سنة النشر :
2012
تقييم الكتاب
قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها . تناولت هذه الدراسة أنموذجًا فريدًا من أساليب القرآن المتعددة في سوره وآياته وهي المعمارية القصصية وبنائيتها المعجزة في السورة القرآنية، ولقد تم تطبيق الدراسة باختيار سورة مريم أنموذجًا للتطبيق العملي بكونها مثالاً معجزًا لمعمارية قصصها المتنوعة ذات الأهداف والمقاصد المتعددة، والتي استهدفها السياق القرآني لخدمة مقاصده وأهدافه الكلية داخل السورة الواحدة. ولقد اعتمدت الدراسة على المنهج البنائي بالدرجة الأولى لبيان مدى تلاحم وترابط البنيات واللبنات الصغرى في الآيات تحت البنيات القصصية الكبرى، ومدى انسجامها وتواشجها جميعًا مع عمارة السورة القرآنية جملة. ولقد برزت لنا الدراسة البنائية الجمالية في ثلاث وحدات ضمتها السورة الكريمة لتخرج لنا تلك المعمارية القصصية البديعية، هي:
- الوحدة الموضوعية: ببيان علاقات الآيات والمقاطع والموضوعات المتنوعة ومدى تناسبها بعضها مع البعض.
- الوحدة العضوية: ببيان الترابط والتلاحم البنائي في هيكلية السورة من خلال أجزائها المتمثلة في (الابتداء – العرض – القصص – حسن الانتقال – الخاتمة).
- الوحدة الفنية: ببيان أهم الأدوات والعناصر الفنية والجمالية التي وظفها النص القرآني لتخدم مقاصده وأهدافه داخل المعمارية القصصية في تلاحم وترابط قوي. وبمعالجة الوحدات الثلاث تكشَّف لنا بعض من أسرار البناء والإحكام المتقن لطريقة القرآن وأسلوبه واتضح بكل متابعة لهذه المعمارية سر انتقاء قصص بعينها دون غيرها لتجتمع تحت عمارة واحدة. إلى جانب ذلك يتبين لنا مدى الوظيفة الفاعلة لهذه المعمارية القصصية في توصل القناعات الفكرية والمضمونية للمتلقي إلى جانب التأثيرات النفسية والحسية والشعورية الهادفة، التي تدفع جميعها بالمتلقي إلى السير في طريق مرسوم ومنهج معلوم للوصول للغرض الديني المقصود دون أن يعتري المتلقي أي خلل أو اضطراب في إدراك المقصد والهدف من السورة القرآنية. وهكذا يُظهر القرآن للجميع نوعًا من أعظم أنواعه المعجزة وشكلاً من أروع أشكاله البنائية، وبديعة من أبهى بدائعه الجمالية ألا وهي "المعمارية القصصية" في السورة القرآنية
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك