سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
304
ردمك ISBN 9789953687360
تقييم الكتاب
قصة "الطيب"، شاب سوداني عفوي عاطل عن العمل وهارب من ذكريات قصة حب مؤلمة لا تكتمل تفاصيلها حتى نهاية الرواية، ينصحه صديق بالهجرة من بلده السودان إلى مدينة دبي، حيث بإمكانه أن ينسى الألم والماضي، وأن يبدأ حياة جديدة "دبي مدينة لكل الناس، الأبيض والأسود، العفيف والفاجر، حيوات مختلفة، تمور في حياة واحدة، التقي والماجن يعملان في مكان واحد، جنبا إلى جنب، ثم حين يجنّ الليل يذهب كل إلى محرابه ليصلي صلاته التي يعرف، ثم يطلع عليهما صباح واحد، والله وحده العالم بمن ضل ومن اتقى". يعمل الطيب بهذه النصيحة، وتقوده أقداره إلى سوق "فريج مُرر" الذي يقبع في قاع مدينة دبي. هناك يلتقي بـ"عباس"، سوداني آخر يأخذه إلى مقاهي الفريج، تلك المقاهي الصاخبة، الغامضة، والتي تعج بجنسيات أفريقية مختلفة من إثيوبيا وإريتريا والسودان والصومال وغيرها. تقول إيلسا أحد أبطال الرواية "هذا السوق هو الجامعة التي نتخرج فيها، وكل ما قبلها هو مجرد مقدمات". منذ اليوم الأول تستغرق الراوي نادلات المقاهي الجميلات، ومجالس قهوتهن ذات المذاق الحبشي المعتق، وشيئا فشيئا تنمو في المكان حكايات كثيرة لأبطال الرواية. "أستير" "إيلسا" "حمد المرّي" "بيتي" "مجنون ليلى" "مجدي" وغيرهم. ويستشف الراوي -الطيب- من خلال الحكايات كما لو أن الجميع هربوا مثله من ماضيهم الى ذلك السوق، ثم بدا في نظره مثل بقعة تسبح خارج الزمن، تضع شروطا مسبقة قاسية للانتماء إليها، بل وتنتقم بصورة غامضة من كل من يجتر حكايات ماضيه، كما لو أرادت ألا يبقى الزمن شيئا متصلا. الحكايات المتداخلة في أجواء الرواية تصنع مقاربة جديدة في تفسير ظروف الفقر والمرض والحروب في أرض الحبشة (إثيوبيا وإريتريا) وفي السودان، تستند إلى الحنين إلى الماضي، وجذور حضارات ضاربة في القدم، وتقترب بشكل إنساني عميق من حياة الفتيات العاملات في سوق فريج مرر، واللائي جئن الى إمارة دبي كخادمات في البيوت، تضطرهن ظروف عديدة للهروب إليه. رواية فريج مرر حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2014، وجائزة فودافون قطر للرواية 2014 وهي الرواية الأولى للصحفي السوداني حامد الناظر .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك