سنة النشر :
2014
عدد الصفحات :
327
ردمك ISBN 9789187373558
تقييم الكتاب
لا يمثِّل كتاب حميد دباشي هذا، تعبيراً عن حالة الانتشاء بما اصطلح على تسميته «الربيع العربي» وحسب، بل مرافعة فكرية عن روح هذه الحركة الشعبية ووجدانها. أراد الكاتب أن يتجاوز الخصوصيات الظرفية لتك الأحداث، ويعالجها في إطارها الأوسع بوصفها صناعة جديدة للتاريخ، أهم ما فيها، هو أن المنتفضين أثبتوا أنهم قادرون على أن يتصرفوا كفاعلين تاريخيين مستقلين. نقل دباشي «الربيع العربي» إلى مجالات نقاش أوسع تتعلق بالمعاني الكبرى لهذه الموجة، المعاني التي رأى فيها تعبيراً عن خروج من أثقال تاريخ مكبِلٍ صنعته المرحلتان الاستعمارية وما بعد الاستعمارية، وانتقال تدريجي نحو مستقبلٍ بنهايات مفتوحة. يرى الكاتب أن الربيع العربي ليس ثورة إسلامية، ولا هو ثورة قومية، ولا ثورة يسارية جذرية بالمعنى الذي تصوره اليسار التقليدي عن الثورة، ولا هو ثورة بالمفهوم الليبراليّ. إنها ثورة بطبيعة خاصة، ولا تحدث كثورة شاملة كما يتصور البعض. إنها في نظره صيرورة، وعملية تدرّجية يشبه تسلسل وقوع أحداثها عملاً روائياً لا ملحميّاً، وهي في الوقت نفسه موجة عابرة للحدود. في نظر دباشي، فإن عبارات من قبيل «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«حرية، كرامة، عدالة اجتماعية»، عكست تشكّل قاموس جديد يعكس خصوصية اللحظة بوصفها بداية لمسار الانعتاق، الذي هو قبل كل شيء انعتاق من الماضي، بأسراره ومساوئه وحتى أبطاله .
http://www.middle-east-online.com/?id=175637
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك