سنة النشر :
2017
عدد الصفحات :
67
السلسلة :
محاضرات الإمارات ، 207
ردمك ISBN 9789948023746
تقييم الكتاب
توضح هذه المحاضرة أن التجربة المصرية لا تمثل المنطلق، سواء فيما يتعلق بالإسلام السياسي الحركي متمثلاً في جماعة "الإخوان" أو التنظيمات الجهادية، وإنما في المسار أيضاً؛ إذ مثّل مصريون جزءاً أساسياً، وركناً قوياً، من أركان التنظيمات التي ساحت في الأرض رافعة السلاح، وكوّنت مجموعات وتنظيمات في مناطق عدة من العالم، كما كان لهم دور بارز في صياغة أفكار هذه التنظيمات. وقد عرضت جماعة "الإخوان المسلمين" نفسها طوال العقود الأربعة الماضية على أنها مختلفة، بل مفترقة، عن الجماعات والتنظيمات الجهادية، التي تميل في الفكر إلى التسلف، وفي الحركة إلى العنف. والواقع أن أفكار هذه الجماعات لم تنبع من بيئتها المحلية فحسب، بل جاءتها من خارجها أيضاً. من ذلك تأثر سيد قطب، ولا سيما في كتابه المثير للجدل "معالم في الطريق" بتجربة الصراع بين المسلمين والهندوس في الهند، التي بانت ملامحها بشدة في كتابات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي، التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية، وأعاد سيد قطب إنتاجها في حديثه عن "الحاكمية" و"الخلافة" والصراع مع الآخر، سواء كان من المسلمين الذين لا يتبنون مشروع الجماعات التي تتوسل بالدين في سبيل الوصول إلى السلطة، أو من أتباع الديانات الأخرى الذين يعيشون في بلاد المسلمين، أو يشاركهم مسلمون في العيش داخل الدولة، وكذلك العالم الخارجي، الذي فرضت هذه الكتابات ضرورة الصراع معه، في ظل إيمانها بأن العالم منقسم إلى معسكرين: "دار الإسلام" و"دار الحرب". كما أنه لا يمكن أن نفصل منشأ هذه الحركات التي تسعى للوصول إلى السلطة باستعمال الإسلام عن تطورات إقليمية ودولية ارتبطت بسقوط الإمبراطورية العثمانية (1924) التي كانت الجماعات الدينية المسيسة تتعامل معها على أنها "خلافة" يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها واستعادتها .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك