سيرة الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي ( 1954 - 2018 م )


تأليف :

مؤلف ثاني :

الناشر : الشارقة : منشورات القاسمي Sharjah : Al Qasimi Publications

سنة النشر : 2022

عدد الصفحات : 129

ردمك ISBN 9789948811671

الوسوم - تراجم - ثقافة

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


الكتاب تجوال يغوص في جوانب من حياة الراحل الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي، منذ مولده في العام 1954، وحتى لحظة رحيله في عام 2018، ويقدم الكتاب إضاءات مهمة في سرد يتسم بالشمول، حيث عمل المؤلف على تناول جوانب متعددة من مسيرته فيها الثقافي والاجتماعي والفكري، وكذلك العديد من المواقف الإنسانية والمعاني المستندة إلى قيم وأخلاق نبيلة، وجاء الكتاب في أسلوبيته، يغزل من ذلك الخيط الإنساني في صناعة الصور والمشهديات المؤثرة، ليأتي السرد كدفق شعوري بلغة شاعرية تحاول أن ترصد مأساة الفقد.
وتتصدر الكتاب، مقدمة شفيفة بتوقيع د. عمر عبدالعزيز، هي بمثابة إضاءات ساطعة عن المغفور له الشيخ أحمد القاسمي، جاء في بعض منها: «استرجعت في لحظة وامضة تلك التراجيديا الدهرية التي أنهت حياته وهو في ذروة العطاء المقرون بفتوة الناظرين لما وراء الآكام والهضاب، فقد رحل عن دنيانا كما لو أنه رمز إغريقي نابع من مدهشات الملاحم الهوميروسية، وتلك لعمري واحدة من فداحات الزمن الذي يقطع بنصل القدر البتار»، والمقدمة هي نص نثري متعطر بالشعر، والكتاب يضم العديد من الشهادات لمن جايلوا الراحل.
أبواب ومشاهد، وقصائد رثائية، تتناول جوانب من السيرة العطرة للراحل وتتحدث عن فضائله وخلقه النبيل وأدبه الجم، وتتحدث عن إسهامه في العمل العام، باعتباره من رموز الحياة الثقافية في المجتمع الإماراتي، فهو من مواليد إمارة الشارقة، وحاصل على شهادة إدارة الأعمال من المملكة المتحدة، وبدأ حياته رجل أعمال، وتأثر كثيراً بالمسرح والفنون التشكيلية، ويشير الكتاب إلى أن الراحل، يعتبر الرائد الأول في تنفيذ المشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
يعرج الكتاب على الدور الكبير الذي لعبه الشيخ أحمد القاسمي، في الحياة الثقافية، حيث تولى رعاية جمعية الفنون التشكيلية في الشارقة عام 1981، ومسرح الشارقة الوطني، وكذلك مجلة «الرولة» في انطلاقتها الأولى عام 1980، وتابع أول معرض للكتاب العربي في الشارقة عام 1981، وتولى أمر تأسيس دائرة الثقافة والإرشاد «في ذلك الوقت»، عام 1981، بمرسوم أميري، وأطلق الموسم الثقافي عام 1982، وقام بمساعيه في تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إضافة إلى العمل على تأسيس جمعيات: نادي الشطرنج، والمصورين، ورسامي الكاريكاتير، وكذلك تأسيس مهرجان ثقافة الطفل، وإدارة تلفزيون الشارقة عام 1989، كما ترأس المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب بالشارقة، وأطلق أيام الشارقة المسرحية، وكانت له الكثير من الاهتمامات بتطوير المسرح المدرسي، والتنقيب عن آثار إمارة الشارقة وإحياء التراث الثقافي والحفاظ على العمارة التاريخية التقليدية وترميمها وصيانتها، وكل تلك الأعمال الجليلة تضعنا أمام تاريخ حافل لرجل اهتم طيلة حياته بالثقافة والفنون والإبداع، الأمر الذي يجعله ضمن رموز الأدب والمعرفة والفكر في الدولة والعالم العربي، فهو ضمن الذين أسهموا في نهضة وارتقاء الشارقة حتى صارت صرحاً ثقافياً عظيماً، وعاصمة للأدب والفنون والفكر والمعارف، يقصدها المبدعون في مختلف المجالات من كل أنحاء العالم.
وفي الكتاب، يرسم أسامة مرّة لوحة للراحل المقيم، بألوان المحبة، والوفاء، يستدعي الذاكرة، ويتلفت بقلبه إلى مناسبات عدة جمعته بالمغفور له بإذن الله الشيخ أحمد القاسمي، الذي كان يترأس دائرة الثقافة في الفترة من 1981 إلى 1992، ويتناول مرّة العديد من الخصال الطيبة والسمات الفاضلة، ويقرب الكاتب القارئ من الراحل، حين يقدم وصفاً دقيقاً له، فقد كان الشيخ أحمد صاحب طول فارع كنخلة، وعيون وضاءة، وابتسامة ساحرة لا يصعب عليها فتح القلوب، حيث يحتل الشيخ مساحة كبيرة في قلب كل من يلتقيه، وفي ذلك دلالة واضحة على أن من أحبه الله حبب فيه عباده، كما كان الشيخ أحمد وفياً للثقة الكبيرة التي منحها له صاحب السمو حاكم الشارقة، باختياره رئيساً لدائرة الثقافة نظراً لأهمية المشروع الثقافي الذي كان صاحب السمو يمهد لإطلاقه، حيث الشيخ أحمد في خدمته بتفان بروح جماعية وقدرة على صناعة المبادرات، كما اتسم بالتسامح، ويشير الكتاب إلى أن تلك الشخصية تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث وفاءً له.
فيما أبدع محمد نجيب قدورة، من خلال مشاركته في الكتاب، في رصد تفاصيل في سيرة الشيخ أحمد، من خلال نثر بديع بلغة شعرية، واصفاً سيرة الراحل بالحكاية الثقافية لدرة المبدعين، ليقتفي الكاتب أثر الشيخ أحمد ليعدد مآثره ومواقف تكشف عن نبل أخلاقه والتي هي نتاج لكونه سليل عائلة كريمة.
https://www.alkhaleej.ae/2022-10-28/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B1%D9%85%D8%B2-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


سيرة الشيخ أحمد بن محمد بن سلطان القاسمي ( 1954 - 2018 م )
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33238
المؤلفون
18420
الناشرون
1828
الأخبار
10162

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة