البحر في الأدب الخليجي : الشعر والرواية


تأليف :

الناشر : الشارقة : معهد الشارقة للتراث Sharjah Institute for Heritage

سنة النشر : 2022

عدد الصفحات : 361

السلسلة : ملتقى الشارقة الدولي للراوي ، حكايات البحر 2022

ردمك ISBN 9789948046806

الوسوم - أدب - تراث

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


ينطلق فهد في مباحثه التي تضمنها الكتاب، من أسئلة متعددة: هل هناك اهتمام بالبحر في النصوص الأدبية؟ بأي شكل يتم توظيف البحر؟ هل التوظيف مقتصر على ما تمثل في الرحلة الرومانسية أم تم التجاوز؟ كيف تعاملت معه القصيدة الخليجية وكذلك الرواية؟ ما القضايا التي ربطها المبدع الخليجي بثيمة البحر؟.. وغيرها من الأسئلة التي خصص لها ثلاث مباحث للإجابة عليها، إلى جانب مدخل عام، يستعرض مفهوم البحر، والدلالات التي وظف في سياقها، والدور الوظيفي الذي أدته صناعة السفن في حياة الإنسان، وما يجود به البحر من ثمار وأحجار كريمة، والمهن التي ارتبطت به، وأبرز الموانئ في الخليج العربي، وغيرها من الأمور التي تتصل بالإنسان، والمجتمع وحاجاته.
ويجيء هذا الاشتغال البحثي، من منطلق أهمية البحر، خاصة للإنسان الخليجي، الذي عاش «تحت طائلة المكان، ذلك المتنوع والمتعدد، فلم يكن هذا الإنسان محصورًا في الصحراء أو المناطق الريفية، كما هي الصورة العامة عند الآخر، بل عاش واستقر على السواحل شرقاً وغرباً وجنوباً»، ما جعل للبحر مكانتهُ في الذاكرة الجمعية، حيث تعامل إنسان هذه المنطقة «مع البحر في كل حالاته وأهواله واحتضانه وغضبه ونفوره وتقلب أمزجته»، وهو ما حذا بهذا الإنسان المدرك للبحر وحالاته أن يتأقلم في حياته معه، ويغترف من ثرواته، ويستعين به على فتح الأفق على الصعيد الاقتصادي والإبداعي...
أما على الصعيد الأدبي، فإن أهمية البحر كثيمة أو موضوع تنبع من تلك العلاقة التي تربطهُ بإنسان المنطقة، فالعلاقة بينهما «علاقة مباشرة وقوية وتاريخية»، وهو ما ستكشف عنهُ المباحث الثلاث، بديةً من البحث الأول «البحر في الثقافة والتراث العربي»، والذي يشكل مبحثًا عامًا لدراسة البحر وحضوره، من النص القرآني، وصولاً إلى الشعر والتراث العربي، القديم والحديث.
فقد توسع فهد في هذا المبحث دارساً توظيف القرآن الكريم لمفردة البحر، لينتقل بعدها لدراسة هذه المفردة في الشعر العربي، إذ «لم يغفل الشعراء منذ القديم حتى يومنا هذا عناصر الطبيعة في نصوصهم الشعرية، ومنها البحر؛ لأنه يمثل عالمًا حيويًا، ومصدر إلهام للمبدعين، سواء تعاملوا معه بمفهومه اللغوي، أو تعاملوا معه وفق إنزياحات تناولتها الثقافة العربية، أو تأتي من ابتكار الشاعر نفسه»، ويستدل فهد بأبيات من مختلف الحقب الزمنية، القديمة والمعاصرة، من الأعشى إلى محمود درويش، وحضور الشعر في قصائدهم وأبياتهم الشعرية.
في المبحث الثاني، يبحث فهد حضور البحر في الشعر الخليجي، من خلال دراسة العلاقة المتأصلة بين الإنسان الخليجي والبحر، وما يتعلق به من مهن، وأرزاق، إلى جانب التوظيف الدلالي، وأنسنتهُ بغرض المخاطبة، وغيرها من التوظيفات، فقد خصص شعراء الخليج «نصوصًا تفردت بالبحر وما يرتبط به، أو نصوصًا ذكرت البحر بطريقة ما، لكن نجد أن بعض شعراء البحرين والكويت سجلوا تاريخ المكانين وعلاقتهما بالبحر، وتحديدًا في مهنة الغوص، لذلك أصبحت هذه النصوص خالدة».
وفي هذا السياق، يتوسّع فهد في علاقة الخليجي بالبحر، على الصعيدين الفردي والمجتمعي، متفحصًا التوظيف الدلالي، والتعامل معه «في ضوء العلاقة التاريخية والاجتماعية للذاكرتين الجمعية والفردية، والتعامل معه في ضوء العمل والمهنة (...) وفي سياق العلاقات الإنسانية العاطفية والتشبيهات».
ويختم فهد بالمبحث الثالث، الذي يتناول البحر في الرواية الخليجية، حيثُ يتوسع في هذا المبحث نظرًا لارتباطه باشتغاله البحثي كناقد، فقد درس البحر بكافة أدواره، وبكل أشكال حضوره في الرواية الخليجية، ولهذا يفرق فهد بين التعامل الشعري مع البحر، والتعامل السردي الروائي، إذ يبين بأن التعامل مع البحر «بوصفه رمزًا ودلالة لها انعكاسات أخرى يريدها المبدع، فهذا غالباً ما يكوون في الكتابات الشعرية»، أم الكتابات السردية، فما يميزها اعتبار البحر «مكانًا عامًا، يحتمل الهدوء والسكينة، ويحتمل الغضب والهياج»، وقد ترجموه في نصوصهم «على أنه مكان عام مفتوح، حاله حال اليابسة، وإنما التباين في طبيعة التعامل مع المكان»، وفي تبيان هذه التعاملات، يبحث فهد تعامل السرد مع البحر بوصفه ملاذًا للمحبين، وفسحة للسفر والاستجمام، وموردًا لممارسة المهن والتجارة، إلى جانب حضوره كفضاء لتجارة الرق، ومكانًا للكوارث والنوائب، وعالمًا للأمنيات، وهذه الموضوعات هي ما يورد عليها فهد أمثلةً متعددةً من الروايات الخليجية.
https://www.alayam.com/alayam/althakafeh/994400/News.html



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


البحر في الأدب الخليجي : الشعر والرواية
التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب .

عداد الموقع

الكتب
33645
المؤلفون
18625
الناشرون
1837
الأخبار
10315

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة