سنة النشر :
2022
عدد الصفحات :
471
ردمك ISBN 9789948826323
تقييم الكتاب
خصّصت المؤلفة الفصل الأول لتوصيف الاتصال الحكومي، وتناولت في الثاني عوالم العصر الرقمي بوصفها فضاءات جديدة للاتصال الحكومي، وتحدثت في الثالث عن الثورة الصناعية الرابعة والاتصال الحكومي، وفي الرابع عن الاتصال الحكومي وواقع الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، بينما تناولت في الفصل الخامس رهانات مستقبل هذا النوع من الاتصال وتحدياته.
تستعرض المؤلفة مسيرة الحضارة الإنسانية للوصول إلى ما نشهده من تقدم تقني هائل، والتي أحدثت العديد من التغيرات الجذرية في مختلف النظم والهياكل.
وشهد العالم فيها جملة من التحولات ذات الطبيعة التكنولوجية، ووصلت بنا إلى التطور الهائل في قطاع الهواتف الذكية، الذي أدّى إلى ظهور الثورة الصناعية الـ 4 المدعومة بالذكاء الاصطناعي، دفع الحكومات التي أدركت أهميتها للمبادرة إلى تبني ما صار يُسمّى بـ «الحكومة الذكية»، عبر توفير المنصات التي تمكّن الجمهور من الاستفادة من الخدمات الموجهة إليه عن طريق الأجهزة الذكية.
في سعيها لتوصيف الاتصال الحكومي، أكدت المؤلفة أن هذا النوع من الاتصال بات مؤشراً معيارياً على تفعيل السياسات الحكومية، ومدى كفاءة أدائها لعملها، بوصفه أحد محاور الاستراتيجية العامة للحكومات في تحقيق الشفافية، وتعزيز مشاركة المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني.
ومن أجل تأصيل الاتصال الحكومي، وجعل القارئ يحيط به إحاطة تامة، استعرضت المؤلفة في الكتاب تعريفات هذا الاتصال، وأهدافه، ومكوناته، ووظائفه، ومجالاته، والعوامل التي تؤثر في أدائه.
تظهر المؤلفة كيف أن الثورة الرقمية، والتقدم العلمي والتقني المتسارع، الذي شهدته البشرية منذ أواخر القرن العشرين؛ قد أدّى إلى تطور كبير في حياة الإنسان بمختلف أنحاء العالم، حيث زادت الحاجة إلى وسائل إعلامية جديدة تلبي حاجاته في الوصول إلى المعلومة، ومتابعة الأحداث مهما كان نوعها وأهميتها على مدار الساعة، لتفضي هذه الثورة إلى بروز صيغ إعلامية جديدة تمتاز بالتفاعل والتشارك، والتقاسم، متجاوزة النموذج القديم القائم على ثنائية المرسل والمتلقين، وخالقة صيغة جديدة في التواصل، تُرسي التحاور المتبادل بين الجماعات، ما أسهم معه الطابع الجماهيري للإنترنت، والقائم على التحاور، في جعلها الوسيط الاتصالي الجماهيري بامتياز، بحيث يمكننا الكتابة والقراءة في الوقت نفسه، وهو ما عرف بـ «الإعلام الجديد»، والذي كان من تجلياته ما عرف أيضاً بـ «الحكومة الإلكترونية».
يؤكد الكتاب أن البشرية عاشت سباقاً محموماً مع نفسها منذ ظهور تلك الثورة الرقمية، فتطورت الصناعات وتنوعت التقانات، التي أدخلت اختراعات ومنتجات أسهمت في تسهيل حياة الناس، وامتدّ أثرها إلى اقتصادهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، حتى أدخلتنا بعد ثلاثة قرون من تلك الثورة في أخرى جديدة، أكثر تطوراً، هي الثورة الصناعية الرابعة، والتي تتميز بدمج التقنيات، وطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية، والبيولوجية، وتحقيق الاختراقات في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والنانو، والتكنولوجيا الحيوية وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، والواقع المُعزَّز، والمركبات ذاتية القيادة وغيرها، فهي ثورة ذكاء اصطناعي خارق.
وتتناول المؤلفة في الكتاب تجليات هذه الثورة الصناعية الرابعة في مجال الاتصال الحكومي، والكيفية التي يتم من خلالها توظيف تطبيقاتها وتقنياتها، لتطوير ممارسات الاتصال الحكومي، في ما بات يُسمّى «الحكومة الذكية»، وذلك من خلال عرض عدة أمثلة ونماذج عملية من مختلف أنحاء العالم.
وتمنح المؤلفة مساحة كبيرة في الكتاب لنموذج دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أطلقت أول خطة تنفيذية على مستوى العالم لتبني تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، تتضمن إنشاء أول مجلس لهذه الثورة الصناعية على مستوى العالم، وتأسيس مجالس للثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي؛ بهدف تقديم الدعم الاستشاري لمتخذي القرار على مستوى العالم، وكذلك تصميم إطار حوكمة عالمي، يضع الأسس العامة والأطر التشريعية والتنظيمية لتطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، وخلق أسواق عالمية لها بالشراكة مع الحكومات وشركات القطاع الخاص المعنية.
كما تُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول المنطقة، التي أسست منظومة متكاملة للاتصال الحكومي وفق أرقى المعايير العالمية، حيث أسست حكومة الدولة مكتب الاتصال لحكومة الإمارات، التابع للأمانة العامة لمجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وأطلقت استراتيجية الاتصال الحكومي للحكومة الاتحادية، واستراتيجية الاتصال الحكومي 2017 - 2021، كما أطلقت عدداً من المبادرات التي عززت من دور الاتصال الحكومي في المجتمع، مثل البرنامج الوطني للاتصال الحكومي، بالإضافة إلى عدد من الجوائز التي رسخت أفضل الممارسات المهنية في قطاع الاتصال الحكومي، وأسهمت في تطوير قنوات الاتصال الداخلي بين مختلف الوزارات والجهات الاتحادية من جهة، وكذلك الاتصال الخارجي مع الجمهور المستهدف داخل الدولة وخارجها.
وبعد أن تحدثت المؤلفة عن حاضر هذه الثورة الرابعة، انتقلت لاستشراف مستقبل الاتصال الحكومي، في ظل تطورات تقنيات هذه الثورة، مستعرضة سيناريوهات المستقبليين من قادة الفكر، والمسؤولين العامين، والأكاديميين، وخبراء التكنولوجيا، بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين، بشأن الاتجاهات التي تحدد كيفية تفاعل المواطنين مع الحكومات خلال السنوات العشر المقبلة، لتُركّز المؤلفة بعد ذلك على التداعيات السلبية المترتبة على تصاعد الاعتماد على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والإشكاليات والتحديات التي تثيرها هذه التقنيات.
تقدم المؤلفة في كتابها وجهة نظر شخصية حول التداعيات المستقبلية لهذه الثورة الصناعية الرابعة على قطاع الاتصال الحكومي، من خلال استعراض ثلاثة سيناريوهات تعطي تصوراً لما قد يكون عليه الاتصال الحكومي في المستقبل القريب أو البعيد، ففي أول هذه السيناريوهات، نجد تصورات حول تطور متسارع وإيجابي في هذا القطاع؛ يقود لمجتمعات افتراضية بحتة تحتضن أنشطة الاتصال الحكومي، أما الثاني، فيعكس رؤية كارثية وسلبية لتطور القطاع، بسبب احتمال طغيان البرمجيات الذكية، وسيطرتها على إدارة أنشطة الاتصال الحكومي، ويُجرد الاتصالات في هذا القطاع من بعدها الإنساني، بينما يستند الثالث لحالة تكامل بين المكونات التكنولوجية والإنسانية للاتصال الحكومي، بحيث يتم التعامل مع التكنولوجيا الذكية بشكل انتقائي، ووفق المصالح الإنسانية والاجتماعية والثقافية للمجتمع، ولا شك أن هذا الأخير هو السيناريو الأكثر قبولاً لدى الطبيعة البشرية.
https://www.alkhaleej.ae/2025-03-30/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%A9-5847261/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك