سنة النشر :
2002
عدد الصفحات :
82
تقييم الكتاب
أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة دراسة تناولت جوانب من حياة وجهود أحد القادة العسكريين البريطانيين الذين عملوا داخل الساحة العربية، ونفذوا خططاً ومهام استعمارية في الوقت الذي كانوا يقنعون فيه المجتمع العربي بإخلاصهم ووطنيتهم.
ويتعلق الأمر بالضابط جون باجوت كلوب أو "غلوب باشا" الذي عاش في المنطقة العربية من سنة 1920 حتى سنة 1956، اشتغل منها في العراق 10 سنوات، وفي الأردن 26 سنة، ومكنته دبلوماسيته ومهارته في العربية واطلاعه على أحوال المجتمع العربي البدوي من أن يقيم بين البدو، وأن يؤسس قوة البادية التي استطاعت أن تفرض الأمن والاستقرار بين البدو، وبصورة تمكنت معها الشركات النفطية البريطانية من تأمين خط أنابيب كركوك حيفا، الذي كان ينقل منه النفط العراقي إبان الانتداب البريطاني.
وقد بينت الدراسة أن ما تركه أولئك الضباط من تقارير ومراسلات يمثل مادة ثرية للدارس، فقد ترك كلوب باشا (أبو حنيك) لوحده 14 صندوقاً محفوظة الآن في مركز الشرق الأوسط بكلية "سانت أنتوني" كلها تتناول الأوضاع في العراق والأردن، بالإضافة إلى الكتب التي ألفها عن حياته وتجاربه في البلدين، وعن عمله في تكوين وقيادة قوة البادية الأردنية، وتغلغله في الأوساط القبلية لاستتباب الأمن، وعلاقاته بالأوساط السياسية العليا في الأردن، تلك العلاقات التي كانت تقوم على التشجيع والتنسيق، مما جعله يقيم مشاريع تنموية ركزت على تعليم أبناء البادية، وتشجيعهم على الزراعة، وإقامة المشاريع الصحية وخدمات الاتصال في الصحراء حتى تم ربط أجزاء البلد، وتركزت عوامل الانصهار الاجتماعي بين البادية والمدينة.
لقد كان لاختلاط باجوت باشا بالبدو ومعرفته بعاداتهم ونفسياتهم، بالإضافة إلى ما كان يلقاه من القادة السياسيين الأردنيين من تشجيع دور كبير في أن يحب البدو وأن يحرص على تعليمهم، ويسعى إلى النهوض بواقعهم، بحيث استطاعت قوة البادية التي كان يقودها أن تنفذ سياسة الحكومة الأردنية في اختراق الصحراء ونشر الأمن والاستقرار في ربوعها، وتقديم الخدمات لسكانها.
وكما أبرزت الدراسة علاقات كلوب باشا بالأوساط السياسية العربية العليا فقد أبانت تجاربه واستفادته من القادة الإنجليز الذين مثلوا نموذجاً له، أو استفاد من تجاربهم فابتعد عـن أخطائهم، واسترشد بإنجازاتهـم، وخاصة " لجمن" و "سانديمان" و"لاش".
https://meo.news/%C2%AB%D8%BA%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7%C2%BB-%D9%88%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك