سنة النشر :
2019
عدد الصفحات :
393
ردمك ISBN 9789948381914
تقييم الكتاب
تحاول الصين تجاوز قرن من الخيبات، بالسعي إلى تحقيق حلمها الآسيوي في بناء إمبراطورية على طريق الحرير الجديد، وتحويل قوتها الاقتصادية إلى قوة جيوسياسية مؤثرة، تهيمن بداية على محيطها الآسيوي، ثم تمتد أبعد من ذلك. يحاول الكاتب في هذا العمل أن يقدم وجهة نظر عميقة من منظور جديد على واحد من أهم الأسئلة في عصرنا: ماذا يعني صعود الصين لمستقبل آسيا والعالم؟ وثم السؤال الذي يطرحه المراقبون: هل يمكن أن تدير الصين ظهرها لأزماتها الداخلية عبر التوجه نحو الخارج؟
قال الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابارت (1769 - 1821) ذات مرة عن الصين، «إن هذا البلد كأسد نائم. اتركوه نائماً، لأنه عندما يستيقظ سوف يهز العالم». وفي عام 2014، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الأسد قد استيقظ في الواقع، و«الحلم الآسيوي للصين» أصبح شعاره الأبرز. وتحت قيادة شي جين بينغ سعت الصين إلى انتهاج سياسة خارجية طموحة على نحو متزايد بهدف استعادة الوضع التاريخي لها كقوة مهيمنة في آسيا.
كان الصحفي توم ميلر على أرض الواقع في آسيا يراقب ويشاهد كيف أن هذا الأمر بدأ يتكشف على مدى أكثر من عقد، وقدم ملاحظاته ومشاهداته في هذا العمل بشكل تحليلي ونقدي عميق في كيفية نمو الصين وقوتها الصاعدة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي في الساحة الآسيوية والعالمية أيضاً، خاصة أنه يرأس تحرير مجلة فصلية عن الصين، وكان مراسل بكين السابق لصحيفة «ساوث جاينا» و«مورنينج بوست». وله كتاب آخر مهم بعنوان «المليار المتحضر في الصين: قصة الهجرة الأكبر في تاريخ البشرية» وطبعه عام 2012 في دار «زد بوكس».
يبين ميلر كيف أن الصين بدءاً من حوض نهر ميكونغ (أطول سابع نهر في آسيا) إلى سهوب آسيا الوسطى، تغري جيرانها بوعود بناء الطرق الجديدة والسكك الحديدية وتشييد السدود، وإقامة شبكات الكهرباء. فضلاً عن أن التجارة والاستثمار الصينيين يقدمان فرصاً هائلة لهذه الدول، وقدرتها على بناء البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها، يمكن أن تساعد على تطوير بعض من أفقر البلدان في العالم. ويهدد صعود الصين أيضاً باستغلال ضعف جيرانها وجعلهم يعتمدون كلياً على الموارد الصينية.
في فيتنام وميانمار، كما يوضح ميلر، هناك استياء من زحف الصين الكبير الذي أدى في الحقيقة إلى خروج احتجاجات مناهضة للصين، والعديد من البلدان في المنطقة الآسيوية تسعى لخلق حالة من التوازن في وجه النفوذ الصيني، من خلال اللجوء إلى الولايات المتحدة أو اليابان.
يأتي هذا العمل الصادر حديثاً في 256 صفحة من القطع المتوسط عن دار «زِد بوكس» البريطانية باللغة الإنجليزية. وبعد المقدمة يأتي في ستة أقسام هي: أولاً: حزام واحد، طريق واحد: تمويل طريق الحرير الجديد، ويتضمن الفصول التالية: مبادرة الحزام والطريق، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وسباق التسلح في آسيا. ثانياً: الزحف غرباً: اقتصادات الطاقة في آسيا الوسطى، ويشمل الفصول: شينجيانغ، وآسيا الوسطى، وروسيا. ثالثاً: في حرارة الشمس: النهوض من أسفل نهر ميكونغ، ويحتوي على الفصلين التاليين: لاوس، وكمبوديا. أما القسم الرابع فهو بعنوان: كاليفورنيا تحلم (عنوان أغنية شهيرة غناها باري مكوير وأصبحت شعاراً لكاليفورنيا): كيف «فقدت» الصين ميانمار، ويحتوي على: البوابة إلى خليج البنغال، والقسم الخامس بعنوان: سلسلة من اللآلئ: الخوف والبغض في المحيط الهندي، ويضم: المحيط الهندي، وباكستان، والهند، وسيريلانكا. والقسم السادس بعنوان: المياه النارية: وضع خريطة لبحر الصين الجنوبي، ويتضمن: فيتنام. وينهي الكاتب عمله بخاتمة.
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/1bae9c0d-5ddc-4c99-893b-6b509e4a3fe4
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك