سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
170
السلسلة :
كتاب دبي الثقافية ، 140
ردمك ISBN 9789948446880
تقييم الكتاب
مجموعة شعرية بخط يد محمد عفيفي مطر ، كتبت بين عامي ( 2006/ 2009)، تبدأ بـ (طرديات عبد الله)، وتنتهي بـ (طلليات عبد الله)، وبينهما (رعويات عبد الله)، ومن عناوينها: مفتتح المواسم، مراوغة الغراب، أنساب مختارة، مراودة الهدهد، أبو الطيور، منادمة الكروان، سلطانة ا؟لأطلال، أمومة مغدورة، الخفافيش أبداً. تنبني القصائد على (شبْه ملحمة شخصية وعامة)، تنطلق من خلالها الذات إلى رمزيتها الأوسع، القابلة لأن تكون أيّ شخصية أخرى، في أيّ زمكانية، تفرضها دلالات الاسم (عبد الله) وتحولاته في النص الشعري، والمشهد الحياتي الممسرح، والحوارات، والأحداث اليومية المتكررة بين الحلمية والواقعية، وما ترتكبهُ المخيلة من إنجاز نسيج قصيدي نسقي، متلائم مع اللحظة المكتوبة، فنرى كيف يسري الغيم كماء ليكون هلالاً مرت عليه الأعوام لا الشهور، لأن (الأحدب) هنا تميل إلى الشخصنة أكثر ميلها إلى الدلالة الواقعية للهلال والشهر والقمر، وتحركات الإنسان بعمره المحدود في المجال الزماني المعين، المنعكس من خلال المفردات: الليل، النور) وما يتشاكل معها من طيفية للأشباح والحضور، وما تتركه هذه البنية من ارتعاد وقلق، باتجاه الرؤيا والقادم: (سرى الغيم تحت الهلال الحدب، ريح تهب على شجر يتخلله الليل والنور، والخوف يطلق أشباحه من وجيب، دمي وارتعادي)، وهذه القصيدة المتعلقة بالأمومة، كبقية القصائد، تتسم بجمالية العناصر الطبيعية وتداخُلاتها مع الإشارة والمقولة والحدثية الفنية، وما تنتجه هذه الشبكة الدلالية من عوالم حياتية على الصعيد النفسي واللغوي والصوري والاجتماعي، وما يتداعى منها يومياً وشعرياً، ولنعلم كيف يستغور الشاعر ذاته، لندخل إلى قصيدته (رعوية الكهف) التي تبدأ بـ (الوحدة): (وحيد ليس بصحبتي سوى كلبي، وظلّ عصاي أختل خلفه علّـي أراوغ، وقدة الشمس التي حبكت عمامتها على رأسي)، وتترافق الوحدة مع بقية المكونات ضمن تحايُث كلامي، بحيث تشكل كلمة (وحيد) لازمة لصور متعددة، وحالات مختلفة، بكل تأكيد، لا تظل وحيدة، لأنها تأتي بالعالم ومفرداته إلى الحيّز الجواني من (الأنا) فتصبح ممتلئة بإيقاع مونولوغي وديالوغي تكمله شخوص القصيدة، التي لا تلبث أن تطلع من أعماق الذات، لترتد خارج وحدتها، بتناغُم يعيد ترتيب الأشياء والموجودات والكهف الداخلي، بإيقاعاته الهاجسة بالضوء والتخلي عن الظلام الجواني وهو ما تعكسه هذه الصورة المتصوفة: (ورأيتني بين السماء والأرض عرياناً كعنقود)، وتسترسل القصيدة لتكشف عن البنية العميقة الثلاثية: (الأنا/ الآخر/ الطبيعة) المنجذبة بمغناطيسية الكلمة الشعرية التي تتابع مع رعوياتها لتمزج عالم الموت بالحياة، وخطوة الحلم بالمخيلة والواقع، مرشدةً الذات إلى مقامها الأعلى، كما في (رعوية العبور في الخوف)، والتي تيدو في أجمل صورها في هذه المشهدية: (لم أكن أحلم...، دبّت من ورائي خطوة الموتى، عظامٌ قعقعت وانخلعت، والتفّ حول الكاحلين، كفنٌ بالٍ، وأيدٍ دونما لحم، وغصت قدمي في جمجمة مشروخة، وانهمل الصبحُ بأصوات الرميم، لم أكن أحلم، بل كان المنام، سكة الرؤية في قلب الظلام. وإذا ما انعطفنا إلى القصيدة الأخيرة (بيت الأشباح)، فسنجد فيها رؤيا استكشافية للموت والحياة الذاتية للشاعر محمد عفيفي مطر، مستشعراً بإيقاع الفناء وهو يرحل به إلى عالم الملكوت والبقاء، تاركاً الذكريات والقصائد، بيتاً آخر للولوج ليس إلى الطلليات وإنما إلى الأثر المترسب في الضوء واللغة: (ما ثَمّ من أهل ولا بيت ولا بلد سوى، وتدين من سلط وجميز، على جدران عمري، شاهدين وشاخصين، وسوى المسافة بين رمس جنينها وترابها .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك