سنة النشر :
2020
عدد الصفحات :
206
ردمك ISBN 9789948251804
تقييم الكتاب
رواية اجتماعية تربوية مؤثرة بعنوان «رحلتَ.. وما زلتَ هنا» للكاتبة المهندسة أسماء محمد الحوسني، جاءت مقدمتها لمحة مكثفة تعبر بصورة شعرية عن أحداث الرواية باختلاف فصولها المحزنة والسارة. وبطلة الرواية نجود تعود إلى أبوظبي من بريطانيا مع ابنتها سلامة، بعد غياب ست سنوات. ويبدأ الفصل الأول بتاريخ السابع من أكتوبر لعام 2011. وتفاجأ نجود بأن حماتها آمنة لم تكن حاضرة لاستقبالهما كما وعدت. وسلامة، وهي طفلة ذكية مرحة، تسأل أمها عن سبب تأخر جدتها فتخبرها بأن زحمة المواصلات قد تكون السبب. وبعد قليل من الانتظار في مطعم المطار، تفاجأ نجود بحضور زيد، لأن أمه مصابة بالزكام. وكان اللقاء بين زيد ونجود جافاً وبارداً، من دون أن يعرف القارئ السبب، ولكن سلامة ترتاح إليه لأنه يشبه والدها بدراً.
ونتابع أحداث الرواية لنكتشف أن كلمة «الرحيل» في العنوان تشير إلى أن نجود فقدت زوجها بدراً، بإصابة قلبية بسبب فرط التدخين وعدم الالتزام بإرشادات الطبيب. ونجود التي تحلم بأن تعيش مع ابنتها بعيداً عن العائلة، تفاجأ بأن بدراً ترك وصية بأن يتولى أخوه زيد الإشراف على رعاية سلامة وأمها، رغم نفورها منه. ويتبين لنا بعد ذلك أن سبب النفور بينهما هو أن نجود كانت مخطوبة لزيد، ولكنها فسخت الخطبة بسبب غيابه الطويل في تنزانيا، وتزوجت أخاه بدراً، كما أن نجود كانت سبباً في تشتت العائلة، لأن بدراً اختار أن يعمل في منطقة أخرى بعيداً عن أمه وأخيه. وتكتشف نجود أن سبب غياب زيد في تنزانيا كان إشرافه الناجح على بناء سد، بعد مصرع ابن عمه في حادث هناك.
وهذا العمل الروائي مكتوب بحرفية عالية ومهارة سردية متقنة تجعل القارئ متشوقاً لاكتشاف الكثير من الأشياء التي قد تبدو له غامضة في البداية. وذلك أن زيداً هو الآمر الناهي في كل شيء، من دون أن يفسر لها سبب تصرفه. وتبدأ المشاكل بينهما من المطار إذ يأخذ سلامة وأمها إلى بيته حيث جاء بأمه أيضاً لتكون معهما، وقد اشترى لأرملة أخيه بيتاً من دون أن يأخذ رأيها في ذلك. ولكن البيت يعجبها كثيراً، وتعرف أن خطيبته بشرى هي التي اختارته وأشرفت على نوع مفروشاته. وأكثر من ذلك أن زيداً يحضر مربية لابنة أخيه، إضافة إلى خادمة كانت عندهم منذ أيام الطفولة.
وتبدأ نجود بتغيير سلوكها من النفور والمشاكسة إلى التفاهم والرضا مع جميع أفراد العائلة، عندما تتعرف إلى عائلة عادل والد بشرى خطيبة زيد وتحضر عرسهما، وتعتبر عادل في مقام والدها، خاصة بعد أن يدعوها على الغداء في أحد المطاعم الراقية ويتحدثان طويلاً في شؤون شركته، ويكتشف أنها خبيرة في شؤون العمل ويمكن الاستفادة من خبرتها، وهي تريد أن تعمل وتعتمد على نفسها. وجاء الختام ليضم أفراد العائلة ويعيد أجواء التفاهم والألفة والمحبة، حين تقع سلامة عن الشجرة وتصاب بجروح نازفة، وفي المستـشفى تحتاج إلى دم (O) وهي زمرة دم عمها الذي ينقذها. وتنتهي الرواية وقد اتضح كل غموض وزالت مشاعر النفور والجفاء من القلوب.
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/4418569/-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D9%84%D8%AA-%D9%87%D9%86%D8%A7----%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%82%D9%86%D8%A9
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك