عالم أحادى الرؤية لا يعطى أى اعتبار للكيانات الصغيرة المجزأة والهامشية.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-07-22-1.1203218
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك