سنة النشر :
2021
عدد الصفحات :
356
ردمك ISBN 9789948449201
الوسوم
-
أدب
تقييم الكتاب
مجموعة قصصية تضم المجموعة 25 قصة . وهذه المجموعة تؤكد أن القصة القصيرة ما زالت بخير ولها حضورها المفيد. ومن صورة كورونا على الغلاف، وهي تشبه قنفذاً مسلحاً بأشواك سامة، يشعر القارئ بشيء من الحذر والرهبة، لكنه حين يدخل في عالم الكاتب الفسيح ورسالته الإنسانية، يشعر بالراحة والاطمئنان، ويتأكد أن الأدب الصادق علاج لكثير من هموم الحياة ومشاكلها وآلامها.
ربما كان من الصعب الإحاطة بهذا العدد الكبير من القصص، وكل واحدة منها تستحق وقفة خاصة وتأملاً عميقاً لما فيها من دروس وعبر. ويلاحظ القارئ أن العلاقات الإنسانية والأجواء العائلية محكومة باللطف والمعاملة الودية الحميمة بين معظم الشخوص، وحالات المرض هي الصفات الغالبة على ما يدور في أجواء المقاهي والبيوت والمشافي من أحاديث وتأملات لا تخلو من خوف، لكنه خوف إنساني مشروع. ومعظم القصص بأسلوبها الأدبي السلس، والمعبر عن واقع إنساني يواجه أزمة عالمية كبرى، تؤكد على أهمية الإجراءات الاحترازية وضرورة الالتزام بها، دون أي تهاون أو استهتار.
ومنذ القصة الأولى «عمر.. والسمكة الكبيرة» يكتشف القارئ أن الحياة مليئة بالأخطار المحتملة التي لا بد من تحديها ومواجهتها بصبر لتأمين وسيلة العيش، وليست الجائحة أكثر من حالة عابرة في حساب الزمن. مفتاح، بطل القصة، يتوجه إلى البحر في يوم عاصف، رغم اعتراض زوجته وخوفها عليه. ومن السطور الأولى، يتعاطف القارئ مع الزوجة المحبة «عتيقة» ويدرك أنها مصيبة في مخاوفها، ونقرأ: «عندما حمل عدة الصيد ووضعها على ظهره دمعت عينا عتيقة وتلعثمت وهي تودع زوجها...». وعندما تساءل الصغير عمر عن أبيه، أخبرته أنه «ذهب للصيد ليجلب لك سمكة كبيرة»، لكن القصة تنتهي بالفاجعة رغم أن «مفتاح لم يعترف في يوم بضعفه أمام البحر، وكان دائماً يردد بأنه والبحر صديقان قديمان».
ونتابع سيرة هذه الأسرة المنكوبة، ونشعر أنها أسرتنا: «مرت سنة على غياب مفتاح، وأصبح عمر يعي ما حدث». وتكافح الأم بصبر عجيب في تنشئة ولدها وكانت تقول له: «أبوك يا حبيبي لم يمت، فهو حاضر في زوايا البيت». والتحق باكراً بالعمل في وزارة الثقافة، وهو يتميز بالكتابة ونبغ في مجال الشعر الشعبي، وكان يمضي العطلة الأسبوعية مع أمه في القرية، لكن الجائحة حرمته حتى من وداعها، ولا عزاء إلا الذكريات وهو يدخل غرفتها ويتأمل أشياءها: المرآة، السرير، وصورة لوالديه وفي يد الأم فنجان قهوة تقدمه لأبيه. و«دموع الفخر» من أجمل قصص المجموعة، حيث يستعيد عبد الله صورة «شاحنات ضخمة، وطائرات عملاقة، ومعدات وأدوية طبية تلف أرجاء العالم، تحمل في طياتها صورة هلال إماراتي. ويطفئ عبد الله التلفاز، وقلبه عامر بالفرح، ويقول: شكراً لك يا زايد، لقد علمتنا كيف نحب، وكيف نداوي جروح الآخرين بالصدق .
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/4206605/-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9----%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A2%D8%AE%D9%8A
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك