سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
415
ردمك ISBN 9786144195475
تقييم الكتاب
عندما انبثق تيار العولمة لم تتجاوز كونها صيغة اقتصادية تكون حركة الإنتاج الصناعي والتبادل التجاري العالمي، وفق شروطها، أكثر مرونة وحرية، لكن هذه الصيغة لم تتمكن من إخفاء انتهازيتها التي جعلت العالم المتقدم يواجه إشكالية حل مشكلات المستقبل بكفاءة وفاعلية وتفاؤل.
وأضاف المطوع في كتابه “العولمة والمسيح الدجال” الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، أن العولمة جعلت العالم المتخلف يواجه إشكالية فهم مشكلات الماضي بإخفاق وتخبط وتشاؤم، ولذلك، فان العولمة لم تنجح في ان تكون حلا للمشكلات العالمية، ولا صيغة عالمية للتعايش التوافقي فيما بين مجتمعات العالم بقدر ما نجحت في أن تصبح مرحلة تاريخية متوترة ومحتقنة اقتصاديا واستراتيجيا وثقافيا.
كما عملت العولمة، وفق المؤلف، في المجتمعات الأقوى في العالم على استغلال ظروف الوفرة والقوة والتفوق، لتجعل من العولمة صيغة للتحكم في المجتمعات الضعيفة للمحافظة على مكتسباتها وحدها، ولتخفيض سقف المخاطر والتحديات التنافسية التي تهددها وحدها، وللتمهيد لمستقبل أكثر تفاؤلا ورفاهية وتفوقا وسيطرة لمجتمعاتها وحدها.
واشار إلى ان كتابه هو محاولة لاستشراف مرحلة من المستقبل الذي سوف تتسبب هذه العولمة في اغراقه بالمآزق والأزمات، حتى إذا ما فشلت في الوصول إلى أهدافها النهائية، فان القناع الذي سيسقط عن وجه العولمة، سوف يكون الشرارة التي ستشعل نيران كل الحروب والصدامات الدموية التي ستجتاح العالم، من اجل ان يسترد كل مجتمع استثماراته ورؤوس أمواله الحضارية والثقافية التي خسرها في هذا المزاد الانتهازي المخادع.
ورأى المؤلف أن الكتاب ليس صورة فسيفسائية مكونة من آراء وانتقادات وتشريحات مناهضي العولمة في العالم بقدر ما هو إسقاط لقوانين التاريخ وطبيعة الحراك البشري على نقاط الالتقاء والاختلاف بين تلك القوانين وبين المبادئ الفكرية التي يقوم عليها هيكل العولمة وأساليبها في تنفيذ برنامجها التطبيقي لتغيير طبيعة الحراك العالمي، والانعكاسات المخيفة التي سوف تترتب على ذلك البرنامج التطبيقي الأحادي الرؤية.
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك