سنة النشر :
2012
عدد الصفحات :
529
ردمك ISBN 9789948145073
تقييم الكتاب
إن مشكلة العلاقة بين الإسلام والدولة الوطنية الحديثة في العالم العربي تتجلى في صيغ تُعدّ بشكل أساسي مختلفة عن تلك القائمة في العالم الغربي، فوفقاً لوجهة النظر الشائعة بالنسبة إلى الإسلام، لا يوجد مفهوم واضح يقضي بفصل الدين عن الدولة؛ أي بالتفريق بين ما هو ديني وما هو دنيوي، فالدين الإسلامي كما يرى علماء الدين التقليديون، وأصحاب حركات الإسلام السياسي يشتمل على البعدين معاً. وفي هذا السياق، ومن وجهة نظر تحليلية، نشأ تفاهم ضمني بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية تم بمقتضاه أن تسهم المؤسسة الدينية ممثلة بالنخب الدينية في تعزيز شرعية السلطة السياسية وحشد التأييد الشعبي اللازم لسياستها. وفي المقابل فإن السلطة السياسية أخذت على عاتقها الالتزام بمبادئ الإسلام كما يتم تعريفها من قبل النخب الدينية، والقبول بأطروحات الفقهاء في مجالات تفسير الدين في محتوياته الاجتماعية. إن تلك العلاقة الدقيقة المتوازنة بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية ثبت أنه لا يمكن لها الاستمرار بعد أن تحولت لاحقاً إلى علاقة غير متوازنة، وإلى تحالف، طرفاه عضوان غير متساويين، فقد استطاعت السلطة السياسية بالتدريج دمج المؤسسة الدينية في بناها الخاصة على مر العصور
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك