سنة النشر :
2020
عدد الصفحات :
407
السلسلة :
كتاب المسبار ، 161
ردمك ISBN 9789948348405
تقييم الكتاب
تناول الكتاب تأثيرات الجائحة في المجتمعات والأفراد والدول؛ في تخصصات متعددة، تضمنت علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة، والسياسة والاقتصاد، مقيِّماً الأفكار الانفعالية التي اجتاحت بعض المفكرين المتشائمين والمتفائلين -على حدٍ سواء- تجاه التغيرات التي فرضها الفيروس، ومتعمِّقاً في إظهار آليات الفهم والتنظيرات الجديدة.
بدأ الكتاب عبر باب الاجتماع، فسبرت دراساته تداعيات «الصدمة» في المجتمعات، التي أفاقت على موجة من «اللايقين» هددت مسلّماتها المسبّقة. دفعت «المفاجأة» باحثين إلى خلاصات مستعجلة، تتضمّن أفكاراً عن عدم استدامة استقرار شبكة الصلات المعقّدة التي تشدّ أواصر «المجتمع العادي». أدّى تغيّر أنماط الحركة الانسيابية اليومية المنظمة للأعمال والمدارس والسفر والترفيه والتجمّعات الصغيرة للأصدقاء، إلى توابع اجتماعية، عصيّة على الرصد، حتى لكأنها قائمة على حقل ألغام جاهز للانفجار. فظهرت أمراض اجتماعية على رأسها «العنف الأسري» من جهة، وبرزت واجهات للأمل تتحدى الجائحة بابتكار الطرق الجديدة للتعليم والتعلّم، ولو بشكلٍ مؤقت، من جهة أخرى.
اهتم الكتاب بـ«سيكولوجية الوباء» ومسارات التعافي النفسي، دون أن يخرج بخلاصات أو نتائج نهائية، «فلا بدّ أن يكون قدر كبير مما نقوله عن أزمة فيروس كورونا انطباعياً بطبيعته، فلدينا -على الأرجح- فرضيات أكثر مما لدينا من حقائق دامغة. لكن ثمة مجالات مختلفة من البحث النفسي يمكن أن تقول لنا شيئاً مفيداً عن جوانب الفيروس وطريقة تعاملنا معه».
يؤثر الفيروس المُستَجِدّ (كوفيد -19) في السلوك الفردي والجماعي من الناحيتين الاجتماعية والسلوكية. ظهرت أنماط من العادات الجديدة التي لم تعتد عليها المجتمعات بهذا الزخم، فغدت النظافة الجسدية الشخصية ووضع الكمامة على الوجه، شأناً سياسياً واجتماعياً عاماً. أجاب الكتاب عن تساؤل عريض: هل تتحول الممارسات الشخصية الطبية الجديدة التي فرضتها الجائحة إلى سلوكيات اعتيادية عمومية؟
تعليمياً، أفرد الكتاب شهادة لتحديات التعلم عن بعد في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تحديد عقبات وإنجازات التعلم عن بعد عند جميع أطراف العملية التعليمية في الدولة، التي تضم الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، والتي تنوّعت بين تقنيّة ونفسيّة ومهاراتيّة.
تضمن الكتاب ثلاث قراءات فلسفية للأزمة الصحية وطرائق فهمها والاستجابة النفسية والفكرية لها. أخذت الدراسات بالاعتبار تفاعل دواخل الإنسان وفضاءاته العامة والمشتركة، مع الجائحة، ومحاولة تفسيره لها، وفلسفة انفعاله معها، فشرحت دراسةٌ مفهوم العزلة الذي ولده الحجر المنزلي، نتيجة الإجراءات الاحترازية المفروضة، وحفرت في تنسيبها للخطاب الفلسفي المعاصر، متتبعةً آراء الفلاسفة والمفكرين المعاصرين. حاولت دراسةٌ ثانية تتبع علاقة الأزمة بصعود القومية بشكلٍ مضطرد مع انتشار الفيروس؛ وما حملته من دعوات إقصائية للآخر، كما رصدت الدعوات إلى التسامح والانفتاح في زمن انكماش القوميات، من صلوات جماعية وتقارب إنساني، دفعت إليه وحدة التحديات. سعت القراءة الثالثة إلى اجتراح مقاربة فلسفية متفائلة، بعد أن اكتسح التشاؤم بعض المفكرين، فتعددت أشكاله وتعبيراته، لكن قوة الإرادة المرتبطة بالإبداع العلمي والتكنولوجي والطبي، ترفع منسوب تفاؤل العقل البشري في تجاوز الأزمات المؤلمة.
طرحت الدراسات في شقها السياسي، الجدل الفكري الأوروبي المثار حول مجال الأمن الحيوي وحالة الاستثناء (الطوارئ) المعلنة في أكثر من دولة أوروبية، وعلاقة ذلك بتعطل الحياة الديمقراطية. أما على مستوى العلاقات الدولية، فتطرقت الدراسات إلى آثار الجائحة على النظام الدولي، وجمَعَت ردود الأفعال، بالتركيز على مسار العلاقات بين الصين وأمريكا، وتضمّنت نقاشات «تشكُّل النظام العالمي» المكررة، سواء المذهولة بالمؤامرة، أو المفتونة بالتبشير بنهاية عصر «القطب الواحد».
https://www.almesbar.net/%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B3%D9%8E%D8%AA%D9%8E%D8%AC%D9%8E%D8%AF%D9%91-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك