سنة النشر :
2022
عدد الصفحات :
303
السلسلة :
كتاب المسبار الشهري ، 184
ردمك ISBN 9789948045069
تقييم الكتاب
يلاحظ أنّ الدراسات الأكاديمية المعالجة للظواهر المرتبطة بالإسلام في أوروبا، تتفرّع على مسارات أكاديمية متعددة، ولكنّ أغلبها ينطلق من فرضيّة اغترابيّة الدين عن الواقع الأوروبي؛ فيُنظَر إلى الإسلام باعتباره ديناً مهاجرًا لأرضٍ جديدة، وأن جيل «المهاجرين/المسافرين» الأوّل يتفاعل مع مجتمعٍ أصلي، بطريقةٍ تختلف عن الجيل الثاني والثالث! فيظهر ذلك في الهويّة والارتباط بالأرض الأم، وأنماط التفكير المتصارعة. وتتكثف التحديات في ملف المهاجرين، في مدى تقبّل فكرة الاندماج في شكل المجتمع الأوروبي وقيمه ودولته، والتخلّي عن بعض أشكال الهويّة التمايزية. وفي هذه النقطة تظهر حاجة لمساومات معرفية وثقافية واجتماعية، تفضي إلى الاضطرار المتوهم لاختيار جماعةٍ تمثّل «الهوية التمايزية المتفاوضة»، فتبرز الجماعات الإسلاموية حينها، ممثلاً للتفاوض المزعوم. وبقي ملف صناعة الفاعلين في الأوساط التفاوضية، قضيّةً غامضة، فآلية اختيار الأئمة؛ والمفتين، ورجال الدين، أُخضعت لعمليةٍ ترفض تدخّل الدولة، ولا تنفك عن أسر التنظيمات العابرة.
كانت أدوار الفاعلين الدينيين مربكةً للحكومات الأوروبية. يمكن فرزهم على فئات؛ الأولى للمفتين اليوميين: وهم من فنيي صناعة الرأي الديني في المسائل اليومية الحياتية؛ والفئة الثانية من الذين يفكون المستعصي من المسائل الفقهية النازلة وهم «العلماء»، والطبقة الثالثة من المرشدين الروحيين من رجال التربية والتصوف أو ما يكافئه؛ والطبقة الرابعة من المرشدين والأئمة، خصوصاً الوعّاظ ومؤدي الطقوس اليومية والجنائز. تمثّل الفئة الرابعة؛ محلّ الدراسة، الحلقة التي قدّرت المشاريع الأوروبية، جعلها مساوية لرجل الدين في السياق المسيحي! فمنحتها سلطته الروحية، وعلى هذا الافتراض نشأت برامج لتدريب الأئمة ومنحهم صفات المرشدين الدينيين في السجون والمستشفيات.
https://www.almesbar.net/%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8/
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك