أوديب ملكاً


تأليف :

المترجم :

الناشر : الشارقة : كلمات للنشر والتوزيع ، روايات

سنة النشر : 2019

عدد الصفحات : 254

ردمك ISBN 9789948247609

الوسوم - أدب مترجم - مسرحية

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


صدر ضمن مبادرة 1001 عنوان .
هو في الأصل سيناريو فيلم، كتب من أجل تحويل تلك الأيقونة المسرحية الخالدة «أوديب ملكاً»، إلى عمل سينمائي من خلال 48 مشهداً، ويضاف إلى تلك القطعة المسرحية المؤثرات والأدوات السينمائية، ليزيدها ذلك البعد ألقاً ويعزز من حضورها القوي.
صدر الكتاب في نسخته العربية عن دار روايات إحدى شركات مجموعة «كلمات»، في طبعته الأولى عام 2019، بترجمة: أمين صالح، وبالطبع فإن باسوليني، كشاعر وكاتب يغذي السيناريو بالعديد من أفكاره ويسقطها على الحاضر المعاصر، وتضع دار نشر مجموعة كلمات مقطعاًَ من الكتاب يوضح فكرته للقراء، ونقرأ منه: «نحن في إيطاليا الفاشيّة ما قبل الحرب، حيث يُنجب زوجان شابّان طفلًا يشعُر الأب بالغيرة نحوه، وفجأة ينتقل المشهد إلى العصور القديمة حيث يُحمَل الطّفل إيّاه مربوطاً كي يُقتل في البَر. لكنّه يُنقَذ، ويُطلَق عليه اسم أوديب، ويُعنى به ملك وملكة كورنثه كابنٍ لهما. ويوماً ما يُخبَر أوديب بنبوءة عجيبة: لقد قُدّرَ له أن يقتلَ أباه ويتزوّج أمه. مرتعباً من ذلك، يهاجر من كورنثه ظنّاً منه أنّه يهرب من والديه الحقيقيّين».
نقلة
ولعل القارئ يلاحظ ذلك الإبداع الاستهلالي للكتاب أو سيناريو الفيلم، وذلك من خلال الانطلاق في الأصل من تفاصيل مشهد حقيقي حدث في إيطاليا في العصر الحديث قبل الحرب العالمية، حيث كانت البلاد في ذلك الوقت تملك صفة الدولة الفاشية الحليفة للنظام النازي الألماني، والمشهد البسيط المتمثل في وجود أم في مستشفى الولادة إلى جانب طفلها المولود حديثاً، ومعهما الأب، الذي يشعر بمشاعر الغيرة تجاه ذلك الضيف الجديد، حيث أحس أن هذا المولود سيشاركه حبيبته «زوجته»، وربما يستولي على قلبها تماماً فتصيبه الحسرة، وهو الأمر الذي يشير إلى الحب الشديد الذي يكنه ذلك الأب لزوجته، ثم يستعيد المؤلف قصة «أوديب ملكاً»، حكاية الغيرة الكبيرة بين الأب والابن، ويتعمق الكاتب في ذلك الموضوع بكل زخمه، عبر تلك النقلة الجبارة بين الحاضر والماضي، بقوة الالتقاط وبراعة الربط.
خلفية
«أوديب ملكاً»، أو «الملك أوديب»، أو «أوديب الطاغية»، بحسب العنوان اليوناني القديم، هي تراجيديا إغريقية أثينية قديمة كتبها سوفوكليس، الذي يعد أحد أعظم ثلاثة كتاب في مجال التراجيديا الإغريقية، إلى جانب إسخيلوس ويوربيديس، وجرى تمثيلها لأول مرة نحو 429 ق.م. أصبح أوديب ملك «ثيفا»، عند بداية المسرحية، والذي سيحقق نبوءة قتل والده لايوس «الملك السابق»، والزواج من زوجته جوكاستا، وتدور أحداث المسرحية حول بحث أوديب عن قاتل والده لايوس لوضع حد للطاعون الذي يفتك بثيفا، دون أن يعلم أن القاتل الذي يبحث عنه هو نفسه، يكتشف أوديب الحقيقة عند نهاية المسرحية فتنتحر جوكاستا شنقاً ويقوم أوديب مروعاً من قتله لأبيه باقتلاع عينيه في أسى، وتلك العوالم هي التي تشكل قوام سيناريو وكتاب باسوليني، حيث يعد محاولة من الكاتب لتصوير –سينمائيّاً– المسرحية التي كتبها سوفوكليس وجرى تمثيلها قبل الميلاد بأكثر من أربعمئة عام لأسطورة أوديب في الميثولوجيا الإغريقيّة.
أثر
وظفت المسرحية من قبل العديد من المفكرين والفلاسفة الكبار، أمثال هيجل وكارل ماركس ونيتشه، وغيرهم، وفي العصر الحديث هناك دولوز وفوكو، إذ استخدموها جميعاً في تكوين مفاهيم ونظرات جديدة إلى الوجود، وكذلك تأثر بها علماء النفس وعلى رأسهم فرويد، الذي غاص بعمق أكبر في جوانب هذا العمل المسرحي التراجيدي، وقام بتفسيرها وتحليلها واستخرج منها نظرية كاملة، وما يفعله باسوليني، في هذا الكتاب هو محاولة مناقشة وتناول التفسير الفرويدي الشائع المسمى ب «عقدة أوديب»، بل ويتحداه ويغالطه، إلى جانب سعيه كما يقول إلى «إعادة الحياة إلى السينما الخالية من الألوان».
جمالية ودعابة
وعلى الرغم من أن أجواء المأساة والتراجيديا هي المسيطرة على العمل المسرحي «أوديب ملكاً»، إلا أن باسوليني، يشير في الكتاب إلى أنه قد تصدى لصنع سيناريو تغمره الجمالية والدعابة والعمل على اقتناص لحظات نموذجية في حياة أوديب، تلك التي ازدادت قيمة أو جمالاً بعد موت البطل، حيث قام باسوليني بتركيب «الكادرات»، بطريقة أكثر سينمائية مما هو معتاد أو مألوف، وذلك من أجل الحصول على «تكوينات جميلة»، ويوضح الكاتب تلك المسألة بالقول: إنه لا يرغب في إعادة تراجيديا «أوديب»، إلى الحياة، بذلك الثقل المأساوي الساحق تماماً، غير أنه يلفت إلى أن عامل المأساة، على كل حال، سيكون موجوداً، ولكن ستقاسمه في هذا الوجود «الدعابة والجمال».
كما يشير باسوليني، في الكتاب، إلى سبب آخر في كتابة السيناريو وتصوير الفيلم ب«جمالية ودعابة»، هو أنه لم يعد مهتماً كثيراً ببحوث فرويد وماركس، كما أنه أصبح غير منهمك على الإطلاق في المستنقع الأكاديمي الذي حول أوديب إلى سارية تنصبها النظريات الفرويدية والماركسية، والتي يشد إليها أوديب ويجلد، إلا أنه ورغم عدم الاهتمام الذي يعلنه، يعطي نقاطاً أعلى لمصلحة فرويد أكثر من ماركس في تفسير شخصية «أوديب».
مشهد
ويعمق الكتاب من مشهد مولد الطفل، وما يدور في أعماق الأب من أفكار وحيرة، ونقرأ في الكتاب: «صوت الأب الداخلي: ها هو هنا، الطفل الذي سوف يحتل مكانك في العالم شيئاً فشيئاً. أجل، سوف يطردك بعيداً ويستولي على مكانك الشرعي. سوف يقتلك. إن أول ما سوف يسلبه منك هو زوجتك الحلوة العذبة التي كنت تظن أنها تعيش لأجلك وحدك، في حين أن ثمة حباً عميقاً بين هذا الند وبينها... وأنت تدرك أنها تخونك. ومن خلال حبه لأمه سوف يقتل هذا المخلوق أباه، ولن تقدر أن تفعل شيئاً إزاء ذلك... ».
https://www.alkhaleej.ae/2024-08-25/%D8%A3%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%8B-%D8%AA%D8%AE%D9%81%D9%8A%D9%81-%D8%AB%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


أوديب ملكاً

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37140
المؤلفون
20397
الناشرون
1948
الأخبار
10954

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة