إفطار عند تيفاني


تأليف :

المترجم :

الناشر : الشارقة : كلمات للنشر والتوزيع ، روايات

سنة النشر : 2018

عدد الصفحات : 118

ردمك ISBN 9789948101055

الوسوم - أدب مترجم - رواية

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


كتاب «إفطار عند تيفاني»، للكاتب الأمريكي ترومان كابوتي، هو مجموعة روائية وقصصية، تعد واحدة من الأيقونات السردية التي حلقت عالياً نحو عالم السينما التي دخلتها من أوسع الأبواب، وما كان ذلك إلا لأن الرواية الرئيسية في الكتاب «إفطار عند تيفاني»، وهو عمل سردي روائي قصير، تحمل في داخلها بذرة أن تصبح فيلماً سينمائياً.
صدرت النسخة العربية من هذا العمل بطبعة أولى عام 2018 بترجمة مجدي خاطر، عن دار روايات، إذ استطاع الكاتب أن يصنع حبكة فريدة من نوعها قائمة على الصور المتعددة والمتباينة من مشاهد الحياة، كما يفيض العمل بالمشاعر الإنسانية الرقيقة من خلال شخصية البطلة هولي غولايتلي، إلى جانب بقية الشخوص، كما تقف الحكاية شاهدة على قوة التقاط التفاصيل الصغيرة في الواقع الاجتماعي في أمريكا، راصدة التتباين بين الريف والمدينة في حقبة زمنية معينة، ويقترب العمل السردي كثيراً من حياة البشر في يومياتهم.
وجدت القصة الرئيسية في هذا العمل طريقها بكل سهولة نحو السينما، فألهمت صناع الأفلام بما تحمل من عوالم جميلة وغريبة، وبما فيها من صور ومشهديات، وجمال وسحر.
يتحدث الكتاب عن بطلة قصته الرئيسية «هولي غولايتلي»، وهي الشخصية التي صممها الكاتب بحيث ترمز إلى القرن ال 20 والمجتمع الأمريكي والمتغيرات الحاصلة فيه، والرواية كانت قد نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية في 1958، وتتحدث عن كاتب معاصر يقوم بتذكر أيامه الأولى في نيويورك حين يتعرف على جارته الاستثنائية هولي غولايتلي، والرواية تعد واحدة من أشهر إبداعات كابوت، حيث يركز على رصد الحياة الاجتماعية من خلال سيرة بطلة العمل، فهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة المحببة مثل الأزياء التي كانت سائدة، والتقاليد الاجتماعية والقيم الأخلاقية واختلافها من الريف إلى المدينة، وتلك البقعة التي تشبه «الثقب الأسود»، الذي يبتلع الجميع في حياة الصخب والضجيج، وكيف يتعامل القادمون من أرياف أمريكا المختلفة مع تلك الحياة، فهم بلا شك يشكلون إضافة بما يحملون من معتقدات اجتماعية حتى لو اصطدمت بتلك السائدة في المدن، ولعل ما يميز هذا العمل أنه جاء حافلاً بالحيوات المختلفة والمتنوعة، مما أعطى الرواية الكثير من الحيوية، وجعل القارئ يتابع بشغف شديد تلك القصص المتناثرة التي تصب في مجرى الحكاية الرئيسية لتشكل نهراً سردياً هادراً يضج بالحياة.
الرواية توفر متعة للقارئ من خلال عوالمها العجيبة، ولئن كانت البطلة الرئيسية في الرواية هي هولي غولايتلي، فإن هناك بطلاً آخر يتحدث عنها طوال رحلة العمل السردي، وهو المؤلف المجهول أو الروائي غير المعروف، الذي يقوم بدور الراوي في الحكاية، حيث يصادف في خريف عام 1943، بطلة القصة غولايتلي، فيستأجر الاثنان معاً شقة في نزل براون ستون في الجانب الشرقي الأعلى لمانهاتن، وثمة تداعيات لذكريات ذلك الراوي، الذي يتحدث عن بطلة الحكاية الفتاة الريفية التي تبلغ من العمر 18-19 عاماً وكيف أنها قد تحولت إلى فتاة في مجتمع مقاهي نيويورك. ولذلك، فهي لا تملك وظيفة وتعيش من خلال المعونة التي تتلقاها من الآخرين في حياة التسكع في النوادي والمطاعم، حيث يمنح أثرياء الطبقة المخملية في مجتمع المدينة في أمريكا الأربعينيات الفتاة أموالاً وهدايا باهظة الثمن، وتظل تأمل بأن تتزوج واحداً من هؤلاء الأثرياء، وهي تحتفظ بنمط وأسلوب عيشها الفطري والتلقائي المكتسب من الريف، كما أنها تحب صدم الناس بحكايات مختارة بعناية من حياتها الشخصية أو بوجهات نظرها الصريحة حول العديد من المواضيع. على مدى عام واحد، تكشف عن نفسها ببطء للراوي، الذي يجد نفسه مفتوناً تماماً بنمط حياتها الغريب.
قدمت دار النشر فكرة عن عوالم الرواية وفضاءاتها المتباينة وبطلة العمل، من خلال هذا المقطع الذي نقرأ فيه: «تعَدّ شخصية غولايتلي من أكثر الشخصيّات شهرة في تاريخ السينما الأمريكية، فقد قامت بدورها الممثّلة أودري هيبورن في الفيلم الشهير المقتبس عن الرواية التي بين أيدينا والذي يحمل الاسم نفسه «إفطار عند تيفاني»، مرتديةً قبّعتها الواسعة ونظّارتها السّوداء الكبيرة، حاملةً بين أصابعها سيجارتها الطويلة، حتى أصبح الفستان الذي ارتدته هيبورن في المشهد الافتتاحي من الفيلم رمزاً من رموز القرن العشرين، ما زالت هولي تحظى بالاهتمام الأدبيّ دراسةً ونقداً، فهي أكثر شخصيّات كابوتي إحكاماً في بنائها، والأقرب إلى قلبه. أتت إلى نيويورك من الرّيف الذي تحمل جماله الفاتن وبساطته وخفّته لكن دون سذاجة، والغريب أن لها فلسفتها الخاصّة عن الحريّة، حتى أن مخاوفها هي أمورٌ لا تخطر على بال، وتسمّيها (النوبات الحمراء) وترى أن علاجها هو أن تقفز داخل أوّل سيّارة أجرة أمامها، قاصدةً متجر مجوهرات (تيفاني)، في الجادة الخامسة، فهو مكان آمنٌ كما تعتقد، تتنزّه بين الروائح المُبهجة الجديدة، ولذلك فإن أجمل أحلامها هو تناول الإفطار بالقُرب من متجر (تيفاني)، لتستعيد حياتها ألقها».
رواية «إفطار عند تيفاني»، هي عمل سردي رئيسي في الكتاب، الذي يضم كذلك 3 من أشهر قصص كابوتي: «بيت الزهور»، و«غيتار ماسّي»، و«ذِكرى عيد ميلاد»، وجميعها اعتُبرت من أكثر القصص إثارة للمشاعر في اللغة الإنجليزية، وتدور عوالم تلك الحكايات الثلاث حول الحب والعشق والذكريات، إذ ينسج الكاتب قماشاً سردياً أنيقاً من خامة العلاقات الاجتماعية في أمريكا أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ويستمتع القارئ بتلك القصص الباذخة التي تكشف عن براعة الكاتب وغوصه العميق في النفس البشرية، كما تتميز الحكايات، رغم التكثيف، بقوة الوصف وتوظيف التقنيات السردية مثل الانتقال في الزمن «الفلاش باك»، وصناعة الشخوص ببراعة شديدة، والحبكة التي لا تميل إلى التعقيد، ولئن دارت تلك القصص في فلك القضايا الاجتماعية في أمريكا في ذلك الوقت، إلا أن الكاتب لا يكتفي بالرصد والوصف، إذ يحشد الأعمال القصصية بالرؤى والتأمل العميق.
الرواية والقصص الأخرى في الكتاب، تقف جميعها شاهدة على تلك القامة الكبيرة لكابوتي، المولود في عام 1924، في ولاية نيو أورليانز، في أمريكا، حيث ضرب موعداً مع التألق والإبداع منذ وقت باكر، ورسّخت قصصه الأولى التي نُشرت في مجلة «ذي هاربرز بازار»، شهرته الأدبية وهو ما يزال في العشرينيات من عمره، وعزّزت روايتاه التاليتان من حضوره الراسخ في عالم الأدب، وهما: «أصوات أخرى، غرف أخرى»، و«قيثارة العشب»، حيث ألفهما في أوقات متقاربة، وقام بجمع قصصه في كتاب «شجرة ليل»، عام 1949، ونشر الرواية القصيرة «إفطار عند تيفاني»، بعدها، حيث أعدها للسينما كاتب السيناريو جورج أكسيلورد، وأخرجها فيلماً بلاك إدوارد عام 1961، وقام بالدورين الرئيسيّين كلّ من الممثلين: أودري هيبورن وجورج بيبارد، ولعل من أشهر مؤلفات وروايات كابوتي، إلى جانب «إفطار عند تيفاني»، هي تلك الأيقونة السردية الأخرى التي حملت عنوان «بدم بارد».
https://www.alkhaleej.ae/2024-09-01/%D8%A5%D9%81%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%AA%D9%8A%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B0-%D8%A2%D9%85%D9%86/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


إفطار عند تيفاني

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة