سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
520
ردمك ISBN 9789948209881
تقييم الكتاب
ينطلق الباحث من التحولات التي أصابت الإعلام وغيّرت مفاهيم جديدة في المجتمعات، إذ يستهل كتابه بالقول: "يعد الإعلام الجديد نقلة نوعية في عالم الاتصالات، فقد جاء بحلول ضخمة تسمح للجميع دون استثناء بالمشاركة وطرح القضايا ومناقشتها وتحليلها بكل حرية" . يضيف ليؤسس بذلك قاعدة يستهل بها بحثه: "ساهم الإعلام الجديد بقوة في رفع منسوب الوعي لدى الشعوب، وأسقط حاجز خوفها تجاه الأنظمة، وصارت الرقابة خارج السيطرة، وفتح عوالم كانت مغلقة، وهدم أسواراً كانت عصية على الاختراق، وفجر ثورات لم تكن على ذاكرة البشر وأحلامهم، وأسس إمبراطورية تخاف الدول من أعاصيرها المعلوماتية، وشبكاتها الاجتماعية التي أفرزت قيماً جديدة، لعل أهمها بالمطلق القبول بالآخر في تنوعه واختلاف تباينه" . ويأتي الكتاب في بابين يتفرعان إلى ثلاثة عشر فصلاً منها: "الاتصال في الإشارات إلى عصر الاختراعات الرقمية"، "مجتمع المعلومات وصناعة المعرفة"، "بيئة المجتمعات الرقمية"، و"الصحافة الإلكترونية والحبر الرقمي"، "التسويق الإلكتروني وحروب المال"، "الحرب الإلكترونية: الاشتباك في عصر المعلومات"، "الإعلام الجديد والإعلام التقليدي: مقاربات التعايش والاختلاف"، "الإعلام الجديد النظرية والتأثير" . ويكشف الكاتب عن أغراض بحثه بالقول: "يهدف الكتاب في الباب الأول منه إلى محاولة إيقاظ العقل العربي، وتحريره من قيود النمطية والتخلف واللامبالاة تجاه ما يحدث من ثورات رقمية في مجتمعات المعلومات، مقابل مجتمعات لا تزال في حالة اندهاش من تقنيات الآخر، وثوراته المعلوماتية، وهو اندهاش يمنعها من التفاعل مع العصر وثوراته" . "أما الباب الثاني فهو تحليل واستقراء للإعلام الجديد، ومنظوماته الفكرية والإعلامية، وتأثيراته العميقة في حياة البشر، لأن العالم يتحول إلى شبكة هائلة تشبه الجهاز العصبي في جسم الإنسان الذي ترتبط كل أجزائه ببعضها بعضاً ارتباطاً وثيقاً، وهذا الباب يحاول الاعتماد على علم المستقبليات لأن الثورة الرقمية فرضت ضرورة إمعان النظر في الآني، والبحث عن مكان لائق في المستقبل" . ويتساءل الباحث في عرضه للباب الثاني من الكتاب: "هل هناك مبالغة في دور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام، وتفجير الثورات العربية، وما هي مقاربات التعايش والاختلاف بين الإعلام الجديد والتقليدي، وهل التقنيات الحديثة تؤدي أحياناً إلى التفكك والانعزال، وأين موقع العرب من المجتمعات المعلوماتية؟ وهل المنطقة العربية ستشهد المزيد من الانفتاح على الحريات، أم إنها ستشهد فوضى تنتشر في جميع المدن العربية من دون استثناء؟" . ويبين تحت عنوان تأثير شبكات الإعلام الاجتماعي على التسويق، أن تطبيقات الإعلام الاجتماعي مثل "الفيس بوك" و"تويتر" تعد أنجح نموذج لتلك الخدمات، فقد استطاع الإعلام الاجتماعي أن يخلق عالماً فسيحاً يتمكن فيه المستخدمون من تبادل المعلومات آنياً، ورصد ردود الأفعال، واستعراض الأخبار أولاً بأول، واستطلاع الآراء . ويشير إلى تقرير صدر عن شبكة "سي إن إن" في صيف ،2011 مؤداه أن عدد مستخدمي "الفيس بوك" فاق مستخدمي محرك البحث العملاق "غوغل"، وكرد فعل لمواجهة تلك الطفرة في استخدام "الفيس بوك" وغيرها من تطبيقات الإعلام المجتمعي، قامت "غوغل بوضع تطبيقات إعلام اجتماعي خاص بها" . ويرى أنه ذلك يشير بصورة مباشرة إلى أن الشركات التقليدية تسعى للتحول إلى وسائل الإعلام الاجتماعي كطريقة أساسية من طرق تسويق المنتجات وكأداة تفاعلية مع العملاء المستهدفين، فعلى سبيل المثال تحولت شركة "ديل" في العام 2009 إلى استخدام "تويتر" بغية نشر برنامج تسويقي يطلق عليه "ديل سويرم" . ويختتم كتابه بمجموعة من الخلاصات منها: "إن الثورات العربية سيكون لها الدور الحاسم في تحرير الإعلام العربي من القيود التي عاناها منذ عقود طويلة، لكن الثورات سيزداد تأثيرها تدريجياً، ولكن حرية الإعلام لا تتحقق بإزالة القيود المفروضة عليها، فالثورات قد تحرر الإعلام ولكنها لا تضمن إعلاماً حراً حقيقياً" .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك