مدخل جانبي إلى البيت


تأليف :

الناشر : الشارقة : كلمات للنشر والتوزيع ، روايات

سنة النشر : 2021

عدد الصفحات : 122

ردمك ISBN 9789948258872

الوسوم - أدب - رواية

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


[ صدر بدعم من " آفاق " الصندوق العربي للثقافة والفنون ]
بلغة سردية مكثّفة مليئة بالصور، وأخرى شعرية، تصعد الكاتبة العُمانية أمل السعيدي مع قرّائها إلى قمّة التلّ، تجلس معهم قرب نار خفيفة أوقدتها بالكثير من المشاهدات واليوميات والخذلان والتعثر والنضج، لتروي لهم دفقات من المشاهد والصور في كتابها الجديد "مدخل جانبي إلى البيت" .
".. كان عمّي قد أضاع طفله الأصغر، ارتدى الكِبار معاطفهم، وأشمغة غطوا بها أعناقهم، وآذانهم، وانطلقوا في البحث عنه، كان ابن عمي محتضناً طائرته الورقية في وسط الشارع، مستسلماً بوحشية للموت، ربّما دهسته سيارة مسرعة، كان كلّ شيء كئيباً، وكان يرتدي حذاءه، نظر أبي حينها نحوي، كنتُ في الخارج لم أستطع أن أنتظر أكثر، جاء إليّ مسرعاً، وضربني، بعصا الطائرة الورقية لأنني أمشي بلا حذاء، كان يصرخ كما لو أنه جُنَّ، عُدتُ ركضاً إلى البيت، وشوهد أبي تلك الليلة يمشي باتجاه المزرعة، وأمي ما زالت على السلالم ترقب شيئاً ما، عودة الأشجار وأبي". "مقطع من الكِتاب".
منذ الكلمة الأولى
لا بداية ولا نهاية للعمل، تضع السعيدي القارئ أمام فضاء مفتوح على الكثير من التساؤلات التي أرادت لها أن تكون أرجوحة صُنعت من حِبال اليوميات المتناثرة، خليطٌ من اللغة الجميلة، العالية تارة، والبسيطة تارة، تمنح القارئ فرصة التجوّل في زاوية المنزل الذي صار بطل العمل.
وجهٌ واحدٌ للهلع
تهدي السعيدي، مدخل جانبي إلى البيت، إلى الكويت، وتمشي رفقة القرّاء بهدوء، حاملين أحذيتهم وكأنها أرادت من خلال هذه النصوص أن تنعزل معهم عن العالم، فتروي تشابك العلاقات بين الأب والأم، والأخ والأخت، والزوج والزوجة، والمكان والذاكرة، وتحكي سيرة الحزن والفرح والمرض والزواج والحياة والموت.
تقول في فصل يحمل عنوان "سأقتلُ أبي": "استيقظت اليوم على شعور من يقتل أباه، تلك الرغبة الطفولية في أن تذهب أبعد مما نشأتَ عليه، وأن تعكس الاتجاه، الذي وبطبيعة الحال يبدأ من وجه أبيك".
وتتابع: "فلأقتل أبي، وليحترق كلُ العالم، بداية بأسفل السرير في بيتنا القديم حيث الأشباح، وانتهاءً بالطريقة التي تناولتُ فيها هذا الصباح مجموعة قصصية لروبرت فالزر يقول فيها: بومة داخل جدار متهدم، قالت لنفسها: أي حياة مرعبة".
ستائرٌ لا تحجب الشمس
تواصل السعيدي سعيها من أجل إبقاء القارئ على وتيرة قريبة من شعورها، فتتمنى أن تصير لحظة "بومة"، وتصف نفسها بأنها "قطّة" ذلك لأنها سرعان ما تألف المكان وتجد خلواتها الملائمة، ولا تحتاج كثيراً للتفكير فيما يتعلّق بتأسيس عائلة وتربية الأبناء وغيرها.
المتتبع للغة السعيدي يجد أنها تبحث عن شيء ما خفيّ، هنالك أشياء كثيرة غائبة بين السطور، لكنها سرعان ما تطلُّ برأسها عالياً عندما تتمعّن أحرف الكاتبة، أشياءٌ كثيرةٌ لو بحثت عنها ستجدها أنها تستيقظ وتبرز في إيقاع السرد، لذا يمكن القول إن العمل مبنيّ على ذاكرة غزيرة بالمكاشفات، والحوارات، والصور المستلهمة من الطفولة ومرحلة المراهقة وصولاً إلى الشباب.
تقول في إحدى النصوص: "في البيت لدينا شجرٌ حقيقي، جذور ضاربة في الأرض وحبات ليمون تجفُ تحت الشمس، وساقية مياه يسمونها الفلج، ولدينا كذلك بئر كنتُ أخشى أن يموت فيها إخوتي الصغار، وبالطبع كان هنالك شجرة، شجرة أوهمتني أنني صعدتُ إلى أعلى قمّة، وأنني بعيدة، كما كلّ شيء بعيد".
https://www.sharjah24.ae/ar/articles/2021/05/28/a10



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


مدخل جانبي إلى البيت

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة