سنة النشر :
2002
عدد الصفحات :
68
تقييم الكتاب
تم فيها الوقوف عند الازمة المائية في الوطن بأبعادها المختلفة. وتبين هذه الدراسة أن مشكلة النقص في الموارد المائية أخذت في الازدياد بسبب نوبات الجفاف التى أصبحت من الظواهر المالوفة في الوطن العربى حيث صارت حصة الوطن العربى من الموارد المائية العذبة المتجددة لا تشكل سوى ما نسبته 0.5 من الموارد المائية العذبة المتجددة في العالم الامر الذى انعكس سلبا على متوسط نصيب الفرد العربى والذى أضحى من أقل المعدلات في العالم اذ انخفض من 3126 مترا مكعبا عام 1950 الى 981 مترا مكعبا عام 2000. وتضيف الدراسة بانه على الرغم من أن الدول العربية بدأت تتحسس خطورة أزمة المياه وأخذت تتعامل معها سياسيا على الصعيد القومى منذ أكثر من ثلاثة عقود اذ كانت هذه الازمة وراء عقد أول مؤتمر قمة عربية في القاهرة عام 1964 لمواجهة مشاريع اسرائيل لتحويل مياه نهر الاردن الى صحراء النقب فان أزمة المياه لم تأخذ نصيبها من الاهتمام على الصعيد الاستراتيجى العربى اذ لا توجد استراتيجية عربية موحدة تتعامل مع هذه الازمة المتفاقمة لوضع حلول عملية وعلمية للمشكلات الداخلية أو التحديات الخارجية للموارد المائية العربية. وتشير الدراسة الى ان الوطن العربى دخل الالفية الثالثة بمجموع سكان يصل 290 مليون نسمة يعيش أغلبهم تحت خط الفقر المائى والذى تقدره الامم المتحدة بنحو 1000 متر مكعب بالنسبة للفرد سنويا. وتشتمل الدراسة على أربعة فصول اذ تناولت في الفصل الاول الموارد المائية المتاحة في الوطن العربى والتى يمكن تقسيمها الى موارد مائية تقليدية وأخرى غير تقليدية. وتتمثل الموارد التقليدية في الامطار والمياه السطحية من انهار وأودية ومياه جوفية بينما تضم الموارد المائية غير التقليدية تحلية المياه أو ما يعرف باعذاب المياه المالحة وتنقية مياه الصرف اضافة الى الاستمطار. ويهتم الفصل الثانى من هذه الدراسة بعرض الاستثمار الحالى للموارد المائية في الوطن العربى أى الاستخدامات المختلفة للمياه والتى تتنوع بين الرى والاستعمال المنزلى والصناعى وتشير الدراسة في الفصل ذاته الى أن الموارد المائية العربية التقليدية هى موارد ثابتة وان الموارد المائية القابلة للاستثمار هى أقل منها. وقالت الدراسة ان الاحتياجات المائية في الوطن العربى ستشهد ازديادا بسبب ارتفاع معدلات النمو السكانى بالاضافة الى تطور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية حيث ستصل عام 2025 الى 499 مليون متر مكعب في السنة في ضوء التقديرات المحافظة و568 مليون متر مكعب في حالة استمرار معدلات النمو السكانى بمعدلاتها الحالية وأن العجز المائى سيتجاوز في عام 2025 مليون متر مكعب. وتتطرق الدراسة في الفصل الثالث الى الاطماع الاجنبية بدءا بالاطماع الاسرائيلية التى برزت منذ قيام دولة اسرائيل وشكلت أهمية استثنائية في الفكر الاستراتيجى الصهيونى وشملت هذه الاطماع مياه نهر الاردن ونهر اليرموك والضفة الغربية وقطاع غزة والمياه اللبنانية ناهيك عن مياه النيل. كما تتناول أطماع كل من تركيا عبر عرض الخلافات المائية القائمة بشأن اقتسام مياه نهري دجلة والفرات والمشاريع التركية وأطماع ايران وكذا الاطماع الاجنبية في مياه نهر النيل ونهر السنغال. وتركز الدراسة في الفصل الرابع والاخير على المشاكل التى تحول دون تحقيق الامن المائى العربى منها محدودية الموارد المائية وتلوث المياه وانخفاض كفاءة استخدام المياه في القطاع الزراعى والهدر والفاقد مقترحة جملة من السياسات الواجب اتخاذها داخليا واقليميا. وتخلص الدراسة الى التأكيد على أن لازمة المياه في الوطن العربى ابعادا اقتصادية وسياسية وقانونية وهى الازمة التى قد تتحول الى صراع مما يقتضى التوصل الى اتفاقيات جامعة تنظم استغلال مياه الانهار الدولية التى تشترك في أحواضها وتطوير موقف قانونى عربى موحد حيال مطالبة اسرائيل بحصة من مياه الليطانى والنيل أو محاولات تركيا التحكم في توزيع مياه نهرى دجلة والفرات باعتبار أن تلك المياه عابرة للحدود وليست مياها دولية. وتضيف أن تحقيق الامن المائى العربى ممكن طالما وضعت الخطط المناسبة والبدائل القابلة للتنفيذ من خلال الاستغلال الامثل لكل الموارد المتاحة والممكنة في اطار قانونى سليم مع اتخاذ كافة التدابير للحفاظ على هذا المورد الحيوى ومواجهة التحديات التى قد تجابهه. ويعد هذا الاصدار اضافة جديدة لدراسات متعددة سلطت الضوء على مسألة المياه وأبعادها منها دراسة المياه في الشرق الاوسط: الواقع والتحديات ودراسة المياه في الخليج ودراسة مصادر المياه في سوريا: الواقع والتطلعات، كما كان للندوة التي نظمها المركز تحت عنوان (مؤتمر المياه في الشرق الأوسط: التحديات والآفاق) في 14 و15 ابريل اصداء كبيرة لمادار فيها من بحوث قيمة وما اسفرت عنه من توصيات عملية وجادة من اجل رفع التحديات التي يواجهها الوطن العربي جراء النقص المتزايد في هذه المادة الحيوية .
https://www.albayan.ae/across-the-uae/2002-06-14-1.1330904
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك