الفن في الإمارات : من الإستعارة التراثية إلى ما بعد الحداثة 1970 - 2020


تأليف :

الناشر : الشارقة : معهد الشارقة للتراث Sharjah Institute for Heritage

سنة النشر : 2021

عدد الصفحات : 231

ردمك ISBN 9789948491590

الوسوم - فنون

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


قسّم الباحث د. محمد يوسف كتابه إلى تمهيد تناول فيه تاريخ الفنون الشعبية في الإمارات، وقسمين، اشتمل القسم الأول منهما على عدة فصول: التشكيل الإماراتي بين التقليد والتوظيف والخصوصيّة، وصراعات الرسامين والخطاطين الفوتوغرافيين والخزّافين، ورؤى الفن الجديد، وما بعد الحداثات، وفنون الريادة. أمّا القسم الثاني فتناول فصول: فنون الريادة، وفنون المرأة، والفنون الفِطرية، وفنون الشباب، والفنانون العرب في حركة التشكيل الإماراتيّة.
ويرى د. محمد يوسف أنّ الحركة التشكيلية في الإمارات تُعدّ من أسرع الحركات الفنية المعاصرة على مستوى الوطن العربي، لأنّها بدأت من حيث انتهى الآخرون، فعلى رغم تماثلها مع أقطار أخرى إلا أنّها تخطّت وتيرة الزمن وواكبت التطوّر الهائل الذي مرّت به، مستفيدةً من نموّ الوعي الفكري والتقدم الاقتصادي والسياسي لدى قادة الفكر في جميع المجالات وأهمها التعليم، مما أثّر سريعاً على كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقطعت في كل ذلك أشواطاً بعيدة.
وعلاوةً على أنّ الكتاب يكتنز بالصور والرسومات الداعمة لكلّ عناصر الفن التشكيلي الإماراتي وموضوعاته، في المدارس القديمة والحديثة، فإنّ الباحث أيضاً يطرح أسئلته بخصوص مواضيع غاية في الأهميّة، بروح بحثية مكاشفة وقراءة موضوعيّة، فهو مثلاً في موضوع «التشكيل الإماراتي بين التقليد والتوظيف والخصوصيّة»، يطرح أسئلة محيّرةً فعلاً، ووجيهةً لكي يتم البناء عليها وقراءتها، حين يتساءل، مثلاً: كيف لفنان أن يعيش مرحلة التحول وأن يجسّد كلمة فنان؟ فالطرق كثيرة ومتعددة، سواء كانت كلاسيكيّة أم تأثيرية أم واقعية أم تكعيبية. ولذلك (فالمصوّر يصوّر بعقله لا بيده، كما قال مايكل إنجلو)، وقبل التطوّر والتحول الذي طرأ على مجتمع الإمارات، نلاحظ ونسجّل قراءة لملاحظات غير نقدية استلهمت بيئتين متناظرتين نعيشهما، أثّرتا على أعمالنا السابقة.
ويواصل الباحث تقديم رؤيته حول هاتين البيئتين فنياً، من خلال بعض الأمثلة: مجموعة من الإبل تتجول في الصحراء، أو بارجيل متهالك مكسّر بجوار بارجيل أكثر قدماً وبقايا بيت متهدّم ومتصدّع، وقوارب خشبية أو قارب وقد مال على طرفه قرب ساحل رملي، مع وجود سفينة شراعيّة في وسط البحر وبعض الأمواج. أو خيول أثارت غباراً بحوافرها، أو خيمةً بدوية في وسط الصحراء، ووجود رجال يحتسون القهوة، ومواعين للقهوة والموقد في وسط اللوحة، أو سوق قديم سقفه من الجريد والسعف مع بعض البضائع التي لا تخلو من حبال وأدوات استهلاكيّة. ويرى د. محمد يوسف أنّ هذه النوعية من الأعمال رسّخت الرغبة الملحّة لدى الفنان في الحفاظ على منتجه لسببين، الأول إشباع ذاته في رسم هذه الأشياء التي تحرك موقفه الاجتماعي، والثاني أنها تشكّل تياراً ضد الجديد والقادم، تحت ضغط التمسك بالهوية التراثية والوطنية، وهو توسّل عاطفي للتمسّك بالماضي قدر المستطاع، بعد التحوّل الذي أحدثته حالة التحديث والتبدل العمراني في الإمارات.
وتحت عنوان: «جماليات فنيّة» يقول د. محمد يوسف إنّ بعضهم يتمسك بالجماليات الفنية، إما بالألوان أو التكوين، أو باختيار الزوايا التي ينفّذ بها لوحته، ومع هذه الوجاهة، فإنّ الفعل الفني لا يؤدي وظيفته تجاه أيّ منها، لأنّ التشكيل يتم وفق رؤية وموقف، ولابدّ أن ينعكس في كلّ خطوة من خطوات إنتاج العمل الفني، وبالضرورة سيجعلنا (نعرف كيف نراه) في سياقه الصحيح، ونقرأ دلالاته، ونتعرف إلى خطابه ورموزه. فلوحة أخشاب قارب مفككة أو مثلها البارجيل المتهالك المغبر، وقد تغيّرت ألوانه وتداعى وتكسّر، واختلاف في ألوانه، وغيرها.. كلها تعني العودة بالزمن إلى الوراء.
وعن «الفنان التسجيلي»، يرى د. محمد يوسف أنه فنان «يسرق الواقع»، وهنا يبرز الخلل في الرؤية الفنية، فالتحوّل الهائل الذي طال التشكيل جعل للفنان تصوراً حراً يتضح من خلال أسلوبه ومنظوره للشكل بل والوصول إلى حدّ التجريد المطلق، وبذلك يكون التجريد معادلاً موضوعياً لشعوره تجاه مادة الانفعال، وهذا التطور لم يحرم الفنان الحقيقي الذي يمتلك أدواته بحرفية عالية من النظر إلى الماضي أو الموروث بشكل صحيح طالما أنه يحركه موقفه الاجتماعي.
ويشرح د. محمد يوسف مشيراً إلى أنّ معظم المصورين يقدمون صوراً فقط لا تحمل رؤية، فالتسجيل التصوّري لا يقدّم فناً، لأنّ المنتج لم يخلق صورة تتضمن موقفاً معيناً، وإنما ينقل موقف الزمن الطبيعي إلى اللوحة لا موقف الزمن الفني (الرؤية الذاتية للرسام)، لأنّه فنان تسجيلي نقل الصورة بفرشاته، وبذلك لم ينجح في تحميلها الدلالات الفنية.
وليس هذا المهم فقط، كما يقول د. محمد يوسف، فمفردات الشكل تصبح مهمة للغاية إذا تضمنت رموزاً روحية يفصح عنها العمل، ولا يعني ذلك حدوث القطيعة مع موروثه وحاضره أي مرجعيته وسياقه، فكلاهما ضروري من وجهة نظر الفنان الشرقي الباحث عن خصوصية فنية وهوية تعبيرية. وإذن فالزمن أحدث فيها تحولاً مادياً، وهذا التحول يتضمن دلالة معنوية بفعل التحول التدريجي في الشكل (اللون والتماسك).
https://www.alittihad.ae/news/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/4284129/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA--%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9---%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الفن في الإمارات : من الإستعارة التراثية إلى ما بعد الحداثة 1970 - 2020

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة