سنة النشر :
2021
السلسلة :
كتاب المسبار ، 175
تقييم الكتاب
نشأت الحركات الإسلاموية متمردةً على المجتمع ونظام الإيمان فيه، ونافرةً من فكرة الدولة والمؤسسات الدينية، وحافظ الإسلامويون على مستويات خصومة متعددة مع هذه الأركان (المجتمع، تديّنه، دولته)، بررها أتباعهم بمزاعم أيديولوجية فيها: زعم معالجة التخلف عبر جماعةٍ طليعية تغير منظومة التدين؛ تسوّقها باسم: استعادة الإصلاح الديني تارةً؛ وترفعها بلافتة التثوير السياسي تارةً أخرى! وتستقوي على فكرة الدولة والقانون بأشواق إقامة الخلافة وتطبيق الشريعة، وتخلط كل ذلك في حالات المعارضة المطلقة؛ وتوظِّف الخليط لتكفير المجتمع والدولة معًا. وفي مجالات المتاجرة المعرفية تقدم منتوجها على ثلاث حزم؛ الأولى تبنيها على أسسٍ تستلهم زوايا مختارة من تجربة حركات الإصلاح الديني في مسيحية القرون الوسطى، والثانية تقيّمها على أسس الجمعيات السريّة والنظريات الفاشِيّة قيميًا وتنظيميًا؛ والركن الأخير تبنيه سجالاتها المندفعة للرد على المفكرين والمستشرقين، لأخذ المشروعية من منافحة الآخر المناوئ.
تتقدم كل حزمة، من هذه الحزم، على غيرها حسب الحاجة. أما في المراجع الدينية الإسلامية التي اعتمدت عليها، فسؤال أصالة المصادر التي استند إليها المفكرون المؤثرون في صناعة الحركية مفتوح، ولكنّه يميل إلى الإقرار بانتزاع النصوص التأسيسية للدين عن سياق نزولها التاريخي أولاً، وسياق فهمها المجتمعي المتراكم ثانياً، إذ يلاحظ الكتاب تولّع المنظرين المؤثرين للحركية، بإعادة تفسير القرآن تفسيرًا حركيًا يتسق مع احتياجاتهم التنظيمية، وانفعالاتهم السلوكية، لا سيما مَن تأثر بسيد قطب (1906-1966) وأبي الأعلى المودودي (1903-1979).
https://www.almesbar.net/%d9%85%d9%8e%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%90%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%88%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%ac%d8%b0%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك