سنة النشر :
2015
عدد الصفحات :
35
ردمك ISBN 9789948427230
تقييم الكتاب
حذرت مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات، الدكتورة أمل بالهول الفلاسي، في الكتاب عن مدى خطورة انتشارها في المجتمعات المدنية، خصوصاً عند إدخال الكراهية في الخطاب الديني والاجتماعي، والذي اعتبرته بوابة دخول الشباب العربي إلى عالم التطرف والجماعات المسلحة.
وعرفت الكراهية، موضحة أن للكراهية أكثر من تعريف، وللتعمق أكثر لمعرف الكراهية وكيف يتم تصنيعها وزرعها في العقول، لا بد من من تقديم تعريف لها يمهد لنا دراستها ومعرفة ركائزها، وكيف تم توظيفها في الخطاب الديني والثقافي والمجتمعي.
وتعرف الكراهية بأنها حالة طبيعية من عدم قبول جزء من العقل المختص بالمشاعر والأحاسيس الانسحابية إلى بعض العناصر الداخلة إليه عن طريق الأعصاب الدقيقة، وذلك نتيجة إلى تأثير العالم الخارجي في الشخص.
ولا ترجع إلى عامل واحد، بل هي حالة معقدة، وتشتد باشتداد الشعور بالأنانية، أو الشعور بالخوف، أو بالاضطراب النفسي، وما ننتهي إليه هو امتزاج موقف فكري مع حالة نفسية، وتصاحبها مشاعر اشمئزاز ونفور أو عدم التعاطف مع شخص معين.
وأضافت أن للكراهية عدة أنماط منها الاجتماعية والثقافية وأخطرها الدينية، والتي يقصد بها ذلك النمط من الكراهية الذي يتصل بالمجال الديني ويتحدد به، إما من جهة الباعث والمنطلق، أو من جهة المعنى والتفسير، أو من جهة الرؤية والموقف.
وذكرت أن الكراهية الدينية، من أشد أنماط الكراهية حساسية وخطورة، وهذا بصورة عامة هو من طبيعة كل أمر له علاقة بالدين أثراً وتراثاً، تفسيراً وتأويلاً، وذلك لأن الدين له علاقة ممتدة في التاريخ. والمقصود بالكراهية الدينية، ذلك النمط من الكراهية الذي يتصل بالمجال الديني ويتحدد به، إما من جهة الباعث والمنطلق، أو من جهة المعنى والتفسير، أو من جهة الرؤية والموقف، والتي تنشأ متأثرة بالاختلافات التي لها علاقة بالدين. وأوضحت الدكتورة بالهول، أن الكراهية الدينية يمكن أن تكون بين الأفراد الذين يتبعون ديناً واحداً، وليس فقط بين أتباع الديانات المختلفة، وفي إطار الدين الواحد، وهذا النمط من الكراهية، ظهر في جميع الديانات السماوية، التي حصل في جميعها انقسامات وتعددات مذهبية.
وتطرق تقرير «صناعة الكراهية»، أن الكراهية بنية اجتماعيه وممارسة عاطفية تتكون وتصنع من خلال الخطابات الوطنية والدينية والسياسية، وتنشأ الكراهية الاجتماعية لأسباب نفسية تنبع من الأوضاع السياسية أو الاجتماعية.
وأكدت الدكتورة بالهول، أن الكراهية قد تحل محل الأخلاقية، إذ يعتبر التفاهم العاطفي شكلاً لعلاقات اجتماعية تمثل وضعاً مشتركاً وعاماً للحكم على الأشياء والمواقف للتفاوض، ولإدارة المعاني والمقاصد، لكن عند حدوث تنافر في تلك الأوضاع، وينكسر الاتصال، نجد الغضب والكراهية يتصاعدان. وعند التنسيق بين مختلف أنماط فشل التفاهم والتفاوض بين المطالبات المنطقية المتنافسة والمتضاربة من أجل تعطيل العدالة وكسر الحقيقة باستمرار، يبرز العنف، ويحل محل الحلول الأخلاقية.
شبهت الدكتورة أمل، البغاة الذين يسعون في الأرض فساداً، ويخلقون الكره داخل نسيج المجتمع، بحشرة سوسة النخيل الحمراء، التي تصنع أنفاقاً داخل النسيج الخشبي، وهذا بالضبط ما يحدثه أهل البغي، من خلق حالة عدم الرضا على مسببات صغيرة أو تظلمات بسيطة، تسبب بها أحد المسؤولين، ليحملوا الحاكم الشائعة، ويبدأ التكرار والببغائية، ليعم العقل الجمعي بين الجمهور في تبني الفكر الذي يروجون له بالتشكيك.
تجديد الخطاب الديني أمر مهم، لأنه يعين الشخص على حسن مخاطبة الآخر، مع مراعاة معطيات العصر الذي يعيشه، وطبيعة المجتمع الذي يعايشه، وما يحيط بالواقع من ظروف وتحديات مختلفة، فيختار الأسلوب الأمثل، والعبارة الأسهل، والمضمون الأول، والطرح الأنسب. ولذلك، فإن لتجديد الخطاب الديني أسساً مهمة يقوم عليها، منها:
وحدة المصدر والتلقي والتزام ما أجمع عليه المسلمون، ليكون التجديد منضبطاً رشيداً، بعيداً عن أي نوع من الفوضى أو الصراع.
https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2015-06-05-1.2389349
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك