سنة النشر :
2003
عدد الصفحات :
192
ردمك ISBN 9948060725
الوسوم
-
تراث
تقييم الكتاب
للتراث الملاحي الشعبي الشفوي حضوره في وجدانية المجتمع، حيث يشكل جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي في الإمارات ودول الخليج العربي، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بفترة ما قبل النفط، والبحث عن اللؤلؤ التي مرت بها المنطقة، وشكلت جزءاً مهماً من تراثها وذاكرتها الشعبية. ويتميز التراث الملاحي الشعبي بتنوع الجوانب والألوان وتعدد الدلالات والمعاني، فهو يشمل الأهازيج الشعبية والقصص والحكايات البحرية والأمثال والألغاز، وتبدو أهمية التراث الملاحي الشعبي فيما يحمله من ألفاظ ومصطلحات بحرية تشكل معجماً لغوياً شفوياً غنياً بدأ يتراجع أمام التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها التي طرأت على حياتنا المعاصرة.
ومن هنا تأتي أهمية جمع التراث الملاحي وما تقدمه الدراسة التي توثق في كتاب ببليوغرافي مجموعة من «الكنايات الشعبية في الإمارات والخليج العربي»، للمؤلف والباحث علي بن إبراهيم الدرورة، الصادر عن مركز زايد للتراث والتاريخ من نادي تراث الإمارات، حيث جاءت من ثمرة جهد ميداني تمثل بجمع الكنايات الملاحية من أفواه البحارة، وتدوينها وتحليلها وشرحها، عمل يُعد واحداً من أهم الأعمال الوثائقية في التراث الشعبي. وقد يجد الباحث من خلال الكتاب أن الكنايات الشعبية الملاحية التي يتضمنها هذا الكتاب تكاد تكون عامة لمنطقة الخليج العربي، حيث البحر ومفرداته واحدة إلا أنه توجد بعض الكنايات الخاصة بأبناء الإمارات، وستكون بين يدي الباحثين في تراث الوطن لتكون مدخلاً لدراسات مطولة تعمل على إغناء المشهد التراثي وحفظه ونشره للأجيال.
وفي هذا السياق يقول علي الدرورة: «جاءت الدراسة لعدة أسباب وأهمها أننا لم نعد نرى مشاهد ذلك العصر، حتى البحارة المعاصرين، فإنهم قد افتقدوا تلك المناظر والأدوات التي كان أجدادهم يستخدمونها، وقد بقيّت هذه الكنايات على ما هي عليه حتى وصلتنا كما كان يتمثل بها الأجداد، وإن كان التمثل بها في الحديث على نطاق ضيق أو محدود، إلا من أبناء البيئات البحرية، وقد لاحظت أن معظم هذه الكنايات غير مدوّنة في الكتب والمؤلفات والمراجع، وأن بعضها الآخر مدوّن دون شرح، إلا أن الكتَّاب الحقيقيين هم الرواة الذين عاصروها أو كانت تتردد على أسماعهم من آبائهم أو أجدادهم».
ويضيف: «كل ذلك جعلني أقدم على كتابة هذه الدراسة في كتاب يضم 188 صفحة، تلخص الكنايات التي تحمل مفردات ومصطلحات بحرية كثيرة إلى جانب بلاغتها في الرمزية المراد الحديث عنها باختصار شديد، ومن هذه المفردات الواردة في معظم الكنايات، (الطارح، مستن، إكرابه، دش، التلاي، الحظرة، اليمة، اللوهة، السر، بندر، سمارة، اليوش، القب، الفنة، قراح، المايه)، إلى جانب مفردات ملاحية واضحة». مشيراً إلى أن «هذه الكنايات كانت ومازالت تتداول بين البحارة لإيمانهم بصدق بلاغتها ومعرفة فطنة السامع لأن هذه الفطنة تجعله يفهم المراد بسرعة، ولعل هذا السبب الذي جعل الكنى لا تجد من يقدم على دراستها، كما جعل الباحثين يخلطون بين القول والمثل فاعتبروا القول مثلاً بينما هو لا ينطبق على المثل بتاتاً، وهو ما حدث لهذه الكنايات، إذ خلط كثير من الباحثين بين الكنايات والأقوال والأمثال فاعتبروها أمثالاً، وهناك كثير من الكنايات الشعبية التي يتداولها بحارة الخليج، وهي لا ترقى إلى مستوى، مثل شعبي وإن كانت تسري مسرى الأمثال، فهي تأخذ تأثيراً لغوياً عند العامة الذين لا يفرقون بين مثل وقول وكناية وصدر أو عجز بيت من الشعر، وقد حاولنا تقصي كل ذلك في البحث الذي قدمناه، وهو ما يتداوله عامة البحارة منذ القدم وإن كان معظمها لا يتداوله البحارة المعاصرون، حيث إن هذه الأقوال كانت وليدة عصر الغوص وحضارة البحث عن اللؤلؤ».
يستطرد الدرورة: «تم تقسيم فكرة البحث على أبواب تبدأ من حروف الهجاء والكلمات بمعانيها متناولة تفسيرات المفردات الشعبية حسب الأحرف الهجائية، مع تعميق الدراسة بفهرس الرواة وما أكدوه على لسانهم من لغة، مثل «سالم بن قاسم بن خلفان، موسى بن مرزوق المرزوق، معراج بن جاسم، صالح خلفان بن عبدالله، النوخذة جواد بن كاظم بن علي، محمد حسن أبو حميد»، وغيرهم من الذين كانوا إضافة بما قدموه للدراسة والبحث في هذا الكتاب».
https://www.aletihad.ae/news/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/4593096/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك