سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
230
ردمك ISBN 9786140112926
الوسوم
-
أدب
تقييم الكتاب
سبع حكايات: العمار، سوق المناظر، منزل السيد فخري، البيت الأخضر، المحلوي والدكان، كل حكاية يمكن أن تشكل في ذاتها رواية أو شريطاً سينمائياً، فإن اجتمعت الحكايا إلى بعضها بعضاً من خلال حبكة رابطة للأحداث، وشخصيات من واقع وخيال، وأمكنة في البال دائماً نكتشف مسلسلاً درامياً يحكي فيه العويس ذاكرة المكان وحكايا ناسه وفصولاً من سيرة حياة المؤلف وسيرة وطن وأهل وناس وروائح بحر وشطآن . وكل ما علق في الوجدان يزينه لوحات بديعة تعبق بأريج ذلك الزمن الجميل . وبذا يكون "خور دبي" إنقاذاً للذاكرة وصوغاً تاريخياً حياً يعصى على التزوير .
ثمة خطان سرديان يتناوبان الحضور في "خور دبي": خط الوقائع المنتمية إلى الحاضر المكتوبة بصيغة المضارع، وخط الذكريات المكتوبة بصيغة الماضي، تمظهرت على شكل سرديات بعناوين مختلفة . إنما لكل من الخطين بدايته ومساره ونهايته، يلعب فيه الكاتب بطريقة الظهور والاختفاء . يتسلل بين الفينة والأخرى معبراً عن رأيه على اعتباره أنه الراوي الوحيد لحكايته وحكايا الآخرين . بهذا السرد البسيط وبلغة تصويرية جميلة ورشيقة، تسكنها أحاسيس نبيلة ورقيقة، يقدم محمد سلطان العويس قراءته لعالم دبي الساحر، ماضياً وحاضراً . ومن هذا الماضي الجميل نقرأ كلاماً جوهرياً ونلتقط صوراً مدهشة: "كان الخور في مدينة دبي بمثابة النهر لبعض المدن الأخرى التي يعبرها وينشر الخبر فيها . على شاطئ ذلك الخور ترعرعت، ومن نافذة دكان والدي كنت أتأمله . أُراقب حركة السفن فيه، وعلى ضفتيه كنت أُشاهد صوراً تعج بالنشاط والحركة وبكل مظاهر الحياة" . وبحنين كبير وأمل بتجديد وابتكار من خلال قيادة حكيمة، يستعيد العويس ذاكرة يحييها بكلماته وحكاياته: "عندما أعود إلى الماضي، قبل أكثر من أربعين عاماً، وأبحث في مخزون ذاكرتي عن صور وملامح من تلك الفترة، تبرز وتطغى أمامي مشاهد ترتبط بذلك الخور، بالدكان والعمارة وسوق المناظر وغيرها من المشاهد التي كانت على ضفاف الخور . إلى ذلك يتناول الكاتب نمط الحياة في ذلك الماضي من خلال توليفة غنية بالتفاصيل . أشخاص التقاهم في هذا المكان الساحر ومازالت ذاكرته تحتفظ بكل ما رأته وسمعته وعرفته عنهم، بل إنه يتذكر صور ناسها كما شاهدهم وحاكاهم قبل حوالي أربعة عقود . في المحصلة، يسرد العويس أحداثاً مرت في الخور وبمدينته الحالمة على ضفتيه . ومن خلال ما كتب يشعر القارئ توق الكاتب وافتقاده لزمن رائع . . وعندما يسترسل في سرده يجنح أحياناً ويمعن في خياله، ومنه يستلهم أبطاله ليضع الكثير من الأحداث . بهذا المعنى، يسرد حكايات ولا يروي تاريخاً .
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/6b023df5-5d20-4ef1-9a75-d7261ab64a1b
طبعات أخرى
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك