سنة النشر :
2002
عدد الصفحات :
45
تقييم الكتاب
تهدف فى الاساس الى كشف الممارسات الاسرائيلية فى الاراضى المحتلة والتى تسعى من خلالها الى تحقيق أطماعها التوسعية وأهدافها الاستيطانية التى تأتى بلا شك على حساب حقوق ومصالح العرب وتغيير كفة الميزان فى الصراع العربى الاسرائيلى لصالح اسرائيل. وترجع أهمية هذه الدراسة بالتحديد لكونها تتناول موضوعا مهما وحيويا وفى نفس الوقت لا يلقى اهتماما ملحوظا لدى المسئولين والباحثين العرب بينما تسعى اسرائيل بهدوء وفى صمت الى تحقيق وتنفيذ كل مخططاتها من أجل فرض هيمنتها الكاملة على البحر الميت وتوجيه كل ثرواته اليها والاستفادة منه فى مجالات النقل البحرى عن طريق مشروع قناة البحرين التى تصل ما بين البحر المتوسط والبحر الميت لتصل السفن الى ميناء العقبة ومنه على البحر الاحمر والمحيط الهندى لتصبح هذه القناة موازية لقناة السويس. واوضحت الدراسة ان اسرائيل تسعى للاستفادة من هذا المشروع فى توليد الطاقة الكهربائية وانشاء المنتجعات السياحية وتبريد المفاعلات النووية فى الوقت الذى يعتدى فيه هذا المشروع بشكل واضح ومباشر على المصالح العربية فى المنطقة ويغير جغرافية المكان ويسبب أضرارا بيئية كبيرة قد تؤدى فى النهاية الى جفاف البحر الميت حسب آراء بعض الخبراء. وتتناول الدراسة أيضا قضية قناة البحرين بالاضافة الى قضايا أخرى تتعلق بالسياسات والممارسات الاسرائيلية واثارها على البحر الميت وتاريخ هذه السياسات وبداياتها واخر ما وصلت اليه من تطورات كما تبرز بشكل واضح مدى أهمية البحر الميت الاستراتيجية وموقعه المهم فى الصراع العربى الاسرائيلى والبعد الجيوسياسى والاقتصادى الذى يفرضه البحر الميت هذا الى جانب البعد الدعائى الدينى والتاريخى الذى لا تغفل اسرائيل دائما عن استخدامه لفرض مزاعمها وادعاءاتها بحقوق تاريخية ودينية قديمة لليهود على البحر الميت مثله مثل أى أراض عربية محتلة من قبل اسرائيل. وخصصت الدراسة فصولا كاملة للكشف عن ما قامت به اسرائيل حتى الان بالفعل وعلى مدى سنوات مضت والذى أدى الى تغيير واضح فى بيئة ومعالم البحر الميت والى تقليص مساحة البحر وانخفاض منسوب ومستوى المياه فيه الامر الذى يهدد مستقبل هذا البحر وذلك فى الوقت الذى لا نرى فيه اهتماما واضحا لا من الدول العربية ولا من المنظمات الدولية المختصة بشئون البيئة بهذه القضية المهمة هذا فى الوقت الذى يقع فيه البحر الميت ضمن أولويات كل الحكومات الاسرائيلية وفى مقدمة الخطط التوسعية والاستيطانية لاسرائيل. وتبرز الدراسة ما يشكله البحر الميت من أهمية كامنة فى ثرواته الطبيعية وفى موقعه الاستراتيجى مما جعل تنافس وصراعات المنطقة من حوله متعددة الابعاد وذات مضامين خطيرة. واوضحت انه عندما امتد الصراع العربى الاسرائيلى الى شواطئ هذا البحر برزت الاهتمامات الجدية المتعلقة بعوامل أستراتيجية وسياسية واقتصادية كان الجانب الاسرائيلى الطرف المؤثر والفاعل فى تحديد مجرى الاحداث لصالحه وبدعم ومؤازرة خارجية تتزعمها المنظمات والهيئات الصهيونية في الوقت الذى شهدت الدول العربية تشتتا فى جهودها وأهدافها. وذكرت الدراسة انه على أثر ظهور اسرائيل كقوة اقليمية فى المنطقة أخذت فى ممارسة القوة لتحقيق مطامع توسعية دون اعتبار للرأى العام العالمى أو للقانون الدولى وذلك من خلال الاستيلاء وضم أراضى الغير وانتهاك حقوقهم فى مياههم الاقليمية. واشارت الى ان الممارسات الاسرائيلية الجائرة فى البحر الميت تأتى ضمن حلقات الصراع العربى الاسرائيلى والتى لم تنل من البحث والدراسة ما تستحقه على الرغم من كثرة ما كتب عن الصراع العربى الاسرائيلى بعامة. ويبرز من خلال الدراسة أن معالجة موضوع «البحر الميت» وفى هذه المرحلة تحديدا فى ظل الظروف الراهنة أقليميا ودوليا يكتسب أهمية خاصة ذلك لان هذه الظروف سمحت لاسرائيل مع غياب الرادع بمواصلة ممارساتها العدوانية على هذا البحر بالرغم من التوجه العام الذى يرمى لاحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة واعادة الامن والاستقرار والحقوق المغتصبة بمقتضى قرارات الشرعية الدولية والاحتكام الى القوانين والمواثيق المتعارف عليها بين الامم والشعوب والامر بالنسبة للبحر الميت يشكل حالة مستقلة تتداخل فيها عوامل جغرافية وتاريخية تحاول أن تغير الاطماع الاسرائيلية فى أصولها وطبيعتها ليسهل تطويقها واستغلالها بطريقة غير شرعية ولا عقلانية. وقد قدمت الدراسة الادلة الكفيلة باظهار أحقية الدول المتشاطئة على البحر الميت فى الحفاظ على ثرواته والانتفاع منها ضمن خطط تنموية مستدامة دون استنزاف وتهديد بحيث لا يعطى لاسرائيل أكثر من نصيبها فى استغلال مستدام لثروات هذا البحر المعدنية والسياحية الامر الذى يتطلب قبل كل ذلك بيان ما أقدمت عليه اسرائيل من ممارسات جائرة ومستمرة ومن تهديد بدأت معالمه واضحة على البحر الميت وبيئته والسكان فى المنطقة وعليه جاء هذا الجهد لالقاء الضوء على ما أقدمت عليه اسرائيل من ممارسات تتهدد البحر الميت وذلك من خلال التأكيد على الخصائص الطبيعية والجغرافية لهذا البحر وأهمية ما يحتويه من ثروات معدنية وخطورة ما يتعرض له من سياسات وممارسات الاسرائيلية. وقد خصصت الدراسة قسما لبيان ما أقدمت عليه اسرائيل من تعد على المصادر المائية التى تغذى هذا البحر وتحافظ على مستوى مياهه وما تخطط له اسرائيل من مشاريع تستهدف تغيير معالمه والاخلال بالتوازن البيئى والجيولوجى للمنطقة وما يرافق ذلك من مخاطر على التنمية والسكان فى المنطقة ضمن مشروع ما يعرف بقناة البحرين الاسرائيلية. وتحتوى الدراسة على أربعة فصول رئيسية تدرجت بين تناول الخصائص الطبيعية للبحر الميت والسياسات والممارسات الاسرائيلية ومصادر تغذية البحر الميت والممارسات الاسرائيلية بالاضافة الى الفصل الاخير والمتعلق بالمشروع الاسرائيلى المسمى بقناة البحرين. ويأتى هذا الاصدار الجديد ضمن جهود مركز زايد للتنسيق والمتابعة الذى يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية وتحمل اصداراته الهموم العربية بكافة أبعادها وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى بمختلف تجلياته وخلفياته.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-04-01-1.1328183
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك