الهندسة الوراثية وآفاق المستقبل


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2001

عدد الصفحات : 65

الوسوم - علوم تطبيقية

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يشير الكتاب الى أنه من يوم لاخر تطالعنا الانباء العلمية عن اكتشافات جديدة بل وعن ثورات مستمرة فى النتائج والمفاهيم العلمية التى كانت سائدة لتثبت انه لا نهائية للعلم فى عموم نظرياته وتفاصيل أبحاثه ودقائقها وليزداد مع كل تقدم يحرز فى أى من مجالات العلم والمعرفة ادراك الانسان بمحدودية عقله البشرى وكل خطوة يخطوها فى هذا الاتجاه تعمق فى نفسه شعورا أكثر بجهله لحقائق نفسه والكون والحياة وقد صدق الله تعالى حين قال «وما أوتيتم من العلم الا قليلا». ويذكر الكتاب أنه بينما كانت البشرية مندهشة ومتخوفة من نتائج تطبيقات أطفال الانابيب التى خرجت فى سياقها العام عن مالوف الطبيعة ونواميسها ارتجفت مرة أخرى فى الثالث والعشرين من شهر فبراير عام 1997 حينما فاجأت العالم مجموعة من علماء الوراثة البريطانيين بقيادة ايان يلموت فى معهد روزلين بجنوب اسكتلندا باعلانها عن نجاح أول تجربة للاستنساخ الجسدى أو ما يعرف بالتكاثر غير الجنسى وأسفرت العملية عن ولادة النعجة دوللى. ويضيف الكتاب أنه فى الوقت الذى كان فيه الجدل قائما حول هذا الاستنساخ الذى فجر العديد من التساؤلات التى تحوم حول اثار استخداماته على الانسانية وعلى البيئة بصفة عامة وما جره من نقاش علمى ودينى وقانونى فوجيء العالم للمرة الثالثة عندما أعلنت مجموعة من العلماء يوم الاثنين الموافق 26 مايو من العام الماضى عن تفاصيل الخريطة الجينية للانسان أو ما يعرف بمشروع الجينوم البشرى وهو حدث علمى يعتبره الكثير من العلماء أنه فى أهميته أكثر من صعود الانسان الى سطح القمر واكتشافه الالة البخارية أو النار منذ الاف السنين اذ من المنتظر أن تساهم هذه الشفرة الوراثية ومعرفة التتابع الجينى فى علاج العديد من الامراض مثل السرطان والسكرى وبعض أمراض القلب كما يمكن هذا الفتح العلمى الجديد فى علوم الهندسة الوراثية أن يكشف عن الجينات المسئولة عن البلوغ والشيخوخة والذكاء وعن الجينات المسئولة عن عدد كبير من الامراض الموجودة والمحتملة وتطرق الكتاب الى الرسالة التى بعث بها سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتنسيق والمتابعة حيث أعرب سموه لزعماء الدول الراعية لهذا الانجاز العلمى عن سعادته لهذا الاكتشاف الباهر ومثمنا الجهود الصبورة التى بذلها العلماء لمعرفة الحقيقة رغبة منهم فى التخفيف من الام الانسان فكان لهم ما أرادوا فتحا علميا مبدعا سيشرع للانسان أبوابا جديدة بما يوفره من فرص كبيرة للارتقاء بحياة الانسان الصحية والعلمية الى الافضل ويتيح له بالتالى من أسباب الرخاء والهناء. وطالب سموه أن يتم التوجيه السليم فى استخدام تطبيقات هذه الخارطة الجينية بما يعود على الانسان بالخير والنفع وقال فى رسالته «اننا وعلى قدر فرحتنا بهذا الاكتشاف العلمى العظيم لنتمنى صادقين ألا يتحول الى سلاح يطال الانسانية ويشقى الانسان الذى تعتبر سعادته غاية العلم ومقصده لذا فاننا نضم صوتنا الى تلك الاصوات المطالبة بتشكيل برلمان عالمى يضم رجالات للفكر والاخلاق والعلوم الانسانية والاداب لضمان التوجيه السليم فى الاستخدام المفيد للخارطة الجينية الانسانية ذلك أننا لا نرى فى هذه المخاوف ظاهرة سلبية بل نعتبرها حرصا مبررا على مصلحة الانسان من حيث حقيقته وأسراره التكوينية بما يقتضيه ذلك من وجود أقوى الضمانات وأوضحها للتأكد من استخدام الاكتشاف فى اتجاه المصلحة الانسانية البناءة والابتعاد عما قد يضر بها». واضاف سموه ان معادلات التاريخ والحياة شاءت دائما أن يكون للحقيقة أكثر من وجه واحد واذا كان الوجه الاول للاكتشاف على هذه الدرجة العظيمة من الابهار والاثراء فان وجهه الاخر يعبر الى حد بعيد عن خوف الانسان على انسانيته وأسرار وجوده ويبين الكتاب أن مندل الراهب النمساوى كان أول من أشار الى ان السمات الوراثية تنتقل عبر الاجيال بوساطة عناصر مادية سماها العوامل الوراثية وهى ما أطلق عليها بعد ذلك الجينات حينما اكتشفها العالم الامريكى مورجان فى ابحاثه على ذبابة الفاكهة ووجدها تمثل العقد على خيط طويل هو كروموسوم الخلية. ويرجع الفضل بعد ذلك الى اكتشاف مادة الوراثة كاملة الى العالمين واطسون وكريك اللذين رسما صورة واضحة لتركيب الحامض النووى الموجود مغلفا داخل الكروموسومات. ويشير الكتاب الى أن العلماء عندما توصلوا الى سبر أغوار جزيء الحامض النووي فى الخلية ظهر علم البيولوجيا الجزيئية وأصبحت الابحاث تجرى على مستوى الخلية كما كان الامر من قبل وكان العمل فى اكتشاف التركيب العام للحلزون المزروع وحتى الوصول الى تفاصيله الدقيقة والبحث عن وظائف كل صغيرة وكبيرة فى جزيء الحامض النووى يجرى فى مجال يعرف بالهندسة الوراثية والتفاصيل الدقيقة للجزيء تنطوى تحت فرع الاحياء الجزيئية. ويؤكد الكتاب الذى اصدره مركز زايد للتنسيق والمتابعه أنه وبعد أن عرف العلماء التركيب الجينى للخلية وأنه هو المسئول عن الوظائف الحيوية المتعددة ذهبوا يبحثون فى امكانية التلاعب فى هذا التركيب وظهرت تقنية جديدة تعرف بالتقنية الحيوية ومن خلال التقنية الحيوية يمكن التلاعب بالجينات بادخال جين معين يفصل من خلية معينة الى خلية أخرى وبالتالى يمكنها أن تقوم بوظيفة جديدة يشفر لها هذا الجين كما يمكن اخراج جين معطوب فى أحد أنسجة الجسم واستبداله بجين اخر سليم. وساعدت هذه التقنية الجديدة على تصنيع عدد من المركبات التى لم يكن من السهل تصنيعها بالطرق الكيماوية التقليدية كما أمكن علاج بعض الامراض الوراثية التى يصاب بها الانسان وكان من أهم المواد المصنعة بالتقنيات الحيوية هرمون الانسولين وهرمون النمو والانثرفيرون والامصال ضد الوباء الكبدى. وبالنسبة لعالم النباتات يقول الكتاب أنه أصبح من الممكن ادخال تحسن على السلالات ومنحها القدرة على القيام بوظائف جديدة لتثبيت نيتروجين التربة ومقاومة الجينات والفيروسات والافات والحشرات كما أمكن عن طريق التقنية الحيوية زيادة غلة بعض المحاصيل وتحويل البعض من نباتات حولية الى نباتات دائمة كما أمكن تحسين السلالات الحيوانية فأعطت لحوما أفضل وأغزر وزادت كميات الالبان وتحسنت أنواع الشحوم التى تنتجها بعض الحيوانات. اما بالنسبة للانسان فقد قادت معرفة الاصابة ببعض الامراض التى يتسبب فيها عطب جين ما أما لانه لا يفرز البروتين العادى أو يفرزه بطريقة خاطئة الى مجال العلاج بالجينات. ويذكر الكتاب أنه ومع التوسع فى الابحاث فى مجال الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية والتقدم فى مجالات الالكترونيات والحاسبات الالية تقرر القيام بمشروع كبير لرسم خريطة كاملة للتركيب الجينى للانسان سمى بمشروع الجينوم البشرى اذ تعطى هذه الخريطة صورة كاملة لمائة الف جين وحوالى ثلاثة بلايين زوج من القواعد وخريطة الانسان هذه أو كتاب الانسان ستجعلنا نعرف أكثر عن كل دقائق الجسم ووظائفه الحيوية. كما يؤكد الكتاب أن البلاد النامية تبقى فى عالم لا يتميز بتحقيق العدل والمساواة ولا تتمتع بقدر كاف من الامكانات لدخول عالم الهندسة الوراثية والتقنية الحيوانية فضلا عن تعرض ثرواتها الجينية داخل حدودها الاقليمية لنهب شركات العالم المتقدم التى تستغل هذه الموارد دون أن تعطى للسكان الاصليين نصيبهم من مكاسب ما تنتجه هذه الشركات من مواد وعلاجات وأدوية جديدة فى كثيرمن المجالات الحيوية. ويضيف الكتاب: اننا فى البلاد العربية سوف نواجه تحديا فى القرن المقبل وهو بدون شك قرن الهندسة الوراثية وعلينا أن نعمل منذ اليوم فى مواجهة هذا التحدى وخاصة أن البلاد العربية فى منطقة الخليج لا ينقصها الامكانات لدخول هذا العصر فهى تملك فى جميع أقطارها وبدون استثناء مراكز بحوث وجامعات متقدمة تحتاج فقط الى التعاون وتنسيق الجهود بين المؤسسات المختلفة للتخطيط لرسم مشروع قومى للهندسة الوراثية. ويحرص مركز زايد للتنسيق والمتابعة من خلال اصداره لكتاب الهندسة الوراثية وافاق المستقبل على مجاراة التحولات التى تؤثر فى حاضر الانسانية ومستقبلها على مختلف الاصعدة وفى كل الميادين واطلاع القاريء العربى حيث كان ببعض أنجازات العقل البشرى فى واحدة من أهم الثورات العلمية على الاطلاق أنها ثورة الهندسة الوراثية التى يمكن تشبيهها بثورة صناعية كبرى لا تعتمد على الحديد والصلب وانما ترتكز على مادة الحياة وهى الجينات ثورة تفوق كل ما سبقها من ثورات علمية تلعب فيها علوم الوراثة الدور الرئيس لاستعمالاتها التطبيقية فى الطب والصيدلة والزراعة والامن الغذائى وتلوث البيئة. كما أن هذا الكتاب العلمى يشكل لبنة تضاف الى المكتبة العربية فى مثل هذه الاختصاصات الدقيقة ويحث الباحثين والعلماء العرب والقائمين على شئون البحث العلمى والمراكز والمختبرات العلمية على ايلاء هذه الجوانب قدرا كافيا من الرعاية والاهتمام.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-06-01-1.1201642



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الهندسة الوراثية وآفاق المستقبل
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33331
المؤلفون
18463
الناشرون
1828
الأخبار
10191

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة