سنة النشر :
2002
عدد الصفحات :
68
تقييم الكتاب
يحاول مركز زايد تسليط الاضواء على هذه المعضلة وذلك من خلال مقاربته للتفكير التكنولوجي العربي، وقوفاً على مرجعياته وموضوعاته، واستظهاراً لجوانب نقصه، واستشرافاً لآفاقه وتوجهاته.
وتقول الدراسة ان الفكر التكنولوجي عموماً إنما ولد من رحم الفكر الاقتصادي، ونتيجة لتطوره.
ووقفت الدراسة على أهم المدارس التي طبعت هذا الفكر في مختلف محطاته، ولاحظت ضعف تأثير الاتجاهات التي سادت قبل 1945 على العـرب وفكرهـم والتي من أهمها المذهب "المركنتيلي"، ومدرسة الطبيعييـن "الفزيوكرات" والفكـر الاقتصادي الكلاسيكي وبدايات التحليل الحدي (نيوكلاسيكي).
وقد بدأ الفكر الاقتصادي العالمي يؤثر بشكل قوي ويجد له انعكاساً في الفكر العربي بعد 1945 وخاصة في الخمسينيات والستينيات التي شهدت ظهور بدايات الفكر التكنولوجي العربي في وقت تنازع فيه العالم فكران اقتصاديان هما الفكر الاقتصادي الرأسمالي بكل تياراته (الفكر الكلاسيكي الجديد، التيار ما بعد الكنتري – التيار الاشتراكي الديمقراطي مع شومبتر) والفكر الاقتصادي الماركسي بشعبيته ( الشعبة السوفيتية وشعبة أوروبا الشرقية).
وشهد عقد السبعينات ولوج اتجاهات جديدة كظهور النقديين ومدرسة التبعية وبروز الدعوة إلى النظام العالمي الجديد، وما واكب ذلك وترتب عليه من تأثير في الفكر العربي التكنولوجي انعكس من جهة على الحكومات بانتهاج سياسة الانفتاح الاقتصادي والنظر إلى نقل التكنولوجيا الأجنبية المقدمة من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة باعتبارها المحرك الرئيسي لعملية النمو الاقتصادي المحلي.
وتبع هذه المرحلة التي أثرت على التفكير التكنولوجي العربي بروز اتجاه التكنولوجيا الوطنية بين المثقفين والنخب السياسية، وظهر اتجاه يدعو إلى إنشاء أجهزة دعم القرار مما أدى إلى ظهور هيئات ومراكز ومجالس وأكاديميات أثرت التفكير التكنولوجي العربي وجعلته يسهم في النقاشات الدائرة على المستوى العالمي.
وتدعو الدراسة العرب إلى اطلاق النشاط الابتكاري الوطني باعتبار الابتكار الطريقة الوحيدة للتعامل مع تسارع التطور التكنولوجي في ضوء التجديد الحاصل في الفكر التكنولوجي العالمي.
كما تدعو إلى تغيير محاور الاهتمام بالقضية التكنولوجية، وخاصة أن العملية في الوطن العربي تبدأ من الصفر وأن عملية التطور التكنولوجي ليست قابلة للنقل من مجتمع لآخر وإنما تستنبت استنباتاً باعتبارها تعلماً تدريجياً وتراكمياً له بعد حيزي.
وتدعو الدراسة إلى شراكة عربية في المجال التكنولوجي، لتكون نقطة البداية لتفعيل صيغة التكامل الاقتصادي العربي خاصة في ضوء الانحسار الذي تعانيه هذه الصيغة بفعل تشابه وتنافس هياكل الإنتاج الحالية على المستوى الفوقي لقطاع السلع النهائية والاستهلاكية.
https://meo.news/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%88%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك