الأدب الصهيوني وصناعة الهولوكوست


تأليف :

المترجم :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2002

عدد الصفحات : 306

الوسوم - أدب مترجم

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


تهدف صناعة الهولوكوست الى غرس عقدة الإحساس بالذنب لدى كل دول العالم تجاه اليهود، على أساس تحميل شعوب العالم كله مسؤولية ما حدث لليهود على يد النازي الذي سعى لإبادتهم وأحرق الملايين منهم، بينما وقف العالم صامتاً مكتوف الأيدي، كما تهدف صناعة الهولوكوست أيضاً الى دفع اليهود للهجرة الى إسرائيل باعتبار أن أرض فلسطين هي المأمن لهم من حدوث هولوكوست آخر.
جاء ذلك في مقدمة الإصدار الجديد لمركز زايد للتنسيق والمتابعة تحت عنوان "الأدب الصهيوني .. وصناعة الهوسوكوست"، والإصدار عبارة عن ترجمة من العبرية للعربية لكتاب يحمل نفس العنوان للكاتب الإسرائيلي بن عامي فاينجولد.

أهداف الهولوكوست ويتضمن الإصدار في بدايته مقدمة طويلة للمترجم يشرح فيها الأهداف الرئيسية لصناعة الهولوكوست، وهي غرس عقدة الإحساس بالذنب لدى الآخرين تجاه اليهود، وتشجيع اليهود على الهجرة لإسرائيل هرباً من هولوكوست آخر، تعبئة اليهود جميعهم ضد الآخرين الذين يسعون لإبادتهم حتى يصبح انتماء اليهود فقد لمجتمعهم اليهودي وليس لغيره، دفع وتحميس اليهود المقيمين خارج إسرائيل للعمل لصالح إسرائيل وتكوين جماعات ضغط تعمل بهدف تحقيق مصالح إسرائيل.
وعلى المستوى الداخلي في إسرائيل تهدف صناعة الهولوكوست الى الحصول على تعويضات مالية كبيرة تمول عمليات الاستيطان اليهودي في فلسطين، ولتستغل إسرائيل هذه الأموال في بناء ترسانتها العسكرية، أيضاً تهدف صناعة الهولوكست الى زرع الإحساس بالخوف لدى الإسرائيليين من الآخرين وخاصة من جيرانهم العرب الذين يصورون لهم وكأنهم يريدون إبادتهم وإلقائهم في البحر، وهذا ما تتولى المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية داخل إسرائيل القيام به.
أما الهدف الأخير والهام فهو التغطية على المذابح الإسرائيلية للشعب الفلسطيني ودعم فكرة العداء للسامية وشهرها كسلاح فوق رقبة كل من يحاول النيل أو الهجوم أو النقد لإسرائيل.

وسائل الهولوكوست ويستعرض المترجم الوسائل التي استطاع الصهاينة بواسطتها فرض الهولوكوست وجعله جريمـة العصر التي ارتكبها النازيون ضد اليهود دون غيرهم، على الرغم من أن سياسة النازي في الإبادة والتعذيب كانت موجهة لقوميات أخرى أيضاً مثل الغجر والسلاف والبولنديين والروس، ولكن الصهاينة فقط هم الذين صنعوا الهولوكوست.
ومن الوسائل التي استخدمها الصهاينة في صناعة أكذوبة الهولوكوست سعيهم لوضـع إطار أدبي وثقافي للهولوكوست يجعله فكرة حية وموجودة باستمرار، والحيلولة دون تحديده زمنياً بوقت وفترة زمنية محددة حتى لا يفقد قيمته الدائمة ويتحول لتاريخ قابل للنسيان.
ويحارب الصهاينة أيضا وبقوة كل من يحاول التشكيك في الهولوكوست أو يقلل من حجمه، وقد نجحوا في فرض قوانين وتشريعات في دول عديدة وخاصة في أوروبا تعاقب كل من يحاول التشكيك في الهولوكوست، وتعد محاكمة الكاتب الفرنسي المسلم روجيه جارودي شاهدا على ذلك.
كما سعى اليهود الى إعطاء أهمية ثقافية ومكانة محورية للهولوكوست في تاريخ أوروبا والعالم، حيث فرضوا أدب الهولوكوست على العديد من المناهج التعليمية في المدارس وعلى خطط البحث في الجامعات والمعاهد الأوروبية والأمريكية.
واستغل الصهاينة أيضاً الإعلام الغربي للترويج للهولوكوست وللرد بعنف وبشدة على كل من يحاول التشكيك في الهولوكوست.
أما الوسيلة الهامة والرئيسية التي استخدمت في صناعة الهولوكوست فهي صناعة أدب الهولوكوست عن طريق إنتاج عشرات الأعمال الأدبية والفنية التي تتناول الموضوع وفق التصور الصهيوني، ويكتبها كتاب مشاهير يهود وغير يهود، كذلك العديد من الأفلام السينمائية الضخمة الإنتاج التي تتناول الفكرة بشكل يثير التعاطف الشديد مع اليهود مثل الفيلم الأمريكي الذي أنتج عام 1992 "قائمة شندلر" والذي حصل على سبع جوائز أوسكار، كما سخرت جائزة نوبل أيضاً لخدمة صناعة الهولوكست حيث منحت للشاعرة اليهودية نيلي ساكس عام 1966 لأشعارها عن الهولوكوست، وللكاتب الأمريكي إيلي فايزل عام 1986 عن نفس الموضوع.

مضمون الكتاب ويوضح الكتاب كيفية تحويل الهولوكوست الى حقيقة وواقع وحتى عقيدة يؤمن بها الملايين داخل إسرائيل وأيضاً خارجها وخاصة في الغرب وأمريكا، وكيف لعب مسرح الهولوكوست دوراً كبيراً في هذا المجال.
ويطرح هذا الإصدار الهام والجريء في نفس الوقت أسئلة كثيرة هامة، وهو يكشف بعض الشيء من أساليب اليهود في فرض الأكاذيب واستخدامها لخدمـة قضاياهم.
https://meo.news/%C2%AB%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%84%D9%88%D9%83%D9%88%D8%B3%D8%AA%C2%BB-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الأدب الصهيوني وصناعة الهولوكوست
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة