الإتحاد الأوروبي : خطوات ثابتة نحو تحقيق الحلم


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2002

عدد الصفحات : 61

الوسوم - سياسة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تشكل تجربة الاتحاد الأوروبي نموذجاً للتحكم في الجغرافيا لفائدة التاريخ والمصالح المشتركة، كما أنها تمثل نموذج العلاج الذي اختارته أوروبا المنقسمة على نفسها بعد حربين عالميتين كلفتاها غالياً.
جـاء ذلك في الدراسة التي أصدرها مركز زايد للتنسيق والمتابعة تحت عنـوان" الاتحاد الأوروبي، خطوات ثابتة نحو تحقيق الحلم".
وتقول الدراسة إن الدول الأوروبية استوعبت تاريخها المليء بالصراعات والحروب والانقسامات، وسعت بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة ترتيب البيت الأوروبي وتدعيم أسسه عن طريق التعبئة المشتركة لبناء اقتصاد قوي يكون مدخلاً لوحدة سياسية تؤمن للقارة العجوز حضوراً قوياً وفاعلاً على الساحة الدولية، وأصبح الاتحاد الأوروبي نموذجاً ينظر إليه بعين الاعتبار من لدن كل منظومة إقليمية تسعى إلى تحقيق طموحات وحدوية على أي صعيد وفي أي مجال من المجالات.
وتشير الدراسة إلى أن تجربة الاتحاد الأوروبي استقطبت منذ بدايتها اهتمام العالم كله، وجعلته يتتبع خطواتها ومراحلها ومحطات توسعها التي بلغت إلى اليوم أربع محطات، بدأت بالاتحاد الإقليمي المحدود الذي بادرت إليه كل من فرنسا وألمانيا الغربية وبلجيكا وإيطاليا ولوكسمبرج وهولندا ابتداءً من عام 1951، ثم تلتها مرحلة التوسع الأولى للاتحاد في عام 1973، وذلك بانضمام كل من الدانمارك وأيرلندا والمملكة المتحدة البريطانية، وفي عام 1981 انضمت اليونان، ثم تبعتها إسبانيا عام 1986، ثم ما لبثت النمسا وفنلندا والسويد أن التحقت بالاتحاد في عام 1995، وهكذا بدأت التجربة بست دول ووصلت بعد خمسين سنة إلى خمسة عشرة دولة.
وتقدم الدراسة تعريفاً كاملاً بالدول الأعضاء في الاتحاد، مستعرضة البيانات الجغرافية والتاريخية والثقافية لكل الدولة، موضحة الفوارق بينها على مستوى الثقافات واللغات والإمكانيات والتاريخ، والعقائد المذهبية، وهو التباين الذي استطاعت معه أن تحقق هذا الإنجاز الكبير الذي جعلها تتعامل مع العالم كقوة واحدة ، في الوقت الذي يوجد لدى العرب كافة المقومات اللازمة والضرورية لتأسيس اتحاد عربي قوي.
وتلقي الدراسة الضوء على المراحل التي مر بها الاتحاد الأوروبي بدءاً بالأطروحات الفكرية والنظرية من بعض المفكرين ورجال السياسة الأوروبيين أمثال ونستون تشرشل البريطاني، وسبينلي ألتيرو الإيطالي، وجان موني الفرنسي، والكاتب العالمي فيكتور هيجو الذي دعا إلى تأسيس ما يسمى بالولايات المتحدة الأوروبية، والأديب سـان سيمون الذي ربط فكرة الوحدة الأوروبية بالتطور الصناعي، مؤكدة أن هذه الأدبيات غذت فكرة الوحدة الأوروبية وتركت آثارها في عقول ووجدان الشعوب والقادة الأوروبيين.
وقد وجد الاتحاد الأوروبي أسسه وبداياته العملية في هياكل وأجهزة المنظمات الاقتصادية التي استحدثها الأوروبيون لتنظيم التعاون والتكامل بينهم بعد الحرب العالمية الثانية، ومن هذه المنظمات المنظمة الأوروبية للتعاون الاقتصادي التي تأسست عام 1948 لتشرف على توزيع مساعدات مشروع مارشال الأمريكي على الدول الأوروبية، والمنظمة الأوروبية للفحم والصلب التي تأسست عام 1951 بهدف تطوير صناعة الحديد والصلب في أوروبا عن طريق الاستغلال المشترك لمواد الفحم والحديد والصلب وضمان حرية نقل هذه المواد بين الدول الأوروبية.
ثم اتفاقية روما عام 1957 الموقعة بين الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي والتي تهدف مباشرة إلى إقامة الوحدة الاقتصادية عن طريق خطوات أساسية مثل إقامة اتحاد جمركي وإقرار تعريفـة جمركية موحدة، وإقامة اتحاد مالي، وإقامة اتحاد سياسي كونفيدرالي.
ودخلت كل هذه الاتحادات في العمل والتنفيذ مباشرة ثم بدأ التفكير بجدية في إنشاء السوق الأوروبية الموحـدة التي تم توقيع عقدها عام 1986 وبدأت العمل بشكل متكامل عام 1993.
ووضع لهذه السوق نظام اقتصادي موحداً ومتكاملاً وخالياً من كافة المعوقات ويتمتع بمرونة وثبات وقابلية للتوسع بانضمام أعضاء جدد.
ثم تتعرض الدراسة بعد ذلك للمرحلة الحاسمة في تاريخ الاتحاد الأوروبي وهي معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992 والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1993، لتشكل منعرجاً هاماً في حياة المشروع الأوروبي حيث تقرر فيها توحيد العملة الأوروبية وكذلك العمل على تنسيق السياسات الحكومية في المجالين الدبلوماسي والاستراتيجي وكذلك في مجال الدفاع والقضاء والأمن الداخلي والهجرة وتأشيرات الدخول، وغيرها من الإجراءات والتفاصيل التي أعطت للاتحاد الأوروبي شكل الدولة الواحدة ذات البرلمان الأوروبي الواحد الذي بدأ كهيئة استشارية ثم تحول إلى جزء من مراكز اتخاذ القرار.
ثم جاءت معاهدة امستردام عام 1997 التي تبنت بنود معاهدة ماستريخت ووضعت النقاط على الحروف، حيث حددت تواريخ الاندماج في مجالات السياسة الخارجية والأمن والقضاء والجريمة وغيرها .
وفي عام 2002 كانت الخطوة الكبيرة في عمر الاتحاد الأوروبي بطرح العملة الأوروبية الموحدة اليورو كبديـل نهائي لعملات الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد , وتعد هذه الخطوة من أهم الخطوات في تاريخ الاتحاد الأوروبي إذ أنها تعكس العامل المعنوي والنفساني لدى شعوب أوروبا الذي ترتبط فيه العملة النقدية بتاريخ وتراث وأدبيات هذه الشعوب لعقود طويلة مضت.
ويأتي تنازل هذه الشعوب عن عملتها الوطنية التاريخية واستبدالها بعملة موحدة ليدل على مدى التضحيات والرغبة الملحة لدى هذه الشعوب في التوحد والاتحاد.
وتقدم الدراسة عرضاً تحليلياً لمؤسسات المجموعة الأوروبية المتحدة ومستويات اتخاذ القرار فيها، وكذلك مستويات المراقبة والمتابعة السياسية والمشاركة في اتخاذ القرار، حيث تعرض لمجلس الوزراء الأوروبي الذي يعد الأداة الفاعلة لاتخاذ القرار الأوروبي والذي يتكون من وزراء الدول في المجال المطروح للمناقشة والقرار والمجلس الأوروبي وهو الرأس المفكر الذي يتكون من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية للدول الأعضاء، وهو يمثل القمة الأوروبية ويجتمع مرتين في السنة على الأقل ويقدم الاقتراحات ويصيغ القرارات ويأخذ المبادرات الكبرى ويحكم في الخلافات بين الدول الأعضاء ويبت في القضايا الاستراتيجية.
أما على مستوى المتابعة والمراقبة السياسية والمشاركة في اتخاذ القرار فهناك البرلمان الأوروبي الذي يتكون من نواب يتم انتخابهم بالاقتراع المباشر لمدة خمس سنوات، ويصل عدد النواب في البرلمان الأوروبي إلى 626 نائباً.
وعلى مستوى تنفيذ القرارات هناك اللجنة التنفيذية، وعلى مستوى المراقبة القضائية والمالية هناك الغرفة القضائية وغرفة الحسابات، وعلى مستوى الاستشارة هناك المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يقوم بمساعدة مجلس الوزراء واللجنة التنفيذية ويضم مستشارين يمثلون مختلف فئات الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
https://middle-east-online.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%A9-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%85



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الإتحاد الأوروبي : خطوات ثابتة نحو تحقيق الحلم

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37218
المؤلفون
20446
الناشرون
1951
الأخبار
10963

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة