سنة النشر :
2022
عدد الصفحات :
261
ردمك ISBN 9789948804888
تقييم الكتاب
اعتمدت الدراسة في تحليلها لظاهرة الانشقاقات في جماعة الإخوان المسلمين، منذ سنوات نشأتها الأولى، وإلى ما بعد يونيو 2013، اعتمدت على عدد من المقاربات، من بينها مقاربة فجوة الأجيال، ومقاربة السوق الدينية، ومقاربة تماسك الحركة الاجتماعية، ومقاربة تمكين الشباب، من مُنطلق أن هذه المقاربات سوف تسمح بالتعرف على التغيرات التي طرأت على مسار جماعة الإخوان المسلمين ودفعت باتجاه خلخلة تماسكها، فضلًا عن تقصي الأسباب التي دفعت أفرادًا ومجموعات إلى الانسحاب منها، والكشف عن الطبيعة الإقصائية لجماعة الإخوان المسلمين، وغياب هياكلها التشاركية في ظل ثقافة الطاعة العمياء.
شهدت جماعة الإخوان المسلمين، منذ تأسيسها حتى نهاية حكم الرئيس الراحل عبد الناصر عام 1970، عددًا من الانشقاقات المهمة، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال اقتراب تاريخي ومؤسساتي. فمن خلال الاقتراب الأول سيتم عرض الوقائع وظروف حدوثها، أمّا الاقتراب الثاني فسيحاول إلقاء بعض الضوء على الأسباب والمحددات المؤسسية والأيديولوجية لتلك الانشقاقات. وتدور هذه الفرضيات حول مجموعة من المحددات التي تحكم مدى الانشقاق وطبيعته داخل الحركات الاجتماعية الكبرى، ومن هذه العوامل المحددة نتعرف على مدى مركزية التنظيم، وتأثير القائد الكاريزماتي، ومدى استخدام العنف داخل التنظيم، لا سيّما أن تلك الفترة قد شهدت خلافات وصراعات عميقة داخل الجماعة، مثلت البداية لخلافات عميقة ضربت الجماعة في العقود التالية.
خلال عهد الرئيس السادات لم تشهد جماعة الإخوان المسلمين أي انشقاقات تنظيمية، صغيرة كانت أو كبيرة، بل إن الجماعة شهدت في هذه الفترة انتشارًا كبيرًا في المجتمع، ونموًا ملحوظًا في هيكلها التنظيمي، بعد أن انضم إليها مجموعات كبيرة من شباب التيار الإسلامي داخل الجامعات المصرية. وقد أسهمت عوامل عدة في عدم تعرض الإخوان لأي انشقاقات خلال هذه المرحلة التاريخية، أولها رغبة الرئيس السادات نفسه في التصالح مع الجماعة، وثانيها انشغال الجماعة بإعادة البناء التنظيمي، بالإضافة إلى نجاح المرشد الثالث عمر التلمساني في إدارة الخلافات داخل الجماعة.
http://trendsresearch.org/publication.php?id=37#page=1
هل قرأت هذا الكتاب أو لديك سؤال عنه؟ أضف تعليقك أو سؤالك