سنة النشر :
1993
عدد الصفحات :
208
تقييم الكتاب
اشتملت على عشرة فصول سبقتها مقدمة واختتمت ببيان للمصادر والمراجع ثم الهوامش وأخيرا كشف عام، كما ضمت مجموعة من الخرائط التاريخية الموضحة لمنطقة الخليج العربي خلال الفترة التي تناولها الكتاب.
في مقدمة الكتاب يشرح المؤلف أسباب أهمية العلاقات العمانية الفرنسية التي ترجع لارتباطها بالصراع المرير بين بريطانيا وفرنسا في المحيط الهندي والخليج العربي بهدف الاستئثار بالموقع الممتاز الذي تمثله هذه المنطقة باعتبارها الموقع المتقدم والهام الذي يحمي الطريق إلى الهند.
واستنادا إلى السبب ذاته رأى المؤلف إن دراسة العلاقات العمانية الفرنسية تتضمن بالضرورة تتبع تطورات الصراع البريطاني الفرنسي والعوامل المؤثرة فيه والتي تركت بصماتها على مستقبل المنطقة فيما بعد.
ويقول المؤلف في المقدمة أيضا " إن العلاقة العمانية الفرنسية في مجملها لم تكن تتسم بالانسجام والوئام، وتعرضت على مدى قرنين إلى كثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار.."
ويرجع المؤلف توتر العلاقة بين عمان وفرنسا إلى سببين، أولهما، حسبما يرى الكثير من المؤرخين، اتهام فرنسا بأنها ضالعة في مشروع احتلال مسقط استجابة لتشجيع إيران لها بعد أن وقفت الأخيرة عاجزة أمام السيطرة العمانية على الخليج العربي،غير أن المؤلف يؤكد في المقدمة على أن الدراسة التي تناولها الكتاب تبين عكس ذلك تماما، وثانيهما يعود إلى استيلاء الفرنسيين على عدد من السفن العمانية بدون مبرر.
أما الفصل الأول فشرح فيه المؤلف مسألة وصول الفرنسيين إلى الشرق، ويعدد من خلاله المؤسسات الفرنسية في الشرق وهي شركة الهند الشرقية الفرنسية، المؤسسات الفرنسية في الهند والمستوطنات الفرنسية في المحيط الهندي.
وفي الفصل الثاني عرض المؤلف مشروع احتلال مسقط، وفي عرض شيق للأحداث التاريخية ممزوجا بأسلوب سلس ومنطقي يروى المؤلف تفاصيل بعثة "جان بابتست فابر" إلى فارس في العام 1703م ثم بعثة محمد رضا بيك إلى فرنسا في العام 1714م، ثم بعثة "انجي دي جاردان" في العام 1718م.
وفي الفصل الثالث يروي المؤلف قصة استيلاء الفرنسيين على السفن العمانية ومن ذلك استيلائهم على السفينة "المحمودي" في العام 1759م بواسطة القائد "دستان" الذي كان يقود سفينة تدعى "لاكوند" وترافقه سفينة أخرى تدعى "لاكسبدشن"، وكذلك استيلائهم على السفينة "صالحي" في العام 1781م بواسطة القبطان "ديشيان" قبالة صحار، وأيضا استيلائهم على سفينة ثالثة في العام 1789م قبالة مسقط.
أما الفصل الرابع فأفرده المؤلف لبعثة بوشامب حيث اقترحت لجنة العلاقات الخارجية الفرنسية في أواخر ديسمبر من العام 1794م إنشاء قنصلية فرنسية في مسقط وتعيين "جوزيف دي بوشامب" المحامي في فيسول" قنصلا هناك وفي الثالث من مارس من العام 1795م صدر قرار إنشاء القنصلية الفرنسية في مسقط وتعيين "بوشامب" قنصلا. ثم يتابع المؤلف رحلة "بوشامب" إلى اسطنبول في 20 أكتوبر من العام 1796م للاجتماع بالسفير الفرنسي في اسطنبول ليعرض عليه المشاكل التي كان يعاني منها، ثم يواصل رحلته إلى حلب التي وصلها في فبراير عام 1798م وكان بها وباء قضى على عدد من رفاقه ومن بينهم أخيه ومساعده المالي، فتابع رحلته إلى القاهرة عن طريق اللاذقية- الإسكندرية فوصلها في نوفمبر 1798م ثم أرسل إلى اسطنبول بتكليف من "نابليون بونابرت" وسجن هناك بأمر من السلطات العثمانية، ثم في العام 1801م أفرج عنه وعين مندوبا عاما للعلاقات التجارية في "لشبونة" بدرجة قنصل عام لفرنسا ثم توفي في "نيس" في السنة نفسها.
وأما الفصل الخامس فعالج فيه المؤلف قضية طرد الفرنسيين من مسقط وتطرق فيه إلى بعثات ثلاث هي: بعثة مهدي علي خان في سبتمبر من العام 1798م إلى مسقط للسعي لفك الارتباط القائم بين سلطات عمان وأصدقائه من أعداء الانكليز- الأوربيين وبالأخص الفرنسيين وان يقوم بتغيير وكيل شركة الهند الشرقية في مسقط، وبعثة "كابتن دوبنسون" في فبراير من العام 1799م إلى مسقط على السفينة "الرت" ليأخذ الفرنسيين كأسرى حرب من مسقط ويتوجه بهم الى بومبي، وبعثة "جون مالكولم" في ديسمبر من العام 1799م إلى مسقط.
وافرد المؤلف الفصل السادس لبعثة "كافيناك" ويذكر أن بعد توقيع اتفاقية السلام بين بريطانيا وفرنسا بتاريخ 27 مارس من العام 1802م ظنت الحكومة الفرنسية أن بريطانيا لن تتدخل في مسألة إقامة قنصلية فرنسية في مسقط، لذلك عين "نابليون" في يوليو 1802م "جان بابتست دي كافينياك بارون دي لالاند" قنصلا فرنسيا لدى مسقط ليعيد تأسيس الاتصالات التي تأثرت بالحرب الفرنسية البريطانية"
وفي الفصل السابع استعرض المؤلف سفن القرصنة الفرنسية في مسقط ومن بينها السفينة "لافورتيون" التي وصلت إلى مسقط يوم 10 سبتمبر 1804م بقيادة الكاتبن "لاميم" والسفينة "بيلونا" بقيادة القبطان "بيرود" والتي وصلت إلى خليج عمان في بداية سبتمبر 1805م، والسفينة "فيجيلانت" بقيادة الكابتن "جوليان نوي" التي وصلت إلى مسقط في18 يونيو 1806م.
أما الفصل الثامن الذي يحمل عنوان "مبعوثو السلطان إلى حاكم موريشس" فالقى فيه المؤلف الضوء على بعثات أربع هي: بعثة النوخذا العماني الذي حمل رسالة السيد سعيد إلى "ديكان" في يوليو من العام 1806م، وبعثة السيد ماجد بن خلفان وكيل السلطان سعيد بن سلطان في يناير من العام 1807م إلى "موريشس" للتباحث حول الأموال التي نهبت من السفن العمانية، وبعثة السيد عبد القاهر الماجد إلى "موريشس" للمطالبة بالسفينة العمانية "فتح الخير" وبالأموال العمانية التي أخذت من قبل الفرنسيين والتي وصلت "موريشس" بتاريخ 25 مارس 1808م وقابل السيد عبد القاهر حاكم "موريشس" "ديكان"، وبعثة الملا صالح آمر بحرية السلطان إلى جزيرة "ريونيون" في 26 يناير 1809م للمطالبة باستعادة السفن العمانية المستولى عليها من قبل الفرنسيين.
وحمل الفصل التاسع عنوان "قناصل فرنسا لدى السيد سعيد"، وفيه عرض المؤلف عددا من القناصل الفرنسيين في مسقط وزنجبار، ومنهم سعيد بن خلفان قنصلا فرنسيا في مسقط و"نويل" في زنجبار، والسيد "بركان" قنصلا فرنسيا في زنجبار منذ مايو 1841م، و"دي بلينييه" قنصلا فرنسيا في زنجبار منذ سبتمبر 1849م.
وأخيرا عالج المؤلف في الفصل العاشر استقلال عمان، وتطرق من خلاله إلى مسائل أربع هي: فرنسا وتقسيم الإمبراطورية العمانية، إنشاء قنصليه فرنسية في مسقط، محطة الفحم في بندر حصة والحماية الفرنسية للسفن العمانية.
http://maniaswed.com/articles.aspx?id=57
طبعات أخرى
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك