سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
101
الطبعة :
الثانية
ردمك ISBN 9789948497943
تقييم الكتاب
أفرزت الوحدة اليمنية وضعاً جديداً تمكَّن أتباع المذهب الزيدي في ضوئه من تأسيس تيارات سياسية وثقافية، لاستعادة دورهم والحفاظ على هويتهم، منها تأسيس حزب "الحق" الذي ضمّ في هيئته علماء دين ومثقفين وسياسيين، وشارك في أول انتخابات برلمانية بمقعدين، شغل أحدهما: حسين بدرالدين الحوثي؛ مؤسِّس الحركة الحوثية لاحقاً، وكذلك تأسيس "منتدى الشباب المؤمن" الذي افتتح برامجه الثّقافية في عام الوحدة اليمنية، وكان كلّ عام يشهد تطوّراً حتى نجح في فرض وجوده كتيّار ثقافي-ديني يهتم بفئة الشباب. وقد وَجَدَ حسين بدر الدين الحوثي في هذه المؤسسات أرضية مناسبة، وبنية تحتية مهيئة ليبدأ دعوته بين شباب الزيدية في صَعْدة، وأيقظت حركةُ الحوثي الطّموحَ السّياسي لدى حُكّام الأمس، بعد مخاض عسير لنشأة وتطوُّر الحركة، تخلَّلته عدة مواجهات عسكرية، حتى تمكَّنت من بَسْط نفوذها في الشمال اليمني، وصولاً إلى العاصمة صنعاء، مستفيدةً من حالة الفوضى والارتباك التي أصابت الدولة اليمنية نتيجة المسار المتعثر الذي مرَّت به العمليَّة الانتقالية بعد "الربيع العربي"، وبدعم وإسناد من قادة الثورة في إيران. وباتت الوحدة بين شطري اليمن مُهدَّدة في ظل تراجع كبير لسيادة الدولة، وانقسام حادّ بين فرقاء العملية الانتقالية، وانتشار واسع للسلاح. دفعت الحركة الحوثية الطائفة الزيدية في اليمن من بُعدها الفقهي والاجتماعي التقليدي بعد سقوط نظام الإمامة، إلى شكل من أشكال العمل السياسي المدعوم بقوة السلاح، والمحمّل بفِكْرٍ رساليٍّ عابر للحدود، يلتقي سياسياً مع المشروع الإيراني في المنطقة، على الرغم من الخلاف الفقهي والعقدي بين الزيدية والتشيع الاثني عشري، وهو خلافٌ يمكن له أن يتطوّر في حال امتلاك الحركة الحوثية من عناصر القوة والانتشار ما يضعها في موقف التنافس مع المشروع الإيراني، وهو أمرٌ مستبعدٌ في المدى المنظور، أمّا ما هو قائمٌ الآن، فهو التقاءٌ بين المدرستين (الزيدية والجعفرية) على قاعدة الاعتقاد بـ "ولاية أهل البيت" في الجملة، وكذلك على فكرة "الثورة .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك