سنة النشر :
2012
عدد الصفحات :
42
ردمك ISBN 9789948144762
تقييم الكتاب
على الرغم من أن تركيا - كما يبدو - باتت ترى أن من المناسب تماماً بالنسبة لها توسيع علاقاتها مع جيرانها والدول الأخرى في الشرق الأوسط وتعميقها، فإن هذا التغير بدا جذرياً إلى حد أنه دفع بمراقبين غربيين وأتراك على حد سواء إلى التساؤل عما إذا كانت تركيا تعتزم التحول بعيداً عن المقاربة التقليدية التي تعتمدها في سياستها الخارجية والقائمة على التوجه صوب الغرب. والحقيقة القائلة بأن الأساس الذي قام عليه الحزب الحاكم تعود جذوره إلى تأسيس الحركة الإسلامية في تركيا أواخر ستينيات القرن العشرين بقيادة نجم الدين أربكان، إنما تعزز المخاوف بشأن محاولات أنقرة الرامية إلى شق مسار جديد لها في الشرق الأوسط. وعلى أي حال، فإن تركيا لطالما اتخذت موقف المراقب الحذر اللامبالي للسياسات المتبعة في الشرق الأوسط، بينما دأبت على تكريس الجانب الأعظم من قدراتها الدبلوماسية لإضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتها مع أوربا والولايات المتحدة الأمريكية. وكان هذا التوجه صوب الغرب، وبخاصة عضوية أنقرة في حلف الناتو، قائماً قبل صعود حزب العدالة والتنمية، وقد شكّل في الوقت نفسه مصدر ريبة وشك كان العالم العربي ينظر إلى تركيا من خلاله. ولعل العامل الأقوى تأثيراً هو أن امتزاج الإرث العثماني في منطقة الشرق الأوسط مع السياسة الرسمية التي أرستها الحركة الكمالية والقائمة على المذهب العلماني، والتي بدت للكثيرين في منطقة الشرق الأوسط على أنها سياسة إلحادية، قد زرعت بذور الفرقة بين تركيا والعالم العربي على نحو غير خافٍ على أحد، وإن هو غير معلن
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك