التنوع الثقافي : دراسة سوسيو نصية في الرواية الإماراتية


تأليف :

الناشر : دبي : قهوة للنشر

سنة النشر : 2021

عدد الصفحات : 334

ردمك ISBN 9781913970666

الوسوم - أدب - ثقافة - رواية

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


[ أصل الكتاب أطروحة دكتوراة " التنوع الثقافي وتجلياته في السرد الإماراتي - الرواية نموذجاً ]
ارتكزت فاطمة المعمري في دراستها على الإجابة عن أربعة أسئلة رئيسة للوصول إلى بغيتها، وهي: كيف كان هذا التنوع الثقافي؟ وما هو الدور الذي أداه؟ وهل كان له أثر إيجابي في تطور مسيرة المجتمع؟ ثم كيف عكست الرواية الإماراتية هذا التنوع، وكيف صاغ الروائيون الإماراتيون وجهات نظرهم حول التنوع الثقافي في رواياتهم؟ ولعل المفتاح الذي اتخذته المعمري سبيلاً إلى الإجابة عن أسئلتها السابقة، هو دراسة الحياة الاجتماعية التي عاشها المجتمع الإماراتي، وارتباطها بأسئلة فرعية أخرى خاصة بالشق الروائي، الذي جعلته أنموذجاً عن السرد بأشكاله وأجناسه الأدبية المختلفة، وذلك من خلال البحث النقدي في ست عشرة رواية إماراتية، منها المرتبط بفترة الإمارات ببيئاتها الجبلية والبحرية والصحراوية قبل قيام الاتحاد، ومنها ما كتب مع بداية قيامه، وصولاً إلى الروايات التي تناولت المدينة الحديثة بعد قيام الاتحاد.

الثقافة والتواصل
مهدت المعمري بحديث أكاديمي مفصل عن مفهوم الثقافة والسرد الإماراتي، ومنه يتضح أن الثقافة ليست إلا طريقة التواصل بين البشر، من خلال ردود أفعالهم تجاه معطيات الحياة، ووسيلة تواصلهم من لغة وإشارة وأفعال، وتقول المعمري: «وتأتي الرواية الإماراتية ضمن هذا السياق فقد استلهمت قضاياها من بيئتها التي تحيطها، كما شكلت البيئة الوعاء الحاضن لأحداث الرواية»، ثم انطلقت إلى تعريف المجتمع ومسألة الاجتماع الإنساني في الفصل الأول، واستطاعت أن تؤكد فيه استحالة أن يحيا الفرد بمعزل عن المجتمع، وأن لكل مجتمع ثقافته التي تنبع من بيئته، وأن اللغة التواصلية هي العماد الذي يشكل البناء الثقافي للمجتمع، مؤكدة أن البيئة تدفع قاطنها إلى اختيار الصورة التي يطل منها على الآخر، وتمثل خصوصيته. ولذا تقول: «تأتي بناء على ذلك البنية الاجتماعية الإماراتية حيث تجمع الأفراد حول المياه في الصحارى، ليشكلوا قبائلهم ومجتمعاتهم الصغيرة، وعلى ساحل البحر تجمع مجتمع باحثاً عن حياة آمنة، وفي المناطق الجبلية تجمع مجتمع آخر، وبالتالي نجد أن لكل بنية من هذه المجتمعات معطيات مختلفة عن سواها، تمسّك فيها الأفراد بالحياة عن طريق الاستفادة مما تجود به بيئتهم، فاختلفت مهنهم واختلفت حياتهم الاجتماعية، واختلفت مساكنهم وعاداتهم بناء على ما جادت به البنية المدنية، حيث أثرت الدولة الحديثة في إنشاء ثقافة أخرى أيضاً. أما البنية الاجتماعية فقد واكبت التطور، وتحول المجتمع التقليدي إلى مجتمع مدني متطور».

الانفتاح على الآخر
أما الفصل الثاني، فقد دار حول مصادر نشأة الثقافات وخصوصية الثقافة الإماراتية، وفيه استخلصت أن المجتمع الإماراتي مجتمع منفتح على الآخر منذ القدم، إلا أن هذا الانفتاح تجلى أكثر في العصر الحديث، وأن ثلاثة روافد أثرت في ثقافته المنفتحة، هي دينه وطبيعته الصحراوية والساحلية والجبلية، والاتصال الحضاري الممتد من قديم الزمان، والذي يتضمن التأثر بالمجتمعات الأخرى.
وفي الفصل الثالث، تناولت المعمري صورة المجتمع البدوي والحضري، وأكدت فيه أن منظومتين رئيستين شكلتا التنوع الثقافي في الإمارات، هما المنظومة البدوية والمنظومة الريفية، وشكلت مفردات البيئتين صورة التنوع التي تتماهى فيها ألوان الثقافة المجتمعية، بالإضافة إلى أن تلاقي البيئتين في موسمي القيظ والغوص، أدى إلى التشابه في العديد من العادات والتقاليد، كما كان للعوامل المشتركة الأخرى كالدين والموروث الشعبي بتفاصيله المختلفة تأثير جلي، بالإضافة إلى أن التنوع العمراني من خيام الشعر والصوف وبيوت السعف والطين والجص كان له دور مهم كذلك في التنوع الثقافي بصفة عامة.
وتناولت المعمري في الفصل الرابع صورة أخرى، هي صورة المجتمع التقليدي والمجتمع المدني، وفيه وصفت بدقة كيف تحول المجتمع التقليدي إلى مجتمع مدني، وكيف انتقلت الحياة من ضيق وحدتها البيئية إلى رحابة الانفتاح على العالم، وما صاحب ذلك من تغيرات عدة في الشكل والمضمون الاجتماعي بكل محتوياته.

الحرمان والرفاه
أما الفصل الخامس والأخير، فقد ركزت فيه على ثنائية الحرمان والرفاه، وتعني بها تلك الحالة التي تعكسها البيئة وما طرأ عليها من تجديد على المستقبلات النفسية لكلا النقيضين، الماضي بما يحمله من مشقة وعناء وحرمان في الأغلب والحاضر الذي تعددت فيه سبل الرفاهية ومصادر الكسب، وهل انعكست تلك الحالة وذلك الصراع على الكاتب نفسه، فقدّم لنا صورة حقيقية لأثر تلك الثنائية على التنوع الثقافي في الحقب الثلاث التي عبرت عنها الروايات الست عشرة، وبعض النصوص المقتضبة الروائية الأخرى التي شملتها دراستها؟

السرد وتوثيق الثقافة
أكدت الدكتورة المعمري أن الكاتب ابن بيئته، وأن أهمية السرد النصي تكمن في توثيقه لثقافة المجتمعات، والرواية الإماراتية جسّدت ذلك التنوع، وأن منظومتي البيئة الإماراتية البدوية والريفية ومشتملاتهما تمثَّلها الأدب بصورة جلية، والتنوع الثقافي في الإمارات كان إيجابياً في كل مراحله، وأن الثقافة الإماراتية تميزت بخصوصياتها التي أنتجتها بنية المجتمع، وأن المجتمع التقليدي تغير بفعل التنوع ومواكبة مشهده، كما أن ثقافة الأنماط التي شكلت المجتمع الإماراتي وأنتجت ثنائية الحرمان والرفاه، تمثَّلها السرد الإماراتي، كما تمثّل كل المكونات والتشكلات الأخرى في مجتمع تميز بتنوعه وأصالته، التي جعلته منارة وأنموذجاً يحتذى به بين الأمم.
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/4213843/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A---%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


التنوع الثقافي : دراسة سوسيو نصية في الرواية الإماراتية
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33300
المؤلفون
18450
الناشرون
1828
الأخبار
10182

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة