قضية دفن النفايات النووية والخطرة في أفريقيا


تأليف :

الناشر : أبوظبي : مركز زايد للتنسيق والمتابعة Abu Dhabi : Zayed Centre for Coordination & Follow-up

سنة النشر : 2003

عدد الصفحات : 88

الوسوم - بيئة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يقول الباحث جوزيف أمين: تتفاوت الأرقام التي تحصر حجم النفايات الموجودة في العالم ولكن الثابت أن 90% من النفايات الكيماوية شديدة الخطورة تنتجها الدول الصناعية الكبرى، وعلى سبيل المثال تنتج الدول الصناعية الكبرى في أوروبا وحدها 5 ملايين طن من النفايات الكيماوية والنووية سنويا وتنتج الولايات المتحدة 7 ملايين طن، وكندا مليونا واحدا، وروسيا مليونا واحدا أما دول العالم الثالث فنتج مجتمعة مليون طن من النفايات. ورغم خطورة حجم الأرقام السابقة إلا أن مصادر أخرى تقدر اجمالي النفايات النووية والخطرة في العالم بما يتراوح بين 400 ـ 420 مليون طن سنويا، وأن 90% من هذا الانتاج يتم في الدول الصناعية الكبرى وأن 30% منها يدفن في دول العالم الثالث.. وهناك دراسات تشير الى أن المخلفات الصناعية الخطرة تشكل ما بين 20% و30% من اجمالي المخلفات في العالم وهي تتزايد بنسبة 3% سنويا، الأمر الذي يجعل مشكلة دفنها مشكلة متنامية بدورها.. وتتعدد أنواع النفايات الموجودة في العالم ما بين نفايات غازية وسائلة وصلبة وتنقسم الى نفايات سامة أو خطرة ونفايات نووية، والنفايات السامة تنتج عن مخلفات المصانع الكيميائية والمعدنية والاليكترونية وكافة البقايا الصناعية السامة التي يصعب تدميرها أو احراقها.. وتمثل هذه النفايات خطرا شديدا على صحة الانسان والبيئة وتعتبر أخطر هذه النفايات ما يتصل ببقايا الزئبق والفاناديوم والانتيمون وغيرها. افريقيا مقبرة النفايات الأوروبية من الثابت أن دول العالم الثالث والدول الافريقية على وجه الخصوص تعد مزبلة للعالم للتخلص من النفايات النووية والضارة، وقد قدرت بعض المصادر في منتصف عام 1993 كعدد اجمالي 44 دولة تفتح أراضيها كمقابر لتلك النفايات السامة ولقد ظلت قارة آسيا على سبيل المثال كنموذج لدول العالم الثالث لسنوات طويلة مستودعا لنفايات الدول الصناعية الكبرى، وحسب تقرير دولي فقد تم دفن 6 ملايين طن في 11 دولة آسيوية خلال 4 سنوات فقط. وأكد مسئولون في برنامج حماية البيئة التابع للأمم المتحدة في نيروبي أن 12 بلدا افريقيا قد وقعت عقودا أو أنها قيد التفاوض حول عقود، أو أنها تلقت عروضا لقبول دفن نفايات البلدان الصناعية في أراضيها. ومن الدول التي أثارت ضجة كبيرة حول دفن النفايات السامة بأراضيها نيجيريا حيث تم اكتشاف صفقة ضخمة لدفن النفايات بها قدرها البعض بحوالي 4 آلاف طن بها مخلفات اشعاعية تم عقدها في 11/6/1988 بين شركة ايطالية وتورط فيها بعض المسئولين الحكوميين وقد أحدثت هذه الصفقة مشكلة دبلوماسية بين كل من نيجيريا وأيطاليا انتهت بخروج إحدى السفن الايطالية بطاقتها وعلى متنها 2270 طنا من بين 3800 طن من النفايات السامة التي أتت بها وذلك من ميناء لاجوس في أوائل أغسطس 1998 على أن يتم اعادة بقية النفايات فيما بعد وإن كان المسئولون في نيجريا قد أبدوا تخوفهم من عودة النفايات مرة أخرى وخصوصا أن تلك السفينة قد استمرت تجوب الموانئ التي كانت ترفض استقبالها وفضلا عن ذلك تم اكتشاف عملية جديدة لدفن حوالي ألف طن من النفايات السامة قام بها الاتحاد السوفيتي السابق في ذلك الوقت في أحد مصانع الحديد والصلب في نيجيريا وقد مات بعد ذلك صاحب الأرض النيجيري وغيره في الأماكن التي دفنت بها النفايات عام 1989. في نفس الوقت، فقد تسربت الشائعات من غرب افريقيا في أوائل مايو 1988 عن وصول شحنات غامضة من مواد غير معروفة سرا الى بعض موانئ افريقيا الصغيرة وتسرب أول تقرير من غينيا يقول أن هذه المواد تسببت في قتل الأشجار في جزر دواوس على الساحل الغيني بالقرب من العاصمة كوناكري، ثم بدأت الحقيقة تتضح تدريجيا حيث تبين أن 15 طنا من المواد الضارة قد تم جلبها من مصانع فيلادلفيا الى بعض دول افريقيا وقد ألقت السلطات في غينيا القبض على اثنين من كبار المسئولين في وزارة التجارة و10 موظفين آخرين كما تعرض قنصل النرويح للاتهام بقيامه بتزوير وثائق مكنته من تهريب الشحنة حيث تبين أن بعض السفن التي حملت النفايات النووية تمتلكها النرويج. وبدأت تتكشف الحقائق بالتدريج، حيث تم التمكن من ادخال النفايات الى ميناء كاسا بالقرب من العاصمة كوناكري على اساس أنها مواد خام لصناعة الطوب، مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين غينيا والنرويج.
https://www.albayan.ae/one-world/2001-07-18-1.1175244



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


قضية دفن النفايات النووية والخطرة في أفريقيا
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33325
المؤلفون
18459
الناشرون
1828
الأخبار
10187

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة