مكان تحت الشمس ... في حب المدينة القارئة


تأليف :

الناشر : الشارقة : دائرة الثقافة والإعلام Sharjah : Department of Culture and Information

سنة النشر : 2021

عدد الصفحات : 124

الوسوم - أدب

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يعتبر من المؤلفات المهمة التي تتحدث عن الشارقة، ويضم كتابات وقصائد ومواقف ومقالات صحفية في حب الإمارة، ويقدم صوراً مشهدية نابضة بالحياة عن واقع اليوم في الشارقة ويستدعي تاريخها، كما يبرز نشاطها الاقتصادي الكبير الذي جعل منها مركزاً ثقافياً عالمياً، حيث تعد الإمارة من أكبر المدن والعواصم التي تحتفي بالمعرفة، ومن أكثر الحواضر التي تحتشد بالفعل الثقافي من مهرجانات وفعاليات مستمرة.
يكتسب هذا الكتاب أهميته وقيمته من كون الكاتبة نفسها من الذين أسهموا في الحراك الأدبي والثقافي في الشارقة، فهي تحتل اليوم منصب رئيسة المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وهو موقع مهم، والجدير بالملاحظة في الكتاب تلك المحبة الكبيرة التي تحملها المؤلفة لمدينتها، وهي التي تتجول بين النصوص، فتأتي الكتابة كدفق شعوري جميل، وبلغة شاعرية، وصالحة غابش تستعيد في كتابها الكثير من المواقف والأحداث، وتأخذ القارئ في رحلة ممتعة تطوف به في أرجاء الشارقة بأزقتها ومعالمها الأثرية والتراثية حيث لقاء البحر بالصحراء تحت أشعة شمس متوهجة، ولقاء التراث بالحداثة عبر نموذج فريد من نوعه.
جاء الكتاب في 124 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على مقدمة وعدة عناوين: «الدرس الأول»، و«الكتاب رحلة الحلم»، و«المدينة القارئة»، و«الشارقة والعالم»، و«قلت قصيدة»، و«معرض الكتاب»، و«بنت الصبر»، و«عد بخطواتك»، و«من ذا يعيد جماله»، و«سيدة من بلادي»، و«هي والثقافة»، و«فضاء لا حدود له»، و«مدرسة ومعلم»، و«هذا ما تركناه»، و«مهرجانات»، و«سعادة الطفل البرلماني»، و«حبر وريشة وكتاب»، و«القراءة في مواجهة فيروس أشرس»، وتلك العناوين تضم مواضيع متفرقة ومتنوعة حول الشارقة بلغة شاعرية بديعة، تجعل القارئ يستمتع بكل حرف في هذا الكتاب الذي يحتشد بالنصوص الشعرية من تأليف الكاتبة نفسها، ويحيلنا في كثير من المواضيع إلى مقولات خالدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في موضوعات الثقافة والأدب والفنون، والتي تمثل خريطة طريق في العمل الثقافي والمفاهيم التي تنهض بها الأمم.
وفي استهلال الكتاب، تعود الكاتبة إلى حدث مفصلي ومهم في تاريخ الإمارات، وهي لحظة قيام الاتحاد في عام 1971، حيث تشير إلى أنها، كانت طفلة في مدينة الشارقة ساعة ذلك الحدث الاستثنائي الذي كان له أثره الكبير على الصغار والكبار، فقد وقع على الأطفال موقع الفرحة، وهي فرحة ميلاد الوطن التي اختلطت بمشاعر مختلفة، قفزت بالجميع إلى منطقة جديدة لم يعهدوها، وتقول الكاتبة عن ذلك الحدث السعيد وأثره في النفوس: «ولأننا كنا أطفالاً، فقد أنضجتنا الفرحة بمفهوم جديد لها، فنحن نسعد في الأعياد، نزهو بملابس جديدة وألعاب وعيدية، ونفرح في أعراس الفريج، حيث ينشغل الكبار بالاستعداد لها، وننشغل نحن بألعاب وجري بين الكبار وضحك وأنس، ونفرح بالنجاح في المدرسة، وزيارة قريب لنا لم نره منذ زمن، وهكذا، أفراح راقية برقي روحانياتها، وبحب الجيران والأهل، أما فرحة الوطن، فقد قفزت بنا فجأة إلى منطقة جديدة لم نعهدها، ولم نعتد تذوق حلاوتها»، والكاتبة تخبرنا عن هذا الشعور الجديد والمختلف، عندما تصف للقارئ تلك السعادة التي ملأت القلوب بميلاد الوطن وإشراق روح جديدة في النفوس.
عنوان الكتاب «مكان تحت الشمس»، مأخوذ من إحدى مقالات الكاتبة في «صحيفة الخليج»، عن إحدى دورات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو من أهم الأحداث والفعاليات الثقافية التي تعقد في الإمارة في كل عام، حيث ينتظره عشاق القراءة بشوق وشغف شديدين، ويغوص الكتاب في عالم المطالعة بعمق وتحليل، ويشير إلى أنها مفتاح للعلم والمعرفة، يتجدد ويزداد بريقاً، مع الإيمان بأهميتها في تمكين العقل البشري في حقول البناء المختلفة، فالقراءة وسيلة لأن يعيش المرء بكرامة معتزاً بنفسه، وبوجوده في الحياة، والقراءة تميزه عن مخلوقات الله الأخرى، وهي تشكل مرجعاً للإنسان في شؤون الحياة وفي حقول المعرفة كافة، ويتناول الكتاب تجربة «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، موضحاً أن هذا المعرض بمستواه المتطور، وبشهادة النجاح والتميز التي منحت له من قبل المشاركين والزائرين، يحملنا إلى عالم الإنسانية النابض بالعلم والمعرفة من ناحية، وبالمحبة والرحمة والعطاء من جانب آخر، إذ لا خير في علم لا يستند إلى خير ورحمة، ف (عبقرية العلم) ذاتها دمرت هيروشيما اليابان وحولتها إلى مدينة أشباح، ولكنها حين تستفيد الكتب وما تحمله من خبرات وتجارب الحياة يمكن أن تجعل من الصحراء والأماكن العطشى القاحلة مدناً يسكنها الباحثون عن الفرح.
يشير الكتاب إلى أن البوابة الشارقية إلى العالم هي «الثقافة»؛ فهي تلك اللغة التي تحتاج إلى من يجيد التحدث بها كي تلهم كل إنسان يهتم بشؤون المعرفة والتطور العلمي والبحوث والدراسات برؤية مستقبلية تجعله في مركز المسؤولية في البناء، وأي شيء أهم من موضوع البناء في زمن عشش فيه من يستلذون بالهدم، وتلفت المؤلفة إلى أن الكتاب هو الرسالة التي أوصلتها الشارقة إلى العالم، حاملاً بين دفّتيه انعكاسات الثقافة العربية والإسلامية، وحقيقة الإنسان الذي يقطع درب الحياة وفق منهج يرتقي به إلى إنسانية نابضة بالمحبة والرغبة في العيش بسلام مع الغير، المختلف عنه، نحو المشاركة الفعلية في بناء الحضارة وتقوية وجودها لصالح البشرية، وذلك هو الاتجاه الذي أراد الله تعالى للشارقة أن تسير وفقه؛ لأنه ببساطة يحقق هدف التعمير، لذلك حصلت الإمارة الباسمة على لقب العاصمة الثقافية للكتاب لعام 2019، لأن الكتاب هو ذلك المصدر الأساس للثقافة.
يؤكد الكتاب أن البناء الثقافي والتنمية الفكرية، عملية نقش ورسم لا تنتهي في ساعة أو يوم أو عام، ولا حتى سنوات، فهو رسم لملامح الشخصية الحرة المستقلة عبر زرع لا ينمو سريعاً مثل شجرة «الباولونيا»، ولكنه ينمو مثل نخلة، تلك الشجرة التي تحتاج إلى صبر كي يجني الزارع ثمارها، وقد لا يتيح له العمر قطف الثمار، فيتركها لورثته من الأبناء والأحفاد، لكنها تبقى متوهجة بخضارها ورسوخها وثباتها ونموها إلى الأعلى، تلك هي الثقافة، بنت الصبر.
https://www.alkhaleej.ae/2023-09-21/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


مكان تحت الشمس ... في حب المدينة القارئة
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33306
المؤلفون
18451
الناشرون
1828
الأخبار
10183

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة