سنة النشر :
2006
عدد الصفحات :
303
تقييم الكتاب
تعتبر العلاقات العامة من أكثر المهن انتشاراً وتوسعاً في العالم. ففي مجتمع مركب، تسوده العولمة والتبعية المتبادلة تحتاج مختلف المنظمات سواء كانت خدمية أو تجارية، عامة أو خاصة سياسية، تجارية، غير ربحية، سياحية أو رياضية إلى موظفين وممارسين ومختصين لإيصال احتياجات المنظمة إلى الجهات والجماهير التي تتعامل معها، وكذلك إيصال مطالب واحتياجات واهتمام تلك الجهات وتلك الجماهير إلى المنظمة.
ففي عالم متغير بسرعة فائقة، وفي عالم تكنولوجية المعلومات والاتصال وفي عالم اقتصاد المعرفة تجد المنظمة نفسها أمام أمرين اثنين: إما مسايرة التغير الاجتماعي السريع والتأقلم والتكيف معه وإما الانقراض والموت البطيء.
وأمام هذه التحديات الكبيرة يجد ممارس العلاقات العامة نفسه بحاجة إلى مهارات لا تنحصر في فنون الاتصال المختلفة فحسب، وإنما هو بحاجة ماسة إلى مهارات إدارية ومهارات بحثية وحس اجتماعي كبير جداً لمعايشة ما يدور من حوله من تطور وتغير.
تمثل العلاقات العامة اليوم بعداً إدارياً محورياً في المنظمة، وبذلك فإن ممارس العلاقات العامة ليس مجرد فني ومنتج للمواد الإعلامية والبيانات الصحافية فقط، وإنما هو جزء لا يتجزأ من العملية الإدارية داخل المنظمة حيث إنه يعتبر دعماً مهماً لصناعة القرار.
وإذا كان في السابق يحتاج ممارس العلاقات العامة إلى فهم الرأي العام ودراسته وتحليله وإلى إنتاج مواد إعلامية فعالة وإلى تخطيط برامج العلاقات العامة وإلى تقييم فعالية العلاقات العامة، فإنه اليوم بحاجة إلى فهم كل عمليات الاتصال وإلى التحكم في مناهج الإدارة المختلفة للنجاح في مهنته. إن الفهم العميق لمحيط المنظمة الذي تعمل فيه وفلسفتها وخصوصيتها من أهم مستلزمات وشروط فعالية ونجاح العلاقات العامة في القرن الحادي والعشرين.
لا توجد مهنة أسيء فهمها اليوم مثل مهنة العلاقات العامة. ومن المشكلات التي تعاني منها كذلك عدم وجود تعريف شامل وجامع للعلاقات العامة وهذا بسبب انتشارها ووجودها في جميع المجالات ومختلف المنظمات. اختلاف المجالات والمنظمات يعني اختلاف الاستراتيجيات والأهداف وبذلك ضرورة تكييف العلاقات العامة مع خصوصية المنظمة.
حدد الخبراء والباحثون في مجال العلاقات العامة عشرة مبادئ أساسية لفهم العلاقات العامة: فالعلاقات العامة تتعامل مع الحقائق وليس مع الأكاذيب والتهويل والوعود الفارغة.
تعتبر العلاقات العامة وظيفة خدمية بالدرجة الأولى تهتم بالمصلحة العامة وليس بالرضا الشخصي. برامج العلاقات العامة موجهة لجماهير المنظمة، فهي إذن مطالبة بمراعاة المصلحة العامة في اختيار البرامج والسياسات.
تعتبر وسائل الاتصال الجماهيري من أهم وسائل العلاقات العامة للوصول إلى جماهير المنظمة، ولذا يجب على إدارة العلاقات العامة أن تبني علاقاتها بهذه الوسائل على أساس من الاحترام والأخلاق والصدق والثقة والمهنية والحرفية.
يعتبر ممارس العلاقات العامة حلقة الوصل بين المنظمة وجماهيرها وبذلك يجب عليه ضمان إيصال الأخبار والمعلومات في الاتجاهين حتى يحقق التفاهم والانسجام التام بين الطرفين.
ولضمان الاتصال في اتجاهين والتفاهم الكامل يتوجب على ممارس العلاقات العامة استعمال النتائج العلمية لاستطلاعات الرأي العام بصفة مكثفة. لفهم ماذا يقول جمهور المنظمة والوصول إليه يتوجب على ممارس العلاقات العامة استعمال العلوم الاجتماعية ـ علم النفس، علم الاجتماع، علم النفس الاجتماعي، الرأي العام وعلوم الاتصال.
تعتبر العلاقات العامة تخصصاً متعدد المجالات ومن هنا يجب على ممارس العلاقات العامة الاستفادة من النتائج العلمية للعلوم الإنسانية والاجتماعية وتوظيفها والاستفادة منها في عمله.
https://www.albayan.ae/paths/books/2006-10-30-1.956276
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك