سنة النشر :
2011
عدد الصفحات :
58
ردمك ISBN 9789948144212
تقييم الكتاب
تتميز باكستان والهند بأنهما أكبر دولتين في جنوب آسيا، وما يجمع بينهما ليس مجرد حدود جغرافية مشتركة فحسب، بل يوجد أيضاً تاريخ مشترك وثقافة مشتركة ولغة مشتركة، وأيديولوجية مشتركة في بعض المستويات. ومع ذلك، ظلت كل منهما تناصب الأخرى العداء، ونشبت بينهما حروب عدة، وتواجهان قضايا جغرافية مستعصية فيما يبدو، وتتعايشان وسط خلاف بينهما على عدة جبهات. ومع ذلك هناك ما يدعو إلى الأمل والتفاؤل، حيث إن هذه القضايا لم تهدم القواسم المشتركة بين الطرفين.وفي حين أن الوضع الراهن بين الهند وباكستان، على عدة جبهات، لا يوفر البيئة المواتية المثالية لتحقيق تقدم في العلاقات بين البلدين، فقد كانت هناك مناسبات وعلامات تبيّن استحالة إيقاف التفاعل والتعاطي بينهما على نحو كامل؛ بل حدثت في بعض الأحيان قفزات كبيرة إلى الأمام على الصعيد غير الرسمي.إن الضغوط السياسية تعني أن من غير المحتمل أن تتزحزح باكستان والهند عن مواقفهما التقليدية وأن تسمحا بأي تصورات توحي بأن أياً منهما رضخ لضغوط الطرف الآخر. لذلك ينبغي تجاوز القضايا الصعبة والمعقدة في أي التزام والتركيز على الصورة الكبرى. ففيما يخص باكستان، هذا يستلزم الإدراك بأنها من المحتمل أن تعاني عدم استقرار دائماً ما لم تحقق استقراراً في عملياتها السياسية وتقدمها الاقتصادي، في حين ينبغي على الهند أن تنظر إلى مصالحها الخاصة وأهدافها الإقليمية الأوسع في استقرار باكستان. إن إدراك هذا الأمر باعتباره حلاً يحقق مصالح الطرفين بعيداً عن المفاهيم المسبقة والعداء النمطي سوف يعني تحقيق الفوز للطرفين في المعركة المتبقية أيضاً. فالبلدان مطالبان بهذا تجاه شعبيهما وتجاه السلام والازدهار في المنطقة، بل يُمليه عليهما تاريخهما المشترك وثقافتهما المشتركة وضحايا 64 عاماً من المعاناة. وهما مطالبان به، في نهاية المطاف، من أجل مستقبل جنوب آسيا
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك