سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
167
ردمك ISBN 9789948230564
تقييم الكتاب
لدى تركيا رؤى طموحة بأن تصبح قوة إقليمية كبرى لها تأثير في المناطق المجاورة، ودور فاعل في الساحة الدولية. وتمت بلورة هذه الرؤى في استراتيجية استندت فكرياً إلى نظريات الجيوبولتكس ومفاهيمه لإضفاء أهمية "مركزية" على دورها ومكانتها الإقليمية والدولية. وبالفعل، فقد وجدت خلال الفترة 2002-2010 بيئةً مواتيةً لدورها الجديد، ومتوافقةً إلى درجة كبيرة مع رؤاها وطموحها؛ ما أعطى سياستها الخارجية قوة دفع، وأضفى مصداقية على دورها الفاعل، وبخاصة في الشـرق الأوسط. ولكن منذ عام 2011، تغيّرت البيئة الإقليمية وتحالفاتها، بفعل انعكاسات ثورات "الربيع العربي"، وبخاصة في سوريا، فتعرضت صداقاتها في دول الجوار لتوترات، ولم يعد دورها رائجاً كما كان. لقد نتج من البيئة الجديدة أمران بالنسبة إلى تركيا: الأول على صعيد سياساتها؛ إذ ثمة بوادر إعادة نظرٍ في بعض السياسات بعد المشكلات العديدة التي تعرّضت لها في المنطقة. والثاني، على صعيد تصوراتها الجيوبولتيكية الطموحة؛ فبين هذه التصورات الطموحة والسياسات المقيّدة منذ عام 2011، تراجع زخم "الدولة المركزية" والقوة "الحاسمة" أو "الكبرى"، وبدا أنّ هناك قيوداً داخلية وخارجية معنوية ومادية تحدّ من تأثيرها. يسعى هذا الكتاب إلى استكشاف التصورات النظرية المؤسِّسة لاستراتيجية تركيا الخارجية وطموحها المستقبلي، وأسباب التقدم، ثم التراجع النسبي، للدور التركي في المنطقة، واستبيان القيود أو مواضع الخلل؛ سواء أكانت في المنطلقات الفكرية أم في سلوك تركيا الخارجي وسياساتها الفعلية .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك