سنة النشر :
2019
عدد الصفحات :
69
السلسلة :
محاضرات الإمارات ، 228
ردمك ISBN 9789948369790
تقييم الكتاب
جاءت الشريعة الإسلامية لتحقق غايات فاضلة، تهدف إلى إشاعة الأمن والسلام في حياة الناس؛ أمناً في أرزاقهم وعلى أرواحهم ومعتقداتهم، وفي أموالهم وأعراضهم وعقولهم، وضبطت الشريعة التداخل بين حريات أفراد الجماعة، بحيث لا تتضارب مصالحهم فتصير حياة المجتمع فوضى.
وقد أمر القرآن الكريم بمجادلة المخالفين بالحسنى والحكمة العقلية؛ أي المنطق؛ ما يلزمنا بوجوب احترام الآخر، وتقدير إنسانيته، ومناقشة فكره وعقيدته على أساس من التسامح والرحمة والرفق، وإن نور الإسلام لا يُظهره إلا من آمنوا بشريعته وطبقوها في حياتهم، وعاشوا بقيم الرحمة والتسامح والاحترام والتعاون والاتحاد والصدق والسلام، التي تُظهر جمال الشريعة، وتُترجم التصورات العقائدية والأخلاقية.
والقيم الدافعة هي التي يحتاج كل مجتمع إلى أن يلتزم بها؛ كي يَصْلُحَ أفرادُه ومجموعُهُ للتعايش والتواصل الحضاري والإنساني مع باقي المجتمعات الإنسانية، ومن شأن من يتبناها أن يرقى بالمجتمع ويطوره.
وللتسامح، كقيمة دافعة، صور عديدة، تحققت في الشريعة الإسلامية كافة؛ فهناك تسامح داخل الأسرة، وبين البائع والمشتري والمتعاملين، وكذلك تسامح القائد مع جنوده، وتسامح المحارب المنتصر مع عدوه.
وقدم النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، النموذج في التسامح والعفو؛ حينما أَمَّنَ أهلَ مكةَ بعد أن فتحها عزيزاً منتصراً قوياً، وسامحهم على ظلمهم له وبغيهم على أصحابه، وقال لهم: “اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ”.
وقد حضت الشريعة الإسلامية على العفو والتسامح في مواقف عدة، من أشدها القتل؛ فجوزت لأولياء الدم العفو وقبول الدية، ودعا عليه الصلاة والسلام، في حجة الوداع، إلى التسامح والعفو والأخوّة؛ فأهدر دماء الجاهلية، بمعنى أنه أمر أولياء من مات في الجاهلية أو في حروبها أن يتسامح مع إخوانه، ولا يطلب الانتقام .
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك