الواري : 12 حكاية وكائناً خرافياً في البحر : من حكايات البحارة في الإمارات


تأليف :

الناشر : الشارقة : معهد الشارقة للتراث Sharjah Institute for Heritage

سنة النشر : 2022

عدد الصفحات : 94

ردمك ISBN 9789948048237

الوسوم - تراث

تقييم الكتاب

شارك مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


يوجه الكتاب في مقدمته إضاءات مهمة حول مناطق جغرافية بعينها كانت بمنزلة مسرح لتلك الحكايات الخرافية؛ حيث يشير إلى أن المنطقة الشرقية للدولة والتي تتقاسمها إمارتا الشارقة والفجيرة، ومدنها: الفجيرة وخورفكان وكلباء ودبا الحصن ودبا الفجيرة، ومناطق: الزبارة واللؤلؤية والبدية وقدفع ومربح والقرية وسكمكم وطريف والغيل وحلة، تعد من أخصب مناطق الإمارات قاطبة في مجال الأدب الشعبي، فهي أشبه بالجزيرة التي تحيط بها العجائب من كل صوب.
ويلفت المؤلف إلى أن ذلك الموقع المميز جعل المنطقة تتمتع بثراء ثقافي ومعرفي مميز، وأوجد مخزوناً أدبياً كبيراً، وتنوعاً في اللهجات، وتميزاً في الإبداع، فحتى الحكايات التي يتفق على انتشارها في جميع أنحاء الإمارات بشكل قريب من بعضه، تجدها في المنطقة الشرقية مختلفة اختلافاً ملحوظاً، إن لم يكن جذرياً، حتى المرويات الشهيرة جداً نجدها متميزة، إن لم تكن مختلفة هناك.
ويشير الكتاب إلى خصوصية قصص البحر واستمراريتها على مر الأزمان؛ حيث إن كل الحكايات كانت تبدأ بجملة «كان يا مكان»، وتنفض بعد أن ينفض مجلس الحكاية ما عدا حكايات البحر، فهي تروى منذ الأزل، لكنها لم تنتهِ بعد، فقد ظل إنسان المكان يروي حكاياته جيلاً بعد جيل، وهي مستمرة في الواقع والخيال، تشغل الناس، وتروح عنهم، وتخيفهم في كثير من الأحيان، وفي هذا السياق، يشير المؤلف إلى أن اليابسة في كوكب الأرض لم تستطع أن تحافظ على ملامحها أبداً على مر العصور، فكل من يأتي إلى هذه الدنيا يغيّر في اليابسة، إما بناءً وإما هدماً؛ بل وتكاد الأرض أن تضيق بساكنيها، غير أن البحر ظل صامداً لم تتغير ملامحه، ولم يتبدل سكانه، فالأشكال هي الأشكال، والسكان هم السكان، والأماكن هي الأماكن، إذا امتلأ فاض، وإذا غضب هاج، وإذا تعب انحسر، لكنه على الدوام يعود إلى طبيعته الأولى التي خلق عليها.
ويتناول المؤلف علاقة الإماراتيين التاريخية والعميقة بالبحر جيلاً بعد جيل، مشيراً إلى أن البحر شكل جزءاً كبيراً من ذاكرة سكان الإمارات وتفاصيل حياتهم في الماضي؛ بل كان هو مدار الحياة، الرزق والعيش والثروة؛ لذلك نشأت منذ آماد بعيدة علائق وطيدة بين الإماراتيين والبحر؛ إذ كانت حياتهم مرتبطة به وبعوالمه ومواسم ارتياده، ومن خلال تلك العلاقة، نسج الإماراتيون الكثير من الحكايات الشعبية والخرافية التي تعكس ذلك الارتباط الوثيق بالبحر، وظهرت أعلام وشخوص ورموز ذات محمولات ثقافية وتراثية تنتمي إلى عالم البحر، كالغواصين والنواخذة والطواويش وغيرها، ويوضح الكتاب أن هناك مهناً عريقة تشكلت من خلال العلاقة مع البحر مثل صيد الأسماك، واستخراج الأحجار المرجانية، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، والأسفار عبر البحار والمحيطات وغير ذلك من الحرف والمهن.
وينقسم الكتاب إلى قسمين؛ حيث يتناول في الأول ست كائنات خرافية؛ وهي: بابا درياه (بودريا)، وهو من أشهر تلك المخلوقات التي عرفها أهل الإمارات والخليج، وهو من الكائنات المرعبة؛ حيث انتشر ذكره عند سكان المدن الساحلية، وهناك خطاف رفّاي (بوشريّع)، وهو كائن صاحب حكايات كثيرة، ويتميز بالضخامة ويعد فتاكاً، ويظهر في عرض البحر، وكذلك هناك سلامة وبناتها «كسير وعوير»، وهي حكايات قديمة عند العرب، ويطلق الإماراتيون وبعض أهل الخليج على سلامة وبناتها اسم «غبة سلامة»؛ حيث إن الغبة هي لجة البحر، أما «شنق بن عنق»، فهو عملاق وسيم، وهناك فتوح «عفريت القرم»، وهو من أشهر الكائنات المرعبة، أما الواري «بوصراي»، فهو كائن يعمل على تضليل البحارة ثم إغراقهم في البحر.
ويستعرض القسم الثاني من الكتاب، ست حكايات خرافية وهي «أحمد المختار وأمير البحار»، و«بديحه بديحه»، و«التاجر المحتال»، و«زوجة الطواش»، و«طويل القامة»، و«النوخذة».
الكتاب يحمل الكثير من المعلومات والمعارف التراثية عن البحر وكائناته، وفي ذات الوقت يوفر المتعة للقارئ من مختلف الخلفيات والمستويات؛ حيث إن هذه القصص ربما لا توجد مجتمعة في كتاب واحد، فهي تأخذ المتلقي نحو عوالم البحر وغرائبه وعجائبه بسرد جميل ومشوق.
https://www.alkhaleej.ae/2022-12-02/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%87%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9



هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك

تعليقات الزوار


الواري : 12 حكاية وكائناً خرافياً في البحر : من حكايات البحارة في الإمارات

التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37226
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة