سنة النشر :
2003
عدد الصفحات :
118
تقييم الكتاب
ذكر مركز زايد للتنسيق والمتابعة في إصداره الجديد "الأعياد اليهودية بين الاسطورة والتاريخ"، أن الاعياد اليهودية تمثل جانبا مهما في المعتقد التوراتي والشريعة التوراتية التي تمت صياغتها في القرون الثلاثة الواقعة بين أواخر القرن السادس وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد. وقد سارت هذه العملية يدا بيد مع تحرير أسفار التوراة واستكمال فصول الرواية التوراتية وتشكل الاثنية اليهودية التي عبرت عن نفسها في تمرد أورشليم على الحكم السلوقي حوالي عام 170 قبل الميلاد.
وتبحث الدراسة بصورة معمقة في العهد القديم والتلمود الى جانب المصادر الاخرى التي توضح نشأة الاعياد في الحضارات الاخرى، حيث تم التطرق الى ماهية الاعياد اليهودية والمعاني التي تظهرها مشيرا الى أن الاعياد اليهودية تعطي فكرة واضحة عن مغالاة اليهود في نسب الاشياء الى أنفسهم، مبرزة أن هذه الاعياد مركبة حيث كانت أعيادا قديمة سبقت وجود اليهود وكانت أعيادا للشعوب التي عاشت بينها الجماعات اليهودية قبل أن يكون لها ديانة أو لغة خاصة بها دون أن تحدث تغيرات أساسية في طبيعة الاعياد.
وحول المرجعيات التي تنسب اليها الاعياد اليهودية أوضح الاصدار أن هذه الاعياد تنقسم الى قسمين الاول ذكر في التوراة والثاني ذكر في "مجلات تنائت" التي تشكل الجزء الذي تم تدوينه من القانون الشفاهي ولم يتم أدماجها في التلمود.
وتمت الاشارة الى أن الاعياد اليهودية اكتسبت أهمية خاصة خلال عصور الديسبورا حيث ارتبطت بالرغبة في مقاومة الشعور بالدونية الذي كان يشعر به اليهود في بعض المجتمعات، كما تؤكد كل الحقائق أن الاعياد اليهودية ترتبط بأصولها الزراعية والرعوية ولكن أحبار اليهود الذين كتبوا التوراة نسبوا هذه الاعياد، كما يقول الكتاب، مثل غيرها من الروايات الاخرى الى الجماعة اليهودية من أجل التأكيد على انتقال التراث الذي يحكي عن أحداث الخروج وينقل من الاباء الى الابناء.
ويخلص الاصدار الى أن الخط البارز في كافة أعياد اليهود كما ترسمها المصادر اليهودية هو التأكيد والالحاح على أن الشعب اليهودي بالرغم من سنوات الشتات الطويلة هو شعب واحد.
ويلاحظ ان الفكر اليهودي طوع الاعياد القديمة وأعياد الشعوب التي عاش اليهود في كنفها والبسها الطابع الديني اليهودي وربطها بالتاريخ العبري لكي يؤكد على أن اليهود أمة واحدة ولها تاريخ قديم وليسوا مجرد مجموعة عرقية أو دينية.
ويؤكد مركز زايد للتنسيق والمتابعة من خلال إصداره على توجهاته والتزامه بضرورة فتح الافاق الفكرية للعقل العربي، للاطلاع والمتابعة الجادة لجوانب المجتمع الاسرائيلي من الداخل خدمة للقضايا العربية والاسلامية.. وذلك من منطلق أن المعرفة الحقيقية للعدو الصهيوني يجب ألا تقتصر على معرفة وجهه القبيح الذي أظهره لنا منذ أن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين مطلع القرن المنصرم، بل إن هذه المعرفة يجب أن تشمل كل أوجه الحياة اليهودية بما فيها الجانب الاخلاقي الديني الذي هو أساس الحلم الصهيوني.
https://middle-east-online.com/%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%D8%8C-%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%9F
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك