سنة النشر :
2000
عدد الصفحات :
228
تقييم الكتاب
للعرب أهمية كونية باعتبار الوطن العربي من أهم مناطق العالم حضارة وتراثاً وهو موطن الرسالات السماوية ترتبط به الأمم وتتعامل مع اقتصادياته، وتتفاعل مع أوضاعه السياسية، ومنها الدول الكبرى التي تحركها مصالحها الخاصة ، وأطماعها الكثيرة. وفي مواجهة ذلك الواقع كان على الأمة العربية ان تصد التطلعات الأجنبية وان تتفاعل بوعي مع المتغيرات الدولية مستلهمة في تلك المواجهة القوة من تاريخها وحضارتها وامكانياتها ومرجعيتها الإسلامية. هكذا يقول المؤلف سيف بن علي الجروان في مقدمة كتابه «العرب في ظل المتغيرات الدولية» والذي يحتوي على عدد من الدراسات والمقالات التي تدور حول موضوع الكتاب، فتحت عنوان «التجمعات الإقليمية العربية» يرى الكاتب ان التجمعات الاقليمية العربية مثل مجلس التعاون الخليجي و اتحاد المغرب العربي خطوة على طريق الوحدة العربية المأمولة وانه يجب على الجامعة العربية التي تعتبر الاطار المؤسس القومي الأشمل ان تبتدع الأساليب والوسائل والمؤسسات اللازمة للتنسيق بين هذه التجمعات باعتبارها دعامات وحدوية لها خصوصياتها. بعد ذلك ينتقل إلى قضية الأراضي العربية المحتلة فلسطين وأرض الجولان وجنوب لبنان وذلك باستشراف التاريخ وتحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس، كما يمر على الوحدة المصرية السورية ثم الانفصال الذي تسببت فيه دسائس من القوى الاستعمارية المعادية للأمة، وذلك تحت عنوان (ذكرى مرور أربعين عاماً على دولة الوحدة بين مصر وسوريا). ومن خلال دراسة بعنوان (العرب والمتغيرات الدولية) ينطلق من انهيار الاتحاد السوفييتي والتغيرات الدولية التي وضعت العرب في مشكلة مواجهة العالم الذي أصبح يتحكم فيه قوة واحدة بعد أن كانت الكثير من الدول العربية تميل نحو المعسكر الشرقي.. بعد ذلك يناقش مستقبل العلاقات العربية بالمجتمع العالمي في ظل هذه المتغيرات الدولية. في الفصل الثاني من الكتاب يفتح المؤلف ملف الاقتصاديات العربية، حيث يؤكد ان الوحدة الاقتصادية بين الدول العربية في المقدمة الصحيحة لتحقيق التضامن العربي والتدخلات الغربية والإسرائيلية لإحباط أي محاولة للتكامل الاقتصادي العربي وكيفية مواجهته وذلك بتقديمه لمقومات التكامل الاقتصادي والأشكال التي من الممكن ان تكون عليه. ويستعرض بعد ذلك أهمية القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار في البلاد العربية لتقوية الاقتصاد العربي والوصول به إلى القمة ومن ثم يصبح التكامل الاقتصادي متاحاً. وتحت عنوان «السوق العربية المشتركة في مواجهة العولمة والاقتصاد الدولي» يناقش العولمة الاقتصادية وما تمثله من تحد للتنمية الاقتصادية العربية وكيفية الاستفادة منها، ويناقش الأمن الغذائي وحرية التجارة. ثم ينتقل بعد ذلك إلى دول مجلس التعاون الخليجي والمورد النفطي وإيجابياته وسلبياته على الاقتصاد الخاص بهذه الدول. في الفصل الثالث تحت عنوان «العلاقات العربية السوفييتية» يفتح ملف هذه العلاقة منذ نشأتها وحتى انهيار الاتحاد ووجود روسيا كدولة بعيدة عن الاتحاد السابق ومحاولتها لاستعادة مكانتها السابقة والاستفادة من العلاقات القديمة مع المنظمة العربية. ويختتم الكتاب بالقومية العربية وعلاقتها بالإسلام في الفصل الرابع والذي يناقش فيه قوتنا المستمدة من ديننا الذي يجعل لنا خصوصية بين العالم وان هذه الخصوصية تمنحنا القوة مما لا يعطي مبرراً للخوف من مواجهة العالم بمتغيراته وتياراته.
https://www.albayan.ae/five-senses/2001-06-25-1.1123905
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك